صدرت دراسات عديدة تحذ ر من الفياجرا والمنشطات النوعية التي تحتوي على (سيلدنافيل) لانها قد تسبب العمى وتناولها دون استشارة الطبيب قد يؤدي للوفاة، واستخدامها دون داع يُضعف القدرة النوعية. ولكنها مفيدة بجرعات محددة لمرضى القلب والسكتة الدماغية.
وقد شهدت الأيام الماضية تناقضات عديدة ولغطا كبيرا، بشأن هذه الأدوية المنشطة، ومخاطرها وأضرارها على صحة الإنسان، بينما اشارت أبحاث أخرى الى أهمية تناولها، مما وضع الرجال في حيرة شديدة! ومن الأبحاث التي حذرت من الفياجرا، الدراسة التي أشرف عليها باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز، ونشرت بالمجلة الطبية"Experimental Eye Research"، حيث ذكرت أن عقار الفياجرا قد يصيب الرجال بالعمى، نظرًا لاحتوائه على أحد المركبات التي تؤثر على النظر بشكل دائم، وخاصة على الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي "retinitis pigmentosa" أو العشى الليلي.
وكما يظهر على الأشخاص الأصحاء الحاملين لجين المرض، وهم يمثلون 2 % من إجمالي البشر. وفيما يتعلق بفوائد الفياجرا، فقد كشفت دراسة إيطالية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة سابينزا بروما، وشملت 1622 رجلًا أن عقار الفياجرا، والذي يحتوي على المادة الفعالة "سيلدنافيل" يجب أن يوصف للرجال بشكل روتيني ليساهم في وقايتهم من الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية، حيث ثبت دوره في تحسين وظائف القلب بشكل ملحوظ، وهو ما يعد أمرًا مثيرًا للغاية.
وتابع الباحثون أن الرجال المصابين بقصور عضلة القلب تحسنت وظائف قلبهم عقب تناول عقار الفياجرا، معزين ذلك إلى احتوائه على مادة السيلدنافيل التي تثبط أنزيم "PDE5"، وهو ما يساهم في تمديد الأوعية الدموية ووقاية أنسجة القلب من التلف. وأوصى الباحثون بإجراء تجارب الفياجرا على النساء أيضًا لبحث مدى فاعليته عليهن، وخاصة أن المكون الرئيسي في هذا العقار قد ثبتت فاعليته وأمانه من خلال بعض التجارب السابقة.
وحول مدى صحة هذه الدراسات ومصداقيتها، تم رصد ردود أفعال الأطباء بخصوص أدوية الفياجرا، حيث يوضح الدكتور محمد فريد الجندي، أستاذ ورئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومي، أن عقار الفياجرا كان يستخدم في بداية الأمر لعلاج مرضى القلب، حيث وجد أنها تمتلك بعض الفوائد لمرضى القلب، وأنها تساعد على توسيع الشرايين بصفة عامة وخفض ضغط الشريان الرئوي، وكانت تستخدم في علاج الأطفال والنساء، الذين يعانون من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لكن بجرعات معينة.
ومن خلال الدراسات والأبحاث، وجد الباحثون أن الفياجرا تمتلك تأثيرًا إيجابيًا على الشرايين الخاصة بالأعضاء التناسلية، ومن هنا تم تحويل الاتجاه ناحية الضعف النوعي. ومن فوائد الفياجرا أيضًا حسبما يوضح الدكتور محمد فريد، أنها تستخدم مع الحالات التي تعاني قلة مرونة عضلة القلب، والتي تزداد بعد سن الأربعين، كما تساعد على تدفق الدم من الأذين للبطين، مضيفا أن هذا العقار يجب أن يستخدم بجرعات معينة من قبل الطبيب المعالج، ويراعى عدم استخدام أدوية أخرى أثناء العلاج بالفياجرا مثل الأدوية التي تحتوي على النيترات، التي تستخدم في علاج قصور الشريان التاجي، وتتفاعل بشدة مع الفياجرا وتحدث انخفاض شديد في ضغط الدم الذي قد يتطلب علاجا سريعا وقد يؤدي للوفاة.
وبالنسبة للآثار الجانبية للفياجرا، يذكر الدكتور عصام الطوخي، أستاذ طب جراحة العيون أن الفياجرا قد تسبب العمى، لأنها تعمل على إثارة الخلايا المسئولة عن رؤية الألوان بصورة غير متناسقة، لأن في الشبكية توجد 3 خلايا مسئولة عن رؤية الألوان وحسب نسبة استثارة كل لون يتم تحديد التأثير، مشيرا أن العقار يستثير الخلايا المسئولة عن إنزيمات اللون الأزرق أكثر من الألوان الأخرى، فأثناء تناولها يرى الشخص الأشياء باللون الأزرق.
ويضيف أستاذ طب وجراحة العيون أن الفياجرا يسحب الدم من الجسم، ويتم تركيزه في المناطق التناسلية، وبالتالي يحدث الانتصاب، وإذا كانت الدورة الدموية ضعيفة تحدث تجلطات في الشبكية والعصب البصري فيفقد الإبصار أو جزء منه، لافتا أن هناك بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعمى عند تناول الفياجرا، وهم الأشخاص المصابين بالعشى الليلي والتهابات بالشبكية والعصب البصري فيكونوا أكثر عرضة للعمى.
أما بالنسبة لتأثير الفياجرا على الناحية النوعية لبعض الأشخاص، فيقول الدكتور محمد إمبابي، أستاذ أمراض الذكورة والعقم، أن الأشخاص الذين يتعاطون الفياجرا دون أن توجد لديهم مشكلة تستدعي تناولها، فقد يحدث لهم نوع من التعود عليها بعد فترة، مما قد يتسبب ذلك في فقد القدرة النوعية حال عدم تناول تلك المنشطات، موضحا أن الأشخاص الذين يتعاطون هذا الدواء تظهر عليهم بعض الأعراض الجانبية كالشعور بالصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم واحمرار في الوجه، لأنها تعمل على توسيع الشرايين، وبالنسبة للأشخاص الذين يتناولونها لوجود مشكلة في القدرة النوعية، فإنها بعد فترة من تناولها تفقد تأثيرها وفاعليتها.
