في مقابلة صحافية، كشف أبو صفية اليمني، السجين السابق لدى تنظيم (داعش)، عن استخدام التنظيم أساليب وحشية جديدة في التعذيب، ومنها استخدام الغازات الكيميائية، إذ شهد في حلب عدة حالات تعذيب مشابهة. واحتجز داعش القيادي السابق لديه أبو صفية اليمني شهرين في أحد سجون التنظيم، قبل أن ينجح في الهرب والسفر إلى الدنمارك، ويكشف ما يحصل في سجون داعش في كتابه الجديد "الإنفجار في كشف وفضح الأسرار".
ما وثقه اليمني في كتابه الصادر عما يسمى بعرين المجاهدين يعطي صورة واضحة عن ممارسات داعش ضد سكان المناطق السورية والعراقية، وضد السجناء في سجون واقعة تحت سيطرته. فعدا عمليات السلب والإغتصاب والقتل والإعتقال التعسفي، تأتي تأكيدات ابو صفية اليمني لتجزم بأن وحشية داعش تتخطى الحدود، فيروي اليمني في كتابه كيف يُعذب السجناء وتُسلخ جلودهم، وكيف يوضعون في السجن بلا سبب او تهمة أو تحقيق، ويمنعون من الوضوء والصلاة.
يقول اليمني إن أساليب التعذيب التي ينتهجها داعش متنوعة، بين النفسي والجسدي، أخطرها تلك التي تستخدم فيها الغازات الكيميائية على المساجين لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات أو الإعتراف، متحدثًا عن الأعراض التي كانت تظهر على عشرة مساجين ممن شهد أثر تجريب استخدام الغاز عليهم، أحدهم سُجن إثر خلاف عائلي مع عمه، الذي كان يعمل ضمن جهاز استخبارات نظام الأسد قبل أن ينضم إلى داعش.
أبو صفية اليمني، السجين السابق لدى تنظيم (داعش)
يكشف اليمني تفاصيل مؤلمة من ممارسات داعش، التي يحيطها بستار سميك من التعتيم الإعلامي في المناطق الخاضعة لسيطرته، مستمرًا في إرهاب المدنيين والعسكريين من الكتائب التي تقاتل نظام الأسد. وبحسب رواية اليمني، أتى أبو محمد المغربي، أحد قياديي داعش، بمادة ليشم ها المسجونون، "وهي مادة حارقة أحرقت أحد المساجين بعدما استنشقها، وجربوا هذه المادة على عشرة مساجين، كانت تؤدي إلى حريق في الحنجرة، وكحة في الصدر، وحريق حاد في الأنف، والتقيؤ الشديد، وأحدهم أتى به عمه إثر خلاف عائلي، وكان اسمه نور، وكان عمه يعمل في جهاز استخبارات الأسد، قبل أن ينضم إلى داعش".
