اخترت صياغة العنوان أعلاه على وزن المقولة المعروفة "من عل مني حرفًا.. صرت له عبدًا"، مع أنني ضد العبودية والولاءات العمياء بكافة اشكالها، لكن يبقى القصد المراد والمعنى الأوسع صحيحين إلى يوم الدين.. وما ينسحب على "تعليم الحرف"، ينسحب بنفس القدر على "إهداء كتاب"، وأقصد تحديدًا ما فعلته اربع عائلات نصراوية مثقفة كريمة حين أهدت (تبرعت) مكتباتها الخاصة الغنية للمكتبة البلدية العامة التي تحمل اسمًا بالغ الدلالة"ابو سلمى".
وهذه العائلات هي عائلة الصحفي المخضرم عطاالله منصور والنقابي المعروف محمد ابو احمد، والمربي الراحل حبيب حزان والمحامي سليم غريب. وبقدر ما بدر عن هذه العائلات الكريمة من التفاتة مشرفة، كذلك كافأتها بلدية الناصرة، بشخص رئيسها واعضائها، بالتكريم والتقدير والإشهار، على اعتبار ان هذا الصنيع الجميل هو قدوة وأمثولة وعبرة طيبة، تستحق الاقتداء بها وتستدعي الأمل في ان يكثر أمثال هذه العائلات، في عصر أصبحت فيه "أمة إقرأ" (تكاد) لا تقرأ، وفي زمن تحتل فضاءه الفضائيات (بل "الفضائحيات") التافهة الهابطة، التي تسل ط كاميراتها وعدساتها على الارداف البض ة والنهود والشفاه المنفوخة، وعلى الشعر المنفوش المنكوش- أو تلك التي تحرق الوقت والمال والذهن بالدعاة الجدد لتعاليم أبعد ما تكون عن الدين، فلم نعد نمي ز بين عمرو خالد وعمرو دياب... وعمرو بن العاص.