قصة غرام "العندليب والسندريلا"، قصة لا يعرفها سوى القلائل لأن العاشقين قررا ألا يفصحا عنها. البعض يؤكد وقوع زواج سري بين سعاد حسني وعبدالحليم حافظ، والبعض يقول ان العلاقة لم تكتمل وأن حب عبد الحليم حافظ للسندريلا او بالاحرى انكار حبه لها أدى الى وقوع خلاف شديد بينها وبين صديقتها المقربة نادية لطفي.
عام 1961 كانت سعاد حسني دخلت عالم التمثيل قبل عامين فقط، وسبقتها نادية لطفي بعام واحد، واستطاعت كل منهما الوصول إلى القمة. وقد جمعت "نادية وسعاد" صداقة راقية أسفرت عن تقديمهما معًا عدة افلام هامة كمها "السبع بنات" و "للرجال فقط". لكن تلك الصداقة شهدت عام 1962 خلافًا بين الصديقتين بسبب فيلم الخطايا وبطله عبد الحليم حافظ،.
كان "حليم" وجد في قصة فيلم "الخطايا" دور عمره الذي يريد تقديمه، خاصة أن الدور به مساحات للتمثيل أكثر من أي دور آخر قدمه، فأراد أن يتحول من "مغني بيمثل إلى ممثل بيغني"، وبدأ يبحث عن البطلة فوجد أن سعاد حسني هي الأجدر بذلك. تعاقدت سعاد حسني على تقديم الفيلم بالفعل، لكن الأمر انتهى بأن نادية لطفي هي التي وقفت أمام "حليم" ومثلت دور حبيبته في واحد من أشهر وأهم الأفلام في السينما المصرية، فما هو السبب الذي جعل "نادية" تحل محل "سعاد"؟
يقال ان الصحف الفنية في الستينيات أشارت إلى وجود علاقة حب قوية تجمع "حليم" و"سعاد"، ولهذا اختارها بطلة فيلم الخطايا، وقيل ان "المطرب المتمرد على الزواج وجد أخيرًا سندريلا أحلامه"، ما جعل ذلك يغضب عبدالحليم حافظ كثيرًا.
اتصل "حليم" بالصحف وطلب منها تكذيب شائعة حبه لـ"سعاد حسني" وقرب زواجه منها. ما فعله عبد الحليم حافظ – وفقًا لرواية (أصحاب للأبد لحفظ التراث) أغضب سعاد حسني كثيرًا، وقررت الرد على إزعاج العندليب لها بفعلته، بالاعتذار عن الفيلم، وعلمت أن لا شيء سيزعج عبدالحليم حافظ أكثر من ذلك لأنه اعتمد عليها في تقديم دور البطولة ورسم الدور لها خصيصًا.
تهربت سعاد حسني من مخرج الفيلم، حسن الإمام، ومن بطله عبدالحليم حافظ، ثم اتصلت بالمخرج ايام قبل بدء التصوير وأخبرته بقرارها الاعتذار عن الفيلم، وأرسلت شقيقتها لترد العربون. كان ذلك أمرًا سيئًا للغاية حدث لـ"حليم" قبل تصوير الفيلم، وشعر ومعه المخرج بحرج شديد، وهنا جاءت فكرة الاستعانة بنادية لطفي لتقديم الفيلم، فتفهمت المأزق ووافقت في النهاية.
نجح الفيلم نجاحًا قويًا، وارتبطت قصة الحب بـ"نادية وحليم"، ما أغضب سعاد حسني وأدى إلى صراعات بينهما فيما بعد. بينما يقول البعض ان عبد الحليم حافظ اختار منذ البداية نادية لطفي لبطولة فيلم "الخطايا" بدلًا من سعاد حسني مما اغضبها، ويقال ان حسن الإمام كان يحدد مع العندليب أدوار الممثلين، واستقر على عماد حمدي لدور الأب، ومديحة يسري لدور الأم، وحسن يوسف لدور الأخ، وعند تحديد اسم البطلة، قال له "الإمام": "أظن أنك ترشح له سعاد حسني"، فأجاب حليم: "نادية لطفي هي اللي هاتمثل الدور".
شكل الثنائي عبدالحليم حافظ ونادية لطفي نموذجًا رائعًا للحب في "الخطايا"، وشعرا بصدق مشاعرهما أثناء تقديم الفيلم، حتى أن نادية لطفي بكت بشكل حقيقي حين كانت تقدم مشهدها أمام "حليم" وهو يغني "قوللي حاجة"، ما جعل الصحف تتحدث عن علاقة حب حقيقية بينهما .
اما سعاد حسني فتحدثت عن الفيلم في برنامج "عبد الحليم حافظ.. الموعود بالعذاب والنجاح"، من تقديم الإعلامي مفيد فوزي، وقالت إنه كان مقررا لها أن تكون البطلة أمام العندليب في فيلم "الخطايا"، وبعد تعاقدها على الفيلم رأى حسن الإمام أن نادية لطفي هي الأنسب لذلك الدور. وأضافت: "كنت متفقة على الفيلم ومضيت العقد وبعدين حسن الإمام ما رضيش بيا، ووقتها قال إن الأنسب نادية لطفي. وفعلًا هي كانت أنسب للدور، وعملته وكان ممتاز".
هل غضبت سعاد حسني من صديقتها؟ أم غارت على العندليب منها؟ أم لم تأبه من الأساس لما حدث؟، لا أحد يعرف تمامًا كعدم التأكد من طبيعة العلاقة بين "السندريلا والعندليب"، ليظل ما حدث في فيلم "الخطايا" سؤالًا هامًا يتحدد وفقًا لإجابته غير الموجودة الكثير من الأشياء.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
