تمنى حجاج السعدي الملقب بـ "وحش حولي" المتهم باغتصاب الأطفال، قبل تنفيذ حكم الاعدام فيه، الثلاثاء، ان يمسك بزمارة رقبة السفير المصري لأنه لم يهتم بقضيته. ورغم ان السعدي حاول ان يبدو متماسكا امام لجنة الشنق، فقد اصيب بحالة من الهستيريا اثناء مواجهتهم له بالتهم المنسوبة اليه، وتعلقت هذه التهم باختطاف واغتصاب العديد من الأطفال في منطقتي حولي والسالمية.
قال: "اني كنت من الظالمين"
وحال اقتراب لحظة الاعدام وبدء سحب المتهمين للصعود لمنصة الاعدام اخذ حجاج السعدي يصرخ (لا اله الا الله) وكان يرددها بصوت عال بدءا من صعوده للمنصة وصولا الى وضع الحبل على رقبته ووضع القناع على وجهه وحتى سقوطه حيث ردد كلمة لا اله الا الله 23 مرة تخللها ادعية مثل سبحانك اني كنت من الظالمين وعبارة اهلا اهلا بالجنة وعبارة اخرى قالها بعبرة (اللهم خفف عني سكرات الموت). كانت الايام الاخيرة في حياة "وحش حولي"، وعقب نقله للزنزانة الانفرادية وبحسب مصادر، مليئة بقراءة القرآن وطلب المغفرة ويردد التشهد كثيرا. وفي صبيحة يوم الاعدام تم ايقاظه فجرا فادى الصلاة ورفض تناول افطاره فيما يبدو انه كان صائما وما ان تم تقييده حتى اخذ يردد الشهادتين.
تم احضار المتهممن قبل فرقة الاعدام المحيطة به ليقف قبالة القاضي وليرفع الغطاء عن عينه لتبدأ عملية تلاوة حكم الاعدام، وجاء فيه انه في عام 2007 قام بخطف طفل في منطقة حولي يبلغ من العمر (7 سنوات)، وذلك بان استوقفه اثناء سيره وامسك به من كتفه بزعم البحث له عن لعبة ليقوم بنقله الى مكان شل فيه حركته واجبره على خلع ملابسه عن طريق تخويفه ليقوم باغتصابه وفي العام 2007 ذاته اختطف طفلة تبلغ من العمر (7 سنوات) بالقوة بقصد هتك عرضها بعد ان حملها عنوة الى سطح العقار الذي تقيم فيه وقام بهتك عرضها بالاكراه مستغلا تهديدها بسكين وصغر سنها لعدم مقاومتها.
وقام بجريمته الثالثة باختطافه المجني عليها البالغة من العمر (8 سنوات) بان خدعها عندما طلب منها ارشاده لاحدى البنايات، فتمكن بهذه الوسيلة منها لينقلها الى سطح احدى البنايات ويقوم بتخويفها وامسك بها عنوة وهتك عرضها وفي جريمة رابعة قام بخطف طفل يبلغ من العمر (12 عاما) عن طريق الحيلة بان اوهمه بانه لا يجيد القراءة ويريد ان يرشده الى عنوان شقة ليلتقطه ويقيد حريته بعد تهديده بسكين يحملها ويجبره على خلع ملابسه ليقوم بهتك عرضه.
وفي جريمة خامسة قام بخطف طفل يبلغ من العمر (12 عاما) عن طريق الحيلة بان اصطحبه من امام منزله لارشاده الى احدى البنايات ليقوم بتهديده بسكين يحملها وليقوم بإحداث اصابات بالطفل نتيجة الاعتداء عليه بالضرب لكونه قد قاومه ليقوم بعدها بنزع ملابس الطفل وهتك عرضه وليتركه بعد ان قام بسرقة هاتفه النقال.
قام بهتك عرض الطفلة بالاكراه
مستغلا تهديدها بسكين
وامام هذه القضايا صدرت خمسة احكام بالاعدام على المتهم حجاج السعدي من محكمة الجنايات ليتم الاستئناف ولتؤيد محكمة الاستئناف الاحكام الصادرة باعدامه وليلجأ لمحكمة التمييز كآخر درجة تقاضي ليصدر الحكم النهائي بتأييد احكام الاعدام الخمسة ضد المتهم في كل قضية على حدة وليصادق سمو الأمير على الاحكام ليتقرر ان يكون موعد التنفيذ صباح الثلاثاء.
حكايات عجيبة وغريبة يرويها اهالي ضحايا وحش حولي.. ويسردون كيف عاشوا لحظات قاسية ومريرة.. لكن لأحد الوافدين معاناة مضاعفة بعد اغتصاب اخيه البالغ عشر سنوات. مصدر امني روى ان وافدا اردنيا اغتصب الوحش اخاه الذي في عمر الزهور، بعد ان خرج شقيقه لشراء غرض من البقالة وجاء اليه الوحش قائلا: اريدك ان تدلني على عنوان احد اقاربي، ولما دخل معه المصعد اغلقه عليه واخرج من جيبه مطواة وصفعه على وجهه وصعد به الى الدور العلوي، وهناك على سطح البناية قال له الوحش اخلع ملابسك فرد الطفل "عيب يا عمو" فلطمه على وجهه بشدة ونزع ملابسه بالقوة ولم يسمع أي من السكان صراخه".
تهديد وانهيار يتابع شقيق الضحية كلامه، حسبما روى مصدر امني، وقد ارتسمت على وجهه علامات الالم وقال "قال الوحش لأخي بعد ان انتهى من جريمته النكراء" يجب عليك ان تظل هنا مدة ساعة، واذا نزلت فورا سأقتلك. واضاف "جاء الينا اخي وهو في حالة انهيار تام وذهبنا الى المخفر لتسجيل بلاغ"، فعانينا الامرين لرفضهم تسجيل بلاغ في بداية الامر، لكن قلنا لهم، لو كان المغتصب ابنا لكم هل كنتم سترفضون تسجيل قضية.. وفي نهاية الامر سجلوا قضية لنا وبعدها دخلنا في دوامة كبيرة من التحقيقات والكشف الطبي والعرض على النيابة وغيرها من الاجهزة المختصة.
وتابع شقيق الضحية لرجال الامن "لقد طال الوقت الذي استغرقناه في علاج اخي حتى يتعافى جسديا ونفسيا، وظل اوقاتا طويلة في حالة خوف وفزع وكان يصحو من نومه صارخا. ويروي رحلته في البحث عن وحش حولي قائلا: "لقد عاهدت نفسي ان أتوصل اليه بنفسي لانتقم منه، ووصل الامر الى انني تركت عملي وظللت اراقب حركة الشوارع والطرقات في المنطقة التي نسكن فيها. لقد بعت مصاغ زوجتي حتى أنفق على اسرتي وأدفع ايجار الشقة التي نقيم فيها، كل ذلك من اجل ان اصل الى هذا المجرم السفاح. وذات يوم رأيت شخصا شكله مريب "وتيقنت انه هو الوحش بعد نشر صوره في الصحف"، لقد رأيته امام احدى البقالات في حولي وكنت أقود سيارتي، لقد كان ممسكا بطفل من يده، وكان الطفل يبكي بشدة، الغريب ان المجرم كان يمسك بالطفل وكأنه ابنه او شقيقه وهنا قلت له: ماذا تصنع بهذا الطفل؟ فرد علي ببرود وقال "مافيش حاجة"، ولما هممت بفتح باب السيارة ترك الطفل الذي جرى بعيدا وهو يصرخ ويرتعد.
قالت والدة وحش حولي
ان ابنها اخبرها بانه بريء
ويكمل "لقد نظر الي المجرم وقبل ان يهم بالفرار كنت قد صدمته بالسيارة فأصيب في يده وبعدها فر هاربا، لكني ترجلت من المركبة وأسرعت بالجري وراءه، بيد ان اثنين من بلدياته حالا بيني وبينه وأبلغت المخفر وحجز الشخصان هناك لكنهما بررا فعلتهما بأنهما فقط ارادا التضامن مع شخص من نوعيتهما نفسها ضدي من باب "انا وابن عمي على الغريب".
ويضيف شقيق الضحية ساردا لحظة مواجهة شقيقه بوحش حولي امام النيابة قائلا: لقد تعرف الطفل على الوحش وعلى الفور لطمه على وجهه بكلتا يديه امام وكيل النيابة الذي تدخل لينهي هذا الموقف.
ويتابع شقيق الضحية ان وحش حولي في اليوم ذاته الذي صدمته بالسيارة وحلت بينه وبين اغتصاب الطفل الذي كان معه، تمكن من اغتصاب طفل آخر من النوعية السورية في منطقة حولي.. لكن في شارع آخر.
شكر شقيق احد الضحايا النقيب محمد المهيني، قائلا: لقد ساندنا ووقف بجانبنا وتعاطف معنا عقب اغتصاب وحش حولي لأخي، وكان دائما يسأل عن شقيقي وقد بدا عليه التأثر لما تعرض له من ازمة جسدية ونفسية. استغرب شقيق الضحية "من ان احدا لم يشك في سلوك وحش حولي، حتى انه اقدم ذات يوم على اخذ طفل من احد المساجد بحجة انه مريض ويريد من يدله على العنوان، وانخدع الصغير بهذه الحيلة، وصعد معه وكان مصيره الاغتصاب بالطبع.
وقالت والدة وحش حولي ان ابنها اخبرها بانه بريء وانه اعترف بالتهم الموجهة اليه تحت التعذيب، فيما ناشدت أسرة حجاج القيادة السياسية المصرية والرئيس محمد مرسي بالتدخل من أجل إنقاذ ابنها وعدم تنفيذ الحكم، أو على الأقل تخفيفه، خاصة أنها مؤمنة أن ابنها بريء ولم يرتكب تلك الجرائم التي تمت محاكمته عليها.
وقال عضو المجلس المحلي الأسبق في المحافظة محمد عوض، إن شعب قرية "المريس" التابعة لمدينة الأقصر يشعرون بالغيظ الجديد بعد أن خيم الحزن عليهم، وسيطر الذهول على سكان قريته منذ معرفتهم بالحادث وتجدد هذا الحزن عندما سمعوا عن موعد "اليوم" لتنفيذ الحكم في القضية، والتي اتهم فيها ابن قريتهم ظلما وهو بمثابة نعم الابن ونعم الرياضي ونعم الأخ والصديق، رافضين الاتهام جملة وتفصيلا وقال: "نثق في براءة حجاج الذي لم يعرف عنه سوى حسن الخلق ومكارم الأخلاق طوال وجوده في القرية التي لم يغادرها إلا لأداء الخدمة الوطنية، ثم السفر إلى القاهرة وبعدها إلى الكويت بحثا عن لقمة العيش وإنه إنسان اجتماعي ومؤمن ويخاف ربه ويؤدي صلاته بانتظام ومش معقول يقوم بمثل تلك الأعمال الإجرامية وأنا وكل من عرف حجاج مصاب بالصدمة والذهول، فهو مش ممكن يقوم بمثل تلك الأمور فهو إنسان مكافح ويعمل لإعالة أسرته كبيرة العدد".
اغتصب 18 طفلا في
حولي والفروانية
ونفى محمد عادل السعدي (والد المتهم)، ارتكاب ابنه لمثل تلك الجرائم، مؤكدا لـ "الراي" أنه كان حسن السير في مصر والكويت معا ومعروفا بحسن خلقه وكان يعمل في أكبر صالة رياضية فيها، مطالبا السلطات الكويتية بالتحري عن ابنه في كل مكان. ومضيفا: إنه قبل القبض على ابنه، كان قد أرسل له رسالة ليأتي إلى بلدته لإتمام زفافه من ابنة خالته بعد خطبة دامت 5 سنوات. سهير (شقيقة حجاج)، قالت إن حجاج هو عائلها هي وشقيقها علاء الذي يصغرهما في السن ومن بعده تأتي 3 شقيقات أخريات هن: "دينار وشبكات وعفاف". وأضافت، حجاج لم يكمل تعليمه بسبب عشقه الشديد للرياضة واتجه للعمل مدربا لكمال الأجسام في إحدى الصالات الرياضية بالأقصر، ثم سافر للقاهرة ومنها إلى الكويت وأن والده كان في زيارة له قبل ستة أشهر، وأن حجاج رياضي معروف ويمارس رياضة كمال الأجسام وارتبط بعلاقات وطيدة مع بطل كمال الأجسام المصري الفنان الشحات مبروك الذي كان أحد أصدقائه المقربين وقضى بصحبته سنوات عديدة في القاهرة قبيل السفر إلى الكويت.
وأمنيا، قال مصدر أمني مصري: إنه "بالكشف عن حجاج في سجلات الإدارة العامة لشرطة الأقصر، تبين أنه لم يسبق له ارتكاب أي جرائم ولا حتى بطريق الاشتباه، وأنه لم يعرف عنه ارتكاب مثل تلك الجرائم المتهم بارتكابها من قبل ولم يسبق استدعاؤه في أي قضايا طوال فترة وجوده في البلاد.
ويذكر ان محمد حجاج السعدي (27 عاما) كان قد أوقف في يوليو / تموز 2007 في مطار الكويت فيما كان يستعد للمغادرة إلى مصر. وقد أعلنت السلطات حينها لوسائل الإعلام أنه اغتصب 18 طفلا في حولي والفروانية. وكانت المحكمة أصدرت بحق السعدي عشرة أحكام بالإعدام وثلاثة أحاكم بالسجن مدى الحياة كونها تنظر في كل حادث اغتصاب على حده، وأيدتها محكمة الاستئناف وعدلت بعضها للسجن المؤبد وكان آخر تلك الأحكام قد أيد من قبل محكمة التمييز برئاسة المستشار أحمد العجيل حكم الإعدام شنقا للمتهم.
