"أنا لست بطلا. قمت بما يجب علي أن أقوم به"، هذا ما قاله المواطن الفلسطيني فايز أبو حمدية، من سكان الخليل في الضفة الغربية والذي حمى خمسة سياح يهود أمريكيين بعد أن أخذهم إلى بيته، وأنقذهم من هجوم تعرضوا له بعد دخولهم إلى مدينة الخليل بعد أن ضلوا طريقهم. وكان السياح الخمسة في طريقهم إلى الحرم الإبراهيمي عندما ضلوا طريقهم ودخلوا إلى حي جبل جوهر جنوب الخليل. ورشقت سيارة الشبان الخمسة بالحجارة، ومن ثم ألقيت عليها زجاجة حارقة أدت إلى اشتعالها بشكل تام.
وأدخل أبو حمدية الشبان اليهود الأمريكيين إلى بيته، حيث انتظروا حتى وصول قوات الجيش الإسرائيلي التي قامت بإخراجهم من المكان. وقام أطباء الطوارئ من نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية بإجراء فحوصات طبية لاثنين من الشبان بعد إصابتهم بجروح طفيفة، فيما رفضا تلقي العلاج في المستشفى. وروى أبو حمدية أن الحادثة وقعت بالقرب من بيته: "في اللحظة التي لاحظت أن الأوضاع سوف تتأزم نجحت أنا وأبناء عائلتي بإدخال الشبان إلى البيت وقمنا بإغلاق الأبواب. لقد كانوا مفزوعين جدا وقمنا بتهدئتهم. منحناهم الماء وحاولنا أن نشرح له أنهم بأمان على الرغم من أنهم لا يجيدون اللغة العربية".
رشقت سيارة الشبان الخمسة بالحجارة ومن ثم ألقيت عليها زجاجة حارقة
وروى المواطن الفلسطيني أنه بعد منح الشبان اليهود الأمريكيين الماء تم الاتصال بالشرطة ومنحوهم كل المعلومات من أجل الوصول إليهم: "مكثوا لدينا في البيت تقريبا 40 دقيقة حتى حضرت قوات الجيش لإنقاذهم. مر الكثير من الوقت ولكنهم عرفوا أنهم بأمان في البيت". وعندما وصلت قوات الجيش إلى البيت لإنقاذهم، شكر الشبان اليهود الأمريكيين أبو حمدية: "أيضا رجال الجيش شكرونا على ما قمنا به"، وأضاف: "كلنا بشر قبل كل شيء. كان ذلك عملا إنسانيا وعلى الجميع أن يتصرفوا كذلك. لا يوجد لدينا مشاكل مع الإسرائيليين ونحن لا نريد أن تكون هناك مشاكل".
كان ذلك عملا إنسانيا وعلى الجميع أن يتصرفوا كذلك
وروى أحد الشبان اليهود ما مر عليه وعلى أصدقائه: "صرخوا يهودي يهودي وعندها وصل المواطن ودعانا أن ندخل إلى بيته". وأضاف: "وصلنا إلى البيت وشاهدت السيارة وهي تحترق، وقد احترق جواز سفري والأموال التي كانت بحوزتي. وبعد نصف ساعة وصل يهود من قوات الأمن وأخرجونا من هناك. الحمد لله أنني حي، ولكني فقدت كل شيء". وبحسب أقواله فإن الأمر الوحيد الذي جعلهم يواجهون ما جرى هو فقط لكونهم يهودًا، وأضاف الشاب: "وصلت إلى إسرائيل لمدة 4 أسابيع وأردت أن أذهب للصلاة في الحرم الإبراهيمي".
وبحسب ادعاء المستوطنين اليهود الذين يسكنون في مدينة الخليل فقد تم إزالة الموقع العسكري الإسرائيلي الذي كان موجودا في مدخل جبل جوهر قبل عدة أيام وأن الشرطة الفلسطينية هي التي تسيطر اليوم على الحاجز. وأضافت مصادر في التجمع الاستيطاني اليهودي في الخليل: "حقيقة أن اليهود بقوا على قيد الحياة بمعجزة تثبت مرة أخرى أن نقل المكان لسيطرة المخربين هي وصفة لكارثة. نحن نطالب بإعادة مواقع الجيش الإسرائيلي في المكان وطرد المخربين ومساعديهم من مدينة الخليل. فقط بهذه الطريقة يمكن أن يسود السلام في المدينة، من أجل سكانها الباحثين عن السلام ومن كل الديانات".
