اكتشف التلسكوب الفضائي الجديد التابع لوكالة ناسا مجرة ??عمرها 13 مليار سنة، وهي مجرة ??معقدة للغاية بحيث لا يمكن وجودها في وقت مبكر من الكون. ويمكن لهذه المجرة، التي تعد أكبر من مجرة ??درب التبانة، أن تغير ما نعرفه عن كيفية تشكيل المادة المظلمة للكون المبكر.
وقال كارل جلازبروك، عالم الفلك في جامعة سوينبيرن للتكنولوجيا والذي قاد الفريق، إن العلماء كانوا يتتبعون المجرة، التي تسمى ZF-UDS-7329، لفترة من الوقت، لكنهم لم يتمكنوا من إلقاء نظرة قريبة بما فيه الكفاية. وباستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، تمكنوا أخيرًا من النظر إلى المجرة التي كانت موجودة في ماضينا بحوالي 11.5 مليار سنة. وينتقل الضوء بسرعة ثابتة عبر الفضاء، وبالتالي فإن صورة هذه المجرات المبكرة في الماضي لا تصل إلينا إلا الآن.
ووجد الفريق أن ZF-UDS-7329 يبدو أكثر تقدمًا مما كان يعتقد سابقًا. يبدو أنها تحتوي على حوالي أربعة أضعاف عدد النجوم الموجودة في مجرة ??درب التبانة. كما بدت هذه النجوم قديمة، حيث يبلغ عمرها حوالي 1.5 مليار سنة، مما يشير إلى أن عمر المجرة حوالي 13 مليار سنة.
ووفقا لنماذج علم الكونيات الحالية، لا ينبغي أن يكون ذلك ممكنا لأنه ليس من المفترض أن تكون المادة المظلمة ناضجة بما فيه الكفاية في ذلك الوقت. وقال عالم الفيزياء الفلكية، إيفو لابي من جامعة سوينبورن للتكنولوجيا، وأحد مؤلفي الورقة البحثية لرويترز في وقت سابق: "النظرية الرائدة هي أن محيطًا من المادة المظلمة ملأ الكون المبكر بعد الانفجار الكبير".
المادة المظلمة هي مادة مراوغة وغير مرئية تشكل أكثر من 80% من الكون. لا يزال العلماء لا يفهمون ماهيته ولم يروه بعد، لكن يمكنهم التقاط ظله من خلال النظر في كيفية تشويهه للضوء حول الكون. "هذه المادة المظلمة- لا نعرف ما هي في الواقع- بدأت بشكل سلس حقًا، مع أصغر التموجات فقط. نمت هذه التموجات مع مرور الوقت بسبب الجاذبية، وفي النهاية، بدأت المادة المظلمة في التجمع في كتل مركزة، وسحب الهيدروجين قال لابي: "الغاز على طول الرحلة".
لا ينبغي أن تكون المجرة التي عثر عليها تلسكوب جيمس ويب قادرة على الوجود في ظل هذا النموذج. توقع العلماء سابقًا أن هذه التموجات الصغيرة لن تؤدي إلا إلى إنشاء مجرات صغيرة وغير منتظمة ومتكتلة في الأيام الأولى للكون. فقط بعد حوالي مليار إلى ملياري سنة، يجب أن تبدأ هذه المجرات الأولية في التجمع معًا، لتشكل كيانات أكثر تعقيدًا وتنظيمًا.
وهذه ليست المجرة الوحيدة التي تم رصدها وهي تتحدى هذا النموذج. اكتشف العلماء سابقًا مجرة ??برميلية عمرها 11.7 مليار سنة، قبل مليارات السنين من اعتقادهم أن ذلك ممكن. وقالت كلوديا لاغوس، المؤلفة المشاركة في الدراسة، والأستاذة المشاركة في علم الفلك من جامعة غرب أستراليا: "إن وجود هذه المجرات الضخمة للغاية في وقت مبكر جدًا من الكون يشكل تحديات كبيرة لنموذجنا القياسي لعلم الكونيات".
والنتيجة المحيرة الأخرى هي أن هذه المجرة لا يبدو أنها مستمرة في التطور. وبدلا من ذلك، أصبح هادئا. وقالت ثيميا ناناياكارا، مؤلفة الدراسة وعالمة الفلك في جامعة سوينبيرن للتكنولوجيا، في البيان: "هذا يدفع حدود فهمنا الحالي لكيفية تشكل المجرات وتطورها". وقال ناناياكارا: "السؤال الرئيسي الآن هو كيف تتشكل بهذه السرعة، في وقت مبكر جدًا من الكون، وما هي الآليات الغامضة التي تؤدي إلى منعها من تشكيل النجوم فجأة عندما يفعل ذلك بقية الكون".
ومع ذلك، يحذر جلازبروك من أنه من السابق لأوانه التخلص من النموذج الحالي تمامًا. على الرغم من أن المجرة مثيرة للاهتمام، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتأكيد ملاحظاتهم القابلة للتعميم. وقال في بيان: "تسجل هذه النتيجة رقما قياسيا جديدا لهذه الظاهرة. وعلى الرغم من أنها ملفتة للنظر للغاية، إلا أنها مجرد جسم واحد. لكننا نأمل في العثور على المزيد؛ وإذا فعلنا ذلك فسوف يقلب بالفعل أفكارنا حول تكوين المجرات".
تعليقات الزوار | اضف تعليق
