spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

فيلم فيروز الممنوع

راسلونا: news@farfeshplus.online

لم يكن منع السيدة فيروز عرض الفيلم الهولندي الذي يحمل اسمها ويروي أسطورتها على لسان شخصياته ليثير القلق لو أن أحداً غيرها قام به. ولم تكن الأسباب التي مُنع لأجلها لتبدو بهذه الإهمية لو أنها وردت في سياق اعتراض فيروز على الفيلم. ولكنها بدت، أي الأسباب، برغم وجهتها القانونية والشرعية والحقوقية، تفصيلية أمام منع عرض الفيلم. فبدا ذلك أقرب الى عقاب كبير لخطأ صغير نسبياً، لا "يلحق ضرراً غير قابل للتعويض" على ما نص قرار المحكمة المنعي. بل إن الناس كانت لتتعاطف مع فيروز أكثر لو أنها أبدت وجهة نظرها في إطار الاعتراض أو إبداء الرأي لا في شكل الفعل المباشر. فماذا لو تُرك الفيلم يُعرَض واعترضت فيروز على ما شاءت؟ كان الناس سيفهمون على الأقل وجهة الاعتراض وربما يتعاطفون معها ويُكبرون فيها روح الترفع عن صغائر الأمور. ولكن الأذى الحقيقي وقع بتخطي الخطوط الحمراء وبمواجهة فيلم، مهما كان، بقرار محكمة والحكم عليه بعدم المشاهدة، فكانت تلك الإساءة الحقيقية إلى "مكانة فيروز الفنية". تتمسك ريما الرحباني بالوجهة القانونية والأخلاقية للموضوع، كما توضح : "لا يجوز أن نكون آخر من يعلم وأن يُستَخدم اسم فيروز وصورتها من دون إذنها للترويج".



من الصعب التكهن بما كان سيكون عليه موقف جبران لو أنه ما زال حياً. مع ذلك، يمكن التخمين بأنه عندما كتب مخاطباً الإنسان عن الحياة، لم يفكر في كيفية السيطرة على انتشار كتاباته أو على شكل وصولها الى القارئ. لم يكن وقتذاك عصر الانترنت الذي يبدو اليوم وكأنه افتعل السؤال حول فكرة "سوء استخدام" المُنتج الفني أو الفكري من دون أن يجد لها حلولاً. في حين أنها حتماً وُجدت في الماضي بأشكال مختلفة من دون أن تثير جدلاً يكاد يكون عقيماً لا طائل منه. التواصل مع أي عمل ابداعي او غير ابداعي، ينطوي في شكل طبيعي وعفوي على تفسيرات شخصية واجتهادات. ومن الطبيعي أيضاً أن يكون من بين الأخيرة ما قد يتناقض مع آراء صاحبه. يكمل ذلك في شكل ما فكرة الحرية التي يقوم عليها العمل الفني، فما يُصنع بحرية لا يمكن تكبيله في مرحلة ثانية أو تحديده بنص أخلاقي أو قانوني.



لعل موضوع فيلم "فيروز: كنا نحب بعضنا كثيراً" الذي منعته السيدة فيروز، يقع في هذه المنطقة الشائكة غير المحسومة. ربما من السهل حل المسألة بوضعها في إطار "الأخلاقيات" أو"الحقوق القانونية"؛ الأخلاق تحتم عدم استخدام اسم جبران في سياق فيلم بورنو أو زج اسم فيروز في فيلم يبرز الطائفية واقتتال اللبنانيين حولها وبسببها. والقانون ربما يحوي في سراديبه نصاً ما يساند هذه الأخلاقيات ويعززها. من الطبيعي أن تنتصر "الأخلاق" وأن يسود "القانون" في نقاش يستند اليهما. ولكن السؤال: منذ متى أصبحت "الأخلاق" مقياساً للعمل الفني؟ ومن جعل القانون الآمر الناهي في مسألة فيلم أو أغنية أو كتاب؟

ربما تكون الصبغة الرومنسية للأخيرة هي ما تجعلها مصنفة خارج الاعتبارات الاجتماعية والأخلاقية، أو هو موقع فيروز خارج كل تلك الاعتبارات. الرومنسية هي نفسها التي تجعل حضورها في الفيلم الهولندي طبيعياً وجزءاً لا يتجزأ من ذاكرة الشخصيات، ومكانتها عند الأخيرين هي التي تحتم عليها مبادلتهم الحب بحب والتسامح بتسامح والترفع بترفع.

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer