أعرف أشخاصًا "مهمين" (او هكذا ينظرون الى أنفسهم)، للواحد منهم اكثر من "رقم" للاتصال: رقم المكتب، رقم البيت، نق اله الشخصي، نقال زوجته (او شقيقه او ابنه او والده او سكرتيرته)..
وعندما تحتاج لأمر من هذا "المهم" وتتصل به، فانه لا يرد على أي رقم، لأسباب وموانع مختلفة، وقل ما كان المانع خيرًا، ويتبدل رنين الهاتف في البيت او المكتب بأنين الفاكس الطنان الزنان، وزوجته لا تعرف أين هو ("بد ك انقل ه إشي"؟ تسأل ببراءة وأدب)، وكذلك الأمر سكرتيرته، او والده او شقيقه او ابنه..
واذا عاتبته لاحقًا على هذه "الغيبة" فانه إم ا أن يتذرع بأنه لا يرد على "حسوم" او "حسوي" (الرقم السري الذي لا يظهر على شاشة المحمول) أو أنه كان خارج التغطية (وما اكثر المناطق الواقعة "خارج التغطية" في هذه الامبراطورية الشاسعة)، واذا علا خلال الحديث بيني وبينه صوت الآذان، فانه يلفت نظري الى اعذاره مبتهجًا "سامع... بصوت آذان"!
وبتراكم تجاربي المؤلمة، اصبحت أتجنبُ الاتصال بمخيبي ظني ساعة الآذان او قرب الكنائس (حتى لا يرد علي "صديقي المهم" بأنه يستطيع ان يتكهن أين أنا موجود، أو كم هو بعيد)..
أما عن الأعراس والمهرجانات الموسيقية السمجة بواسطة الهواتف المحمولة – فسأكتب بمرارة أشد ...
