بدأت شرطة حيفا التحقيق مع الكاهن جبرائيل نداف من الناصرة بتهم سلوك منحرف والاغواء والتحرش ورشاوى مالية. وكانت كنيسته قد جردته من صلاحياته الكنسية قبل عامين بعد دعمه لتجنيد الشباب المسيحيين من عرب 48 في الجيش الإسرائيلي. ورفضت طائفته وغالبية المسيحيين هذه الدعوة ونبذوه ما عدا قلائل استجابوا لدعوته. وبعد ساعات فقط من فتح التحقيق تقدمت مجموعة من الجنود من الطائفة المسيحية الذين دفعهم نداف للتجند بشكوى ضد الكاهن اتهموه فيها بالاغواء والتحرش، وقال محامي الجنود الذين تقدموا بالشكوى في شرطة حيفا، "لا شك هناك أنه بعد هذه الشكوى الأولى، سيتبع المزيد".
وكانت القناة الثانية قد بثت يوم الأحد تسجيلات ونصوص لمحادثات زُعم أنها كانت بين الأب جبرائيل نداف وسلسلة من الشبان الذين لم يتم تحديد هوياتهم يظهر فيها بأن الكاهن يعد بمساعدتهم مقابل خدمات جسدية . وتضمن التقرير مزاعم من فلسطينيين لم يتم تحديد هويتهم أيضا قالوا بأن نداف عرض عليهم المساعدة في الحصول على تصاريح دخول إلى إسرائيل مقابل هذه الخدمات.
الكاهن يعد الشباب بمساعدتهم مقابل خدمات جسدية !
وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري في بيان الإثنين، قبل تقديم الشكاوى، "بعض المزاعم وصلت إلى الشرطة ويتم التحقق منها من قبل مختصين في وحدة التحقيقات والاستخبارات التابعة للشرطة كما هو مطلوب". جبرائيل نداف، الذي تم اختياره لإضاءة شعلة في مراسم الاحتفال الرسمية بيوم الاستقلال في القدس هذا الأسبوع، كان في الكنيست في الوقت الذي أصدرت فيه الشرطة بيانها. ونفى الكاهن بشدة الاتهامات ضده وشكك في توقيت نشر التقرير.
وقال جبرائيل نداف إن عائلته كانت عرضة للذم والعنف أحيانا لتأييده تجنيد المسيحيين للجيش. وفي السنوات الأخيرة، تم تخريب مركبته وتلقى تهديدات بالقتل. في عام 2013، أُدخل نجله المستشفى بعد أن تعرض لاعتداء من قبل نشطاء معارضين لنشاط والده. وأضاف، "هناك عناصر تتآمر ضدي وضد زوجتي وضد ابناي اللذين يخدمان في الجيش".
نداف: عائلتي عرضة للذم والعنف لتأييدي تجنيد المسيحيين للجيش
وتابع قائلا، "الحقيقة هي أنني لم أقم أبدا بفعل الأشياء التي وُصفت في التقرير – لم يسبق لي قيامي بأذية أي شخص ، لم يسبق لي التسبب بالأذى لأي شخص عمدا، ولم أعمل كذلك على ترتيب تصاريح سفر لفلسطينيين لدخول إسرائيل". وأضاف، "أود شكر اللجنة العامة (التي اختارت الشخصيات التي ستقوم بإضاءة الشعلات) على اختيارها. هذه الصوت، خاصة من رجل كهنوت في إسرائيل يمثل للأقلية المسيحية الناطقة بالعربية، هو شهادة على حقيقة أن دولة إسرائيل هي دولة ديمقراطية، وأنه من واجبنا جميعا الدفاع عنها. سأضيئ الشعلة في يوم الاستقلال".
نداف، الذي خضع لاختبار جهاز كشف الكذب بطلب من القناة 2 وفشل فيه، قال في بيانه الأثنين بأنه اجتاز مؤخرا اختباري جهاز كشف كذب تحت إشراف خبراء خارجيين. وقال، "لأنني أعرف أنني محق، تقدمت إلى هذا التحقيق من دون أية مخاوف من تداعيات من الشرطة وأنا واثق من الحقيقة – هذه مؤامرة ضدي – وسيتم كشفها". في وقت لاحق الإثنين، توجه نداف إلى جبل هرتسل لإجراء تمارين على طقوس إضاءة الشعلات ليلة الإستقلال. من جهتها قالت وزيرة الثقافة ميري ريغيف لإذاعة الجيش بأنها تؤيد قرار اللجنة في اختيار نداف لإضاءة الشعلة، وقالت بأنه سيشارك في المراسيم الإحتفالية الرسمية الأربعاء ما لم يتم إثبات التهم الموجهة ضده.
نداف قال في بيانه بأنه اجتاز مؤخرا اختباري جهاز كشف كذب تحت إشراف خبراء خارجيين
عضو اللجنة، د. هاني زبيدة قال للقناة 2 الثلاثاء بأن التهم ضد نداف لم تكن معروفة لأولئك الذين قاموا باخيتار الشخصيات التي ستقوم بإضاءة الشعلة. وأشار زبيدة إلى أن مسألة سحب دعوة نداف لإضاءة الشعلة "معقدة" بسبب الحملة القوية ضد نشاطه من أجل التجنيد. واستشارت اللجنة المستشارين القانونيين المعنيين الذين قالوا بأنها لا تملك الصلاحية بإلغاء الدعوة بعد صدورها، بحسب أقواله.
ويجري الحديث عن المدعو نعيم نداف، المسمى كهنوتيا "جبرائيل نداف"، وهو من مدينة الناصرة ومن الطائفة العربية الأرثوذكسية، إلا أن مجلس الطائفة في الناصرة، اصدر ضده قبل أكثر من اربع سنوات قرار حرمان يحظر عليه الدخول الى كنيسة المدينة العريقة "كنيسة البشارة" للروم الأرثوذكس. في حين سرت أنباء عن أن البطريركية الأرثوذكسية كانت قد واجهت ضغوطا سلطوية اسرائيلية لمنع خلعه ثوب الكهنوت، ولكنه بقي منبوذا من شبه اجماع أبناء الطائفة.
ابتدع المدعو جبرائيل لاحقا، مع وزراء في حزب "الليكود" وأحزاب اليمين الاستيطانية، "القومية الآرامية"، كي تكون قومية مزعومة للعرب الفلسطينيين
وابتدع المدعو جبرائيل لاحقا، مع وزراء في حزب "الليكود" وأحزاب اليمين الاستيطانية، "القومية الآرامية"، كي تكون قومية مزعومة للعرب الفلسطينيين، إلا أنه خلال السنوات الأربع الماضية، جرى الحديث عن تغيير 13 شخصا، أو 40 شخصا حسب احصائية أخرى، قوميتهم الى "الآرامية"، وهذا من أصل ما يقارب 130 الفا من المسيحيين من فلسطينيي 48. كما أن أعداد المجندين سنويا في صفوف جيش الاحتلال، لا يتعدى بضع عشرات قليلة جديدا سنويا، من العرب المسيحيين، وهي ظاهرة لا تتوقف عندهم، إلا أن مجموعهم لا يصل إلى حد النسبة المئوية.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
