أطلت علينا قبل أيام من على شاشات التلفاز محامية مصرية اسمها نجلاء الإمام "تحض " شباب العرب على ااعتداء مخل بالاداب ًا(!) بنساء اليهود "لكي نفهمهم ان من يغتصب ارضنا وعرضنا، مش حيسلم من نا،ونفه مه ان احنا كمان نعرف ازاي نغتصب (العرض في هذه الحالة، وليس الارض – غ.ب) – ودا نمط جديد من المقاومة والممانعة"- على حد تفسيرها وفهمها ووعيها – لا فض فوها!
لا أعرف هل أبكي أم أضحك، من "ثقافة المقاومة" الجديدة التي ابتدعتها، بل اجترحتها، هذه "الهانم" المثقفة.. ولا أعرف من أين أبدأ في "مقارعتها"، لكن بما أن المسألة كلها تخبيص في تخبيص،فانني اسمح لنفسي بأن اسأل المدام المصون: يعني مش كافينا اللي فينا؟ فشبابنا، حتى بدون هذه "النصيحة"، ما شاء الله مبدعون في التحرش والاغتصاب، بحق بنات شعبهم هم، ولا تسلم حتى المحجبات والفنانات المعروفات من هذا، وحدث ذلك ويحدث في عاصمة العروبة – القاهرة نفسها وفي الميادين وفي محطات الاوتوبيس وامام دور السينما. وكل دجاجة شاردة في شوارع بلادنا معر ضة للتحرش والاغتصاب – و"الغاصب الصهيوني يتفرج ويتلذذ ويشمت"..
ثم ما رأي أنصار ونصيرات المرأة، العربية وغير العربية، في هذا "التخريف" وهذه الهرطقات والترهات والخزعبلات الصادرة عن شخصية تشتغل بالقانون والشرائع؟
هل بسبب عجزنا عن المقاومة المشروعة يحق لنا أن نلجأ الى شريعة الغاب.. وهل تظن "الهانم" ان الخواجات سيرتعبون وسيقفون مكتوفين أمام هذه "المقاومة"؟ هل عجزت ألسنتنا عن مقارعة الخصوم بالحجة، وعن مخاطبة الرأي العام العالمي بالعقل والمنطق، فاستللنا "سلاحًا" آخر، لم يبق لنا سلاح سواه؟!
أإلى هذا الدرك الأسفل هوى مثقفونا واكاديميونا؟ اذا كان الأمر كذلك فيا حبايبي: ضب وا العد ة، ولم وا البسطة، وانتظروا الفرج من رب الفرج، يوم الدين..
يحضرني في هذه "المناظرة" مشهد من مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" لعادل إمام (يا ست إمام) حين خاطب أحد اركان المحكمة التي كانت تنظر في قضيته العبثية البائسة، إذ قال له: وانت ما صد قت يا سي د؟!
وهكذا ستسأل الهانم نجلاء الامام جحافل "المتحرشين" وهي تراهم قابضين على اسلحتهم،ميم مين شطر"الكيان الصهيوني" (وربما نيويورك أو باريس) ليطبقوا نظريتها العبقرية: انتو ما صدأتو يا حَوَش؟!!