الأمل والاجتهاد والكفاح وتحدي الظروف كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها متحدي الإعاقة كما يجب أن تكون، فهناك آلاف النماذج حول العالم التي بإمكانك أن تتأملها وتتعلم من قصص انتصاراتها المعنى الحقيقي لتحدي المستحيل ومواجهته مهما كان، وفي شهر ذوي الاحتياجات الخاصة نستعرض أشهر قصص تغلب متحدو الإعاقة على عجزهم وفوزهم في صراع الحياة وإثباتهم أن الإعاقة ليست جسدية إنما هي إعاقة وعجز في التفكير والتطوير من الذات.
فيليب كروازون تحدى الصاعق الكهربائي وتحول إلى بطل سباحة
لم يولد " فليب كروازون" بعيب خلقي إنما عاش فترة من عمره وهو منضم لصفوف الأصحاء، فتزوج الرجل الفرنسي وأنجب طفلين، لكن لم تستمر الأمور هكذا فبمجرد بلوغه 43 عاما تعرض إلى صاعق كهربائي أدى إلى بتر ذراعيه وساقيه. لم ينتظر "فليب" كثيرا ولم توقفه إعاقته التي هاجمته في وقت متأخر من عمره، ففي فترة نقاهته في المستشفى شاهد فيلم يجسد حياة أشهر سباح في العالم ومن هنا جاءته فكرة ممارسة رياضة السباحة.
وبالفعل تحدى إعاقته وخضع لتدريبات السباحة القاسية وقطع مسافة 20 كيلو متر في المحيط الهادي وسط منطقة الصيد بغنيا، ولم ينته الأمر عند هذا الحد إنما كانت مرحلة أولى فقط في تحدى "فليب"، ثم سبح فيما بعد مسافة 25 كيلو متر بين خليج العقبة في مصر إلى الأردن، وأنهى قصة كفاحه عندما عبر مضيق جبل طارق سابحا بدون قدم وبدون ذراع لكن يملأه الأمل والثقة.
امين تاج إعاقته خلقت منه نجم
أما هذا الوجه الملائكي الذي يدعى "امين تاج" الطفل المغربي الذي استطاع أن يخلق لنفسه عالم نجومية خاص به لا يستطيع أن ينافسه به أحد، فحرص والداه منذ صغره على تدريبه على التمثيل والغناء، وبالفعل بمجرد وصوله لعمر 16 عاما اختاره أحد المخرجين لبطولة فيلم قصير يحمل عنوان "من أجل حبي لأبي". ووفقا لحديث صناع الفيلم لم يرهقوا في التعامل معه بل كان يعطيهم آداء أكثر مما كانوا يطلبوه منه، والصدفة هنا جعلت الفيلم يشارك بمهرجانات السينما العالمية التي حصد منها الجوائز وتحول إلى نجم يتهافت الناس على التقاط الصور معه.
استبدل يده بفمه وتحول إلى بطل العالم فى تنس طاولة
لم يدع المصري ابراهيم حمدتو الرجل الخمسيني فرصة لإعاقته المتمثلة في يديه المبتورتين أن تكون حاجزا بينه وبين تحقيق أحلامه، فانطلق نحو طريق النجاح بلا رجعة وقرر أن يحترف " التنس طاولة" مستخدما فمه في الإمساك بالمضرب وبالفعل فاز بعدة مسابقات سواء الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة أو بالأصحاء، وسجل رقما في موسوعة " جينيس" كأول رياضي يمارس اللعبة بلا يدين في العالم، ومن إنجازاته الفوز بالمركز الثاني ببطولة أفريقيا لتنس الطاولة رغم أن منافسيه لا يعانون من إعاقة باليد.
سبينسر صعد إلى قمم الجبال بدون أقدام
يعد سبينسر ويست الشاب الكندي البالغ من العمر 31 عاما ، نموذجا آخر للتغلب على الإعاقة، ففقد ساقيه عندما كان في الخامسة من عمره بسبب حادث أليم، ولكن بعد 26 عاما استطاع أن يواجه المستحيل ويفوز عليه، بعد أن تسلق جبل "كِليمينجارو في 7 أيام مستخدما يده فقط، وعلى الرغم من المصاعب التي واجهته طوال الرحلة إلا أنه وصل في النهاية إلى القمة، التي عجز عن الوصول لها الكثير من الأصحاء.
نيكولاس فيوجيك مار حياة طبيعية بدون أذرع وأقدام
ومن أستراليا استطاع " نيكولاس فيوجيك" أن يكون قدوة ومثالا أشهر لتحدي الإعاقة، فولد " نيكولاس" بدون أذرع ولا أقدام وحاول والداه استخدام الأطراف الصناعية لكنها كانت محاولات فاشلة لأنها أثقل من وزن جسمه، مما جعل والديه يستسلمان واستسلم معهما " نيكولاس" بل حاول الانتحار أكثر من مرة بسبب سخرية البعض منه. لكن بعد إنقاذه أكثر من مرة وفشل محاولات الانتحار أدرك تماما أن الحياة متمسكة به، ومن ثم تعلم السباحة وأتقن رياضة الجولة وتمتع بالتصفح على اإ نترنت وعاش حياة طبيعية واستكمل دراسته الجامعية بل وتزوج ومنحه الله طفلة طبيعية.
فيكن تحدت إعاقتها واستخدمت ساقيها بدلا من يديها
أما الفتاة الفيتنامية " فيكن" تغلبت أيضا على إعاقتها المتمثلة في ولادتها بدون أذرع بسبب المخلفات الكيميائية الناتجة عن حرب أمريكا في فيتنام، والتى أثرت على نسل بعض النساء في فيتنام، وتمكنت من مراعاة أسرتها بالكامل، والعيش كفرد طبيعي تكتب وتتصفح الإنترنت وتراعي صغارها. عن اليوم السابع.
تعليقات الزوار | اضف تعليق