رفع ناشط تسجيل فيديو عبارة عن تجربة عملية لطريقة تعامل الانسان مع الآخر انطلاقا من مظهره الخارجي، وأن ذلك ينطبق على المشردين والمتسولين. وينقسم الفيديو-التجربة إلى جزأين، الأول يظهر فيه رجل، وهو مشرد حقيقي، وفقا لتأكيد القائمين على التسجيل، يظهر في شارع عام يطلب مساعدته بإعطائه 50 سنتا فقط كي يستكمل ثمن تذكرة حافلة، مسرح الشعر ومرتديا ملابس نظيفة ويحمل هاتفا جوالا.
حصل المشرد الأنيق على ما يحتاجه بل أكثر، إذ كان المارة يعطونه أضعاف ما يطلبه، بل حتى أن مشردا آخرا في ملابس رثة أبدى استعداده لتقاسم شيئا من القليل الذي في حوزته، فكانت صورة عبثية ظهر فيها فقير يمد يد العون لشخص بدا في حال أفضل منه.
في الجزء الثاني من الفيديو تخلى المشرد بطل التجربة عن ملابسه النظيفة، وارتدى ملابس يصعب وصفها بالجيدة، ووقف يستعطف المارة من أجل 50 سنتا أيضا، لكن دون أن يعيره أحد اهتماما، أما الذين يلتفت إليهم طالبا العون منهم فكانوا ينهروه كي لا يعترض طريقهم.
تجربة أثبتت، بحسب القائمين عليها، أن الانسان يتعاطف أكثر مع الانسان إذا كان حسن المظهر والهندام، أو ربما ينظر إليه من منطلق الموقف الذي وقع فيه، وأنه هو شخصيا عُرضة لموقف مماثل يوما ما. لكن هل هذه هي الصورة الحقيقية؟ وهل نسبة الراغبين بمساعدة المشرد النظيف فعلا أكبر من نسبة الراغبين بمساعدة المشرد غير النظيف ؟ أم تم تركيب الفيديو انحيازا لفكرة محددة على حساب الأخرى ؟
