ولد علي عباسي في 25/12/1955 في ام الفحم ، بدأ موهبة العزف على الكمان بجيل 15 عاما، ولقي معارضة وعدم تفهم وتقبل للموضوع. في العام 1970 وبمساعدة اخية محمود الذي كان يعمل في وزارة المعارف وينتج برامج فنية وثقافية اقتنع الاهل ان استمرار علي وتنمية موهبته لن يضر بدراسته وبذلك توجه للدراسة في عدة معاهد موسيقية في البلاد.
بجيل 18 اصبح عازفا معروفا وعمل مع عدة فرق موسيقية من منطقة المثلث مع الفنانين هشام مصالحة، احمد مدنية، عفيف بدران وشفيق كبها الذين كانوا يحيون معظم حفلاتهم في غزة.
لحن في بداية الثمانينات لعلي موسى اكثر من 5 اغاني، ولحن لفايزة رشدي وفتح الله متاني، مصطفى دحلة، احمد مدنية لخالد عكر و وغيرهم من الفنانين المحليين، شارك في مهرجان الاغنية العربية بلحن لمطربة عراقية، لحن معظم اغاني المسرحيات ومقدمة برنامج مفتاح القلب، امل وكمال ونجوم الغد. كما لحن اغنية مميزة تحمل اسم "مات الولد" التي شاركت في مهرجان الاغنية العربية في المغرب وحازت على المرتبة الثانية على مستوى العالم العربي.
في المراحل الأولى من بناء مؤسسة الغربال
من هنا بدا الاحساس بالحاجة لمؤسسة ترعى الفنان المحلي وتدعم انطلاقته فبدا بالتفكير بتأسيس مسرح ومؤسسة لتبني الفنانين المحليين والفن والثقافة المحلية ودعم الموهبة التي لم تجد منصة.
انطلقت المؤسسة التي تحمل اسم الغربال وتوسعت دائرة نشاطاتها فكانت الطلائعية بانتاج افضل المهرجانات مثل مهرجان القلعة، مهرجان جفعات حبيبة، عرفزيون، كوكا كولا ستار وبرافو كارلو. اضافة الى مسلسل "مذكرات نوال" وهو دراما عن الارملة العربية ومعاناتها. مسلسل "الافعى"، برنامج "شباب ع الهوا" وهو برنامج فيه 4 شباب بجيل 14 يتنقلون من بلدة لاخرى ويجرون لقاءات، وكم كبير من البرامج التلفزيونية الاخرى.
علي عباسي اب لثلاث بنات(سهى، سائدة والحان) اكبرهن تبلغ الثالثة والعشرين واصغرهن عشر سنوات وابن وحيد هو سائد وهو يدرس موضوع المحاماة وبعيد عن مجال الفن، يتحدث الينا في هذا اللقاء الخاص عن مسيرة نجاحه.
فرفش: كيف بدأت العمل على انتاج البرامج الفنية؟
علي: بدأ العمل بمسرح حمامة وزغلول حتى العام 86-87 بعدها بدا العمل على تكوين فرقة موسيقية وجمع المواهب ضمن مؤسسة الغربال التي بدات عملها في تلك الاعوام بمنزل علي الخاص وذلك نتيجة للصعوبات المادية. في اوائل سنوات ال 90 بدا التلفزيون يعترف بالمؤسسة وبدا بث البرامج "نجوم الغد" ثم "ستوديو امال وكمال" وهكذا بدات ثورة فنية شجعت المواهب في البلاد.
فرفش: ما هي مشكلة المواهب في وسطنا؟
علي:الطفل والشاب العربي لا يعرف ما هو الاستوديو والكاميرا لا توجد لديه ثقة كاملة بالنفس للتسجيل بالصوت والصورة، والمواهب الموجودة لا تستطيع المشاركة في التلفزة لا العربية ولا الاسرائيلية، المواهب اليوم مبدعة في عالم الغناء بدؤا مسيرتهم من برنامج نجوم الغد مثل ماهر حلبي، لبنى سلامة، وسام حبيب، الولد شروف ( شريف) مراد خوري واعتذر ان كنت قد نسيت اسما..
فرفش: ما هي الاهداف المرجوة من المهرجانات؟
مؤسسة الغربال اليوم
علي:تشغيل الفنانين والعازفين في البلاد، مصدر رزق والاعتماد على انفسهم. والوصول للعالم العربي فهناك مثابرات وتواصل بيننا وبين العالم العربي، وسفرات الى مصر وتونس لنشرح انفسنا من نحن وماذا نقدم، لقد عملت بشكل شخصي مع فرد فرد لاشرح له من نحن، حملت رسالة كوننا مظلومين واليوم انا مستشار لمعظم المهرجانات وخاصة في تونس والمغرب.
فرفش: ماذا عن مسرح الغربال؟
علي:مسرحنا اليوم كان يختص بمسرحيات محلية تعالج مواضيع اجتماعية هامة لمجتمعنا مثل مواضيع البيئة، المخدرات، العنف والحذر على الطرق.
نحن نشجع الكاتب المحلي ونشجع معالجة موضوع اجتماعي على العكس من مسارح اخرى تأخذ مسرحيات من العالم او العالم العربي لا تعالج مشاكلنا. هناك رسالة نجح مسرحنا بحملها وايصالها وهي الاهتمام بالطفل واعطائه اولوية وهو اليوم من اكبرمسارح البلاد.
فرفش: لنتحدث عن المهرجانات ولنبدأ بعرفزيون.
علي:في سنة 2000 كان بالتعاون مع art والتلفزيون الفلسطيني لكن وقوع انتفاضة الاقصى اوقفت المشروع والذي تصل تكلفته الى مليون شيكل وهدفه اعطاء منصة اخرى للفنان المحلي وبناء هوية للاغنية العربية الفلسطينية المحلية بدل ان يكون مطربونا ببغاء تردد اغاني المطربين العرب واليوم بحوزتنا 52 اغنية محلية منها اغنيات حصلت على المراتب الأولى في سباقات الاغاني في الاذاعات المحلية.
كل دولة في العالم لديها اغانيها التي تميزها نحن بدأنا الخطوة الاولى وشجعنا المواهب وشغلنا الاستوديوهات والكتاب والملحنين والعازفين شجعناهم ليخوضوا التجربة والفكرة والنتائج تتحسن من سنة لاخرى وكل من يعمل في المهرجان تصبح لديه تجربة اكثر ففي كل عام يعمل معنا اكثر من 100 فنان ويميز الكوادر بانها بكافة افرادها عربية.
عرفزيون شارك في 10/10 في مهرجان بتونس بث للعالم العربي وقد قامت لجنة باختيار 5 مهرجانات من بينها تم اختيار 8 مواهب ملائمة لمنطقتها( تونس) لتشارك مع فرقة بقيادة زيوار بهلول بعزف حي وبث الحفل للتلفزة العربية وهذا بحد ذاته خطوة جبارة.
فرفش:لماذا لم يبث مهرجان عرفزيون للعالم العربي؟
لا يمل ولا يكل
علي:لقد جاء المهرجان في فترة حرجة من جهتين، كإدارة منعت بث المهرجان من قبل اي جهة حتى لا اتسبب بضيق لاي شخص او جهة.
فرفش:ماذا عن المراتب في عرفزيون؟
علي :المرتبة لا تعني شيئا كبيرا وليست هي الاهم بل طموح الفنان ومثابرته هو الاهم.
فرفش: وماذا عن مهرجان كوكا كولا ستار ما هو هدفه؟
علي:هدفه اعطاء منصة للمواهب التي لا تعرف كيف تغني مع فرقة نحن نعطي المشترك فرصة التجربة ان يتمرن مع فرقة وهذا البرنامج هو احد الرسائل والاهداف للمؤسسة والتي استمر بدعمها واعتقد اننا قمنا بخطوة جيدة جدا.
فرفش: وهذا العام انتج مهرجان جديد هو برافو كارلو للصغار.
علي: هذا برنامج معد لهواة الغناء تحت جيل ال 13 ومن خلال هذا البرنامج وبقية برامج المواهب تأكدنا انه لدينا مواهب تضاهي العالم العربي، اليوم نحن نطالب بتلفزة عربية محلية ونحن نقيم جلسات مع الوزيرة وهناك امكانيات كبيرة لتحقيق المشروع.
فرفش: بعيدا عن الغناء والمواهب انتجتم عملا ذات قيمة ثقافية كبيرة.
علي: صحيح، لقد قمنا باصدار اسطوانة شعرية للشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم مع كتيب خاص وجاء هذا المشروع في فترة بداية حرب العراق حيث المه جدا ما يحدث هناك وكتب شعرا حول ما يشعر به وقمنا باخراج هذا الانتاج الشعري بشكل جديد عبارة عن الاسطوانة والكتيب المرفق لها.
فرفش:المشروع الناجح يلقى الكثير من العقبات والصعوبات.
علي: المثل يقول "الشجرة المثمرة ترجم" كان دائما اشخاص يحاولون اعاقة مسيرتي واستمرارها، كانت تصل شكاوى عن المؤسسة الى وزارة المعارف والثقافة لكننا استطعنا تخطي المصاعب لاننا لا نخاف الوشاية ولاننا والحمد لله نؤمن بالفكرة والهدف لكن يؤسفني ان هناك اناس لا يحبون نجاح غيرهم ويحاولون احباط الناجح. نحن نعمل بثبات وهدفنا سامي ولم نيأس بالرغم من ان اشخاص عملوا معنا وساعدناهم لكنهم قابلونا بنكران الجميل.
فرفش: واليوم بلا شك حققت نجاحا غير مسبوق رغم هذه العراقيل.
علي: النجاح مثابرة وتعب وسهر ليالي، وانا اريد ان استغل الفرصة لاشكر زوجتي على تحملها لكل السفر الذي قمت به لانجاح مشروعي وهي شريكتي في نجاحي. اليوم صعدنا درجة او اثنتين في السلم وان شاء الله نستمر وانا مؤمن اننا في القريب العاجل سنحقق انطلاقة اكبر والايام ستثبت ذلك وانا مؤمن بان لا مكان للياس في ظل الانفتاح الثقافي الموجود اليوم. واود بالمناسبة ايضا ان اشكر مدير عام قسم الثقافة السيد موفق خوري على دعمه للمسارح ، فرق الدبكة، الفنانين والعازفين.
فرفش:ما الذي تعتبرة احد اهم مقومات نجاحك؟
السيد علي عباسي وعقيلته يتوسطان الفنانتين السوريتين مها وسلمى المصري
علي: بالدرجة الاولى يهمني ان يعمل معي اشخاص مهنيين اقوياء في مجال عملهم واختصاصهم بعيدا عن العائلية او الطائفية ولا يهمني اعطاء الاولوية في تشغيل الاقارب اوافراد العائلة .. يهمني الفنان.
فرفش: وكيف ولدت فكرة تأسيس "سائد للانتاج الفني والتلفزيوني"؟
علي:كون برامج التلفزيون خاصة وتنفذ بمجهود خاص فقد تكونت منذ عام شركة خاصة تعنى بامور الانتاج التلفزيوني تحمل اسم "سائد للانتاج" وقد انتجت برامج عديدة سواء التي تبث حاليا على الشاشة او التي لم يبدأ بثها بعد مثل برنامج "نحكي ونغني" يقديم شيخة سليم وشادي بلان، "جاليريا" تقديم كمال سليمان ورنا صليبا، "بانوراما" تقديم الياس عبود وليلى عبده. وسيتم اعطاء فرص قريبا لوجوه جديدة.
وهنا اود ان اذكر ان الغربال المؤسسة الوحيدة التي نجحت بادخال وجوه جديدة للتلفزيون من مقدمين ومعدي برامج وقدمت اعمال بجودة عالية في حين حاول منتجون اخرون شعروا بنجاحنا ان يقدموا عروض رخيصة لبرامج جديدة بجودة اقل.
فرفش: لماذا برأيك لم يعد التلفزيون الاسرائيلي يقدم برامج قيمة؟
علي: لان التلفزيون الاسرائيلي متقوقع ولا نجد الاكاديميين العرب خريجي موضوع الاتصال مع انه مؤسسة حكومية من المفروض ان تربي الاجيال وتفيدها. هناك اشخاص يجب ان تترك التلفزيون ولا تزال موجودة بينما عليهم استقطاب الاجيال الجديدة واعطاؤهم فرص لكن هناك مصالح شخصية، بينما نحن محدودون بساعات البث ونعطي فرص اكبر ومعذرة من المعدين او المقدمين الذين درسوا موضوع الاتصال ولم استطع مساعدتهم لكني احاول قدر الامكان ان اساعد ولا يلومني احدهم لان ساعات البث المعطاه لنا قليلة جدا. من بعد علي عباسي لا يوجد في التلفزيون الاسرائيلي الرسمي اية برامج ذات جودة والناس تذكر اليوم فقط برامج انتجتها الغربال مثل امال وكمال ونجوم الغد.
فرفش: هل من كلمة توجهها للجيل الجديد؟
علي:اليوم انا اريد ان ارتاح وادعو الشباب الذين عندهم طموح للاستمرار وتحقيق ما بدات انا بتحقيقه ان ياتوا وياخذو هذا الحمل عني ويستمروا في تطوير وبناء مؤسسات ثقافية.
