هو فتى في العاشرة من عمره، يتعلم في الصف الخامس، في مدرسة راهبات مار يوسف الأهلية، في الناصرة، وهو طالب موهوب في دروسه، ومتعدد المواهب، فهو مشارك في فرقة موال للرقص الشعبي، التابعة لفرقة موال بإدارة معين ونهاد شمشوم، وهو يتمرن لعب كرة القدم، وهو يتقن العزف بالطريقة الكلاسيكية على آلة القيثارة.
عدما طلبت من الأستاذ جورج بواردي أن يعرفني على طالب متفوق يتعلم في معهد الموسيقى الذي يتولى إدارته منذ سنوات، وتعلم فيه عدد من العازفين المعروفين اليوم، منهم إياد جبران وبسام عيسى واخرون كثر، لم يتردد جورج في أن يشير إلى الطالب منذر فرح غريب، فهو يتقن العزف بالطريقة الكلاسيكية أي بأصابعه وليس بالريشة، وهذه طريقة صعبة في العزف إلا أنها طريقة المتفوقين.
إجابة عن سؤال وجهته إليه، بحضور أستاذه جورج بواردي، قال منذر وفرح طفولي يطل من عينيه، إن البداية كانت، كما روى له أبواه، وهو لما يزل في بطن والدته، أيامها كان والداه يسمعانه المقطعات الموسيقية.
منذر فتح عينيه في بيت موسيقي، فوالدته هالة عيلوطي تعمل مستشارة وتتقن العزف على آلة البيانو الموسيقية، وكذلك والده فرح غريب يعمل موظفا في بنك - فرع مركنتيل الرام، في الناصرة، وهو أيضا يتقن العزف على آلة البيانو، عندما كان منذر في الرابعة من عمره التحق بتعلم العزف على البيانو لدي معلمة الموسيقى كلارا خل، كريمة الأستاذ رجل الموسيقى المعروف يوسف الخل، بعد سنتين تلقى تعلما في العزف على القيثارة، على يدي الأستاذ بسام عيسى، تعلم خلالهما العزف بالريشة، بعد سنتين التحق بالدراسة في المعهد الموسيقي لدى الأستاذ جورج بواردي، في هذا المعهد تعلم العزف بالطريقة الكلاسيكية. جورج، كما سلف، يفخر بتلميذه ويتنبأ له بمستقبل في عالم الموسيقى.
اقبل منذر على تعلم العزف على آلة القيثارة في البداية، بتشجيع من والديه اللذين أرادا أن يحقق حلما لم يتمكنا من تحقيقه، إلا انه ما لبث مع مضي الوقت أن تعلق بآلة القيثارة الساحرة، زاد في تعلقه هذا ما ناله وحصل عليه من التحبيذ والتشجيع من قبل الأهل والأصدقاء والمعلمين، وحتى من الكنيسة، فهو يعتز اليوم بأنه يعزف على آلة القيثارة ويرافقه عزفه هذا آخرون، هم رنا وإيناس جرايسي، وعامر شيني، مواكبة للمصلين في كنيسة دير الملاك جبرائبل في المجيدل، أحيانا يرافقه في العزف على آلة القيثارة الأب جاك كرم، وأخرى يرافقه والداه.
في كل مكان يتوجه إليه الطالب منذر غريب، يلقى الحفاوة والتشجيع، وحينما اسأله عن الهواية التي سيختارها لتكون رفيقة له في المقبل من الأيام، يقول انه ما زال صغيرا على مثل هذا الكلام، إلا انه لا يلبث أن يقول انه يعتقد أن الموسيقى ستكون اختياره.
أتوجه إلى الأستاذ جورج بماذا تنصح تلميذك؟ فيرد قائلا عليه أولا أن يتمرن أكثر، أن يقرا كتبا عن الموسيقى وأهلها ليتعلم مما يقراه، كما اقترح عليه حينما يلتحق مستقبلا بأحد معاهد التعليم العالي في الموسيقى، أن يركز على الدروس النظرية في الموسيقى. يضيف بواردي قائلا إن طالبه منذر غريب يمتلك ذاكرة مميزة وهي من متطلبات العازف المميز، وانه يحظى بتشجيع أهله ومدرسيه، وهذا ليس قليلا في التحفيز على مواصلة الدراسة في مجال الموسيقى خاصة.
