منحت لجنة التعيينات والترقيات في المجلس الأكاديمي لجامعة بار ايلان في مطلع الشهر الجاري لقب بروفيسور في فنون الأداء الموسيقي للموسيقار العالمي تيسير الياس ابن مدينة شفاعمرو، بعد أن أدرج اسمه أمام المجلس في قائمة المرشّحين لأعلى لقب أكاديمي تمنحه الجامعات. وكانت ادارة الجامعة قد قرّرت ضمّ الأستاذ الياس الى صفوف أساتذتها الكبار وتعيينه محاضراً دائماً في علوم الموسيقى بقسم الموسيقى في كليّة الآداب في الجامعة.
والبروفيسور تيسير الياس هو رئيس قسم الموسيقى الشرقيّة في "أكاديميّة الموسيقى وفنون الأداء في القدس" منذ ان تم انشائه على يده، وأستاذ علم المقام وأساليب العزف على آلتي العود والكمان في الأكاديمية، عليه درس خيرة العازفين الشباب. حالياً يدأب البروفيسور تيسير الياس أيضاً على انهاء أطروحته لنيل اللقب الثالث في علم الموسيقى المقارن من الجامعة العبريّة في القدس والتي تبحث في "مبادىء المعرفة الادراكية والمعرفة الحدسية في اداء الموسيقى العربية الكلاسيكية والبنى الطبيعيّة والمتلقّاة في الأرتجال"، بارشاد البروفيسور دالية كوهين، أحدى أهمّ البحّاثة في الموسيقى العربيّة في البلاد. وبنيله لقب دكتور في علوم الموسيقى النظريّة يجتمع لديه اللقبان في كلا العلمين النظريّ والتطبيقيّ.
اعتز بانني التقيت الاستاذ منير بشير
كيف بدأت رحلتك مع الموسيقى؟
تيسير الياس: رحلتي مع الموسيقى بدأت في جيل مبكر حين تعلمت العزف على يد أخي ميلاد الياس، حينها كنا نسكن في شفاعمرو. عندما بلغت سن الرابعة عشر انتقلت لدراسة الموسيقى الكلاسيكية في معهد روبين للموسيقى في حيفا، وبالمقابل اكملت تعليمي الثانوي. في جيل 22 عاماً انهيت تعليمي بإمتياز في معهد روبين بعدما تخصصت في عزف الكمان الكلاسيكي. في القدس تابعت دراسة الكمان الكلاسيكي في "أكاديميّة الموسيقى وفنون الأداء" وحصلت على اللقب الاول بالموضوع، ومن ثم حصلت على اللقب الاول في علم الموسيقى من الجامعة العبرية. بعدها حصلت على اللقب الثاني بالابحاث الموسيقية من الجامعة العبرية وكتبت اطروحتي عن الارتجال في الموسيقى العربية وبشكل موازي عملت على تطوير نفسي في مجال العزف على آلتي العود والكمان وطورت تكنيك هائل في العزف على الالتين.
وكيف تعرف الناس على تيسير العازف.
تيسير الياس: قدمت حفلات الكونسيرت في البلاد وخارجها كعازف منفرد وعزفت كذلك مع فرق سمفونية غربية في اوروبا وامريكا، ومن ثم بدأ ملحنين كبار بكتابة مقطوعات موسيقية سمفونية خاصة لي، فتعاملت مثلاً مع ميناحيم فيزنبرج، ميريام جيربيج، تسفي افني،.. وعزفت في أماكن مهمة في العالم مثل الاستاد الأوليمبي في برشلونة- اسبانيا بحضور ملك اسبانيا امام 50 الف شخص، والحدث بث مباشرةً في جميع انحاء العالم، وقمت ايضاً بالعزف في السنات الفرنسي امام اعضاء السنات ووزراء وسفراء من ارجاء المعمورة، وعزفت ايضاً في دار الاوبرا في مصر. كما وعزفت مع اشهر العازفين العالميين امثال باكو دي لوسيا، رافي شنكار، زكير حسين، تشارلز نايدك وغيرهم.
قمت بالعزف على الة الكمان والة العود في مسارح عالمية.. هل تجد علاقة بين الموسيقى الشرقية والغربية؟
تيسير الياس: انا اعزف كلاسيكي وشرقي، من البديهي ان تكون علاقة متبادلة بل ومن المطلوب جداً عالمياً ان تتبادل الثقافات والحضارات الوان الموسيقى. المقطوعات العربية التي اقدمها كتبت خصيصاً لي وانا من خلال
عزفت مع اشهر العازفين العالميين امثال باكو دي لوسيا
عزفي للعود اوصله لمراتب سامية وعالية. اريد ان اكسر نظرة الغرب وحتى الشرق للعود وهو ان هذه الالة تحيي الاعراس لا اكثر وانها آلة محدودة. رسالتي هي ان بمقدور هذه الالة ان تجري حواراً ثقافياً مع باقي الحضارات ومن خلالها تستطيع الموسيقى العربية ان تثبت نفسها مثل موسيقى الجاز، موسيقى الفلامينكو والموسيقى الهندية.
وهل تشعر انك اديت رسالتك بشكل ناجح؟
تيسير الياس: ساقول لك شيئاً، انا العربي الوحيد الذي دخل قبل بضعة اشهر "موسوعة مشاهير العالم للقرن الـ 21"، الموسوعة تصدرها جامعة كامبريج في الولايات المتحدة، وتحتوي على اشهر شخصيات في العالم ويتم انتقاء الشخصيات بعد فحص دقيق لهذا الشخص. وهذا اعتراف مباشر بنجاح رسالتي عالميا.
انت المدير الفني لمسابقة الاغنية العربية للبراعم الشابة.. ماذا تحدثنا عن هذه المسابقة؟
تيسير الياس: انا احيي مبادرة الاخ غسان مقلشة، للقيام بمثل هذه المسابقة. التعاون فيما بيننا بدأ قبل سنوات حين كنت مدير قسم الموسيقى العربية في صوت اسرائيل. بالنسبة للمسابقة، بصراحة تامة انا لا احبذ موضوع المسابقات لاننا لم نصل بعد لمرحلة ان نتقبل النتائج بروح رياضية، وبالرغم من ذلك فانني اتعامل مع هذه المسابقة كعمل تشجيعي للمواهب والبراعم، آخذا بعين الاعتبار انعدام الاطر الفنية التي يستطيع من خلالها الموهوب ان يجسد موهبته .
هل بامكان هذه المسابقات ان تحدث نوعا من التغيير حول النظرة للموسيقى في وسطنا؟
تيسير الياس: مثل هذه المسابقات تستطيع ان تحدث قفزة نوعية في اي بلد، ولكن من الضروري ان تكون متابعة وتواصل مع هؤلاء البراعم كما يحدث في مسابقات عربية وعالمية مثل سوبر ستار وغيره. فوائد مسابقة البراعم محدودة وموضعية، لاننا لا نملك مؤسسة ضخمة تستطيع دعم المواهب وايصالهم لشاطئ الامان موسيقياً.
الموسيقار البروفيسور تيسير الياس
وما هي نصيحتك للمواهب المشاركة التي تطمح بالشهرة والنجاح؟
تيسير الياس: اهم شيء ان يعملوا على التطوير الذاتي وان لا يبحثوا عن النجاح الرخيص، على الفنان ان يجعل الفن محفزاً له لكي يتعلم ويصقل موهبته بالدراسة، لان الموهبة لا تفيد صاحبها ان لم يجتهد لاجلها، ومن ناحيةاخرى فالدراسة لا تفيد الشخص ان لم يكن موهوباً، وليعرف الجميع ان الموسيقى من ارقى المواضيع وان لا نستخف به. فلا وجود لنهضة موسيقية حقيقية بدون نهضة علمية حقيقية.
كرئيس لقسم الموسيقى الشرقيّة في "أكاديميّة الموسيقى" هل تلمس اقبالاً من قبل الشباب العرب لتعلم موضوع الموسيقى؟
تيسير الياس: بالتأكيد، حتى الان قمنا بتخريج 4 أفواج من شباب يحملون اللقب الاول في الموسيقى وبعضهم على مستوى عال جداً، وقد اندمجوا في المدارس العربية المختلفة ويدرسون موضوع الموسيقى. اذكر منهم ميخائيل مارون عازف عود، سامي خشيبون عازف كمان، كميل شجراوي حيث يعملون الى جانبي بتدريس الموسيقى بالاكاديمبة، وسيم عودة، عماد دلال، زاهي غريب ودرويش درويش الذي حصل على المرتبة الاولى في مسابقة العود للعالم العربي التي اقيمت في القاهرة. التغيير بنظري يحدث عندما يذهي هؤلاء الموسيقيين الى قراهم ويقومن هناك بتدريس الموسيقى للاطفال والشباب، لانه بهذه الطريقة يحدث التغيير.
هل التقيت بموسيقيين وفنانين من العالم العربي؟
تيسير الياس: التقيت بالعديد من الشخصيات العربية العالمية، وعلى رأسهم شخصان اعتز بانني التقيت بهما وهما: الاستاذ العملاق وديع الصافي والذي يعتبر من اكبر الموسيقيين في العالم قاطبةً وكان لنا عدة لقاءات تحدثنا من
الاستاذ العملاق وديع الصافي وأسرة البروفيسور تيسير الياس
خلالها عن هموم الموسيقى العربية ومشاكلها، اما الشخص الاخر فهو الاستاذ المرحوم عازف العود وهو اشهر من نار على علم - منير بشير الذي التقيت به في الاردن وتواعدنا على العزف معاً في مصر ولكن القدر لم يمهله وتوفاه الله قبل ان يخرج هذا التعاون لحيز التنفيذ.
ماذا تحدثنا عن اسرتك؟
تيسير الياس: عائلتي موسيقية تتكون من زوجتي ميراندا زياد حدّاد-الياس وهي مطربة مجيدة شاركتني في اعمال عديدة في البلاد والخارج، وظهرت معي في التلفزيون وفي الكونسيرتات، ولدينا طفلان، سيرين (8) وهي عازفة بيانو موهوبة والياس (5) بدأ يتعلم العزف على آلة الكمان.
حاورته: رحيق بصول
