في كل مدينة هناك ما يميزها من أثار وتاريخ وقد حظي جسر كارل أو ما يسمى أيضا بجسر تشارلز في براغ بمكانة خاصة بين أثار المدينة وفي تاريخها، ولذلك فان الآلاف من الناس يزورونه يوميا ليس للانتقال بين الساحة القديمة مركز براغ التاريخي وبين الساحة الصغيرة الواقعة تحت قلعه براغ، وإنما لتأمل المشهد البانورامي الذي يقدمه والذي يجعله، بسبب ذلك، قبلة السياح واحد المواقع الأثرية العالمية المحمية من قبل اليونيسكو.
الله يطعمنا ونزورك مرة
الجسر يختلف عن غيره من الجسور الأربعة عشر المقامة على نهر الفلتافا، في أن له تاريخا عريقا ولارتباطه بقوة بتاريخ المدينة وأحداثها التاريخية، كما انه يعتبر بتماثيله التي تشكل ما يسمى بطريق القديسين متحفا تحت السماء المفتوحة.
بناء الجسر استغرق 43 عاما، أما واضع الحجر الأساسي له فهو الملك كارل الرابع ولذلك سمي الجسر باسمه لاحقا. وقد تعرض الجسر للتخريب عدة مرات بسبب الفيضانات غير أن إصلاحه تم دائما بالشكل الذي حافظ على وضعه التاريخي منذ أن انتهى العمل به في عام 1400.
الجسر الذي يسمى بوابة تشيكيا نحو أوروبا ونحو النجوم يبلغ طوله 516 مترا، أما عرضه فيتراوح بين 9.40 ــ 9.50 امتار فيما يرتفع عن سطح مياه نهر الفلتافا 13 مترا، أما عدد الذين يتنقلون عليه يوميا فيزيد على 30 الف شخص من المشاة فقط، لان السيارات محظور عليها استخدامه منذ عام 1965.
وبالنظر لكون الجسر اعتبر منذ سنوات طويلة موقعا اثريا وطنيا فقد أقيم له في عام 2007 متحف خاص به، الأمر الذي يجعله فريدا في العالم، أما المتحف فيقدم معلومات كاملة وموثقة عن الجسر وتاريخه وواقعه.
الجسر يحظى بمكانة خاصة في الأساطير التشيكية، حيث يقال انه موجود في مكان ما منه سيف سحري لأحد الفرسان التشيك، وانه في حال تردي أوضاع البلاد بشكل كبير فان فاتسلاف المقدس سيأتي إليه على رأس كوكبة من الفرسان وعندما يدق حصانه بقدمه ارض الجسر فان السيف سيظهر ويبيد الأعداء.
الجسر تعرض في عام 1890 للتخريب بسبب فيضان كبير، وقد تم بالفعل العثور على سيف أكله الصدأ، غير أن المدافعين عن هذه الأسطورة يقولون ان سيف الفارس برونتسفيك لا يزال موجودا فيه.
