spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

شعراء وأنصاف شعراء

ناجي ضاهر
راسلونا: news@farfeshplus.online

يستحق داعمو دورات الشعر والعروض والمبادرون إلى تنظيمها، في عدد من بلداتنا، أكثر من تحية، فقد جاءت هذه الدورات لتملأ فراغا ما كان بالإمكان ملؤه في ظل المناهج التدريسية القائمة في مجتمعنا العربي، هذه المناهج الخالية، في الآن ذاته، من ألكثير من دفق الدماء العربية أصيلة المنبت.

 صورة رقم 1 - شعراء وأنصاف شعراء

ندوة

هذه الدورات لمن لا يعرف، اختتمت هذا الأسبوع، بعد ثلاثة أشهر من انطلاقها، بحضور المئات من الطلاب المشاركين فيها وأهاليهم، أما المبادرة إليها فقد أتت من الشاعر سميح القاسم، وأما الدعم والمعاضدة فقد تما بالتعاون مع مؤسسة الغربال الشفاعمرية، في حين تم الدعم المعنوي، وهو هام جدا في هذه الحالة، من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وهي واحدة من المؤسسات العربية التي مدت أيادي بيضاء إلى الشعر العربي، تمثلت في تقديم أعلام هذا الشعر لأبناء الأجيال الحالية والقادمة عبر إقامة الدورات الشعرية لهم في هذه الدولة أو تلك وها هي تستجيب لمبادرة أو اقتراح قدمه لها الشاعر سميح القاسم، لتعليم دورات للشعر والعروض في هذه البلاد المنكوبة بحقد أعمى من أبناء العمومة، على كل ما هو عربي وأصيل، فكيف سيكون أمر الشعر الذي يعتبر ديوان العرب حارس لغتهم وحافظ أمجادها؟

مـ ن قدم الاقتراح ومن قـَبله ومن عاضده، كان مدركا تمام الإدراك أن وضع الشعر العربي في بلادنا ليس على ما يرام، وانه في طريقه إلى زوال إذا ما استمر الوضع التعليمي لدينا على ما هو عليه، فأبناؤنا لا يتعلمون أوزان الشعر العربي إلا ضمن دورات معينة يلتحقون بها خلال دراستهم الجامعية، وكثيرا ما تأتي رفعا للعتب، فلا تغني كثيرا ولا تسمن.

يبدو أن متولي أمر هذه الدورات أرسلوا نظرة متفحصة إلى أوضاع الشعر العربي لدينا، فهالهم أن معظم ما يكتب منه ما هو إلا شعر مترجم، أو شبه مترجم من لغات أخرى، شعر لا أوزان تميزه ولا نفحة من نفس شعر العرب القدماء، بل لعل هؤلاء لاحظوا أن هذا الشعر بين قوسين كبيرين، إنما يفقد رونقه لكثرة المقبلين على كتابته، نتيجة ما يتصف به من قلة دراية، سواء كانت في الأوزان الشعرية العربية الأصيلة أو في اللغة العربية التي يحتاج من يريد ممارستها، إلى التدرب عليها وعلى قراءة ما أنتجه شعراؤها في مجالهم القولي الشعري اللافت.

منذ السبعينات الأولى عرف الشعر العربي في بلادنا، ما تسمى" قصيدة النثر"، بعد أن بادر الكاتب الصحفي الصديق الراحل ميشيل حداد، إلى كتابتها، عاجزا إلى حد بعيد عن كتابة القصيدة العربية الأصيلة، ومكتفيا بأضعف القول. بعد مبادرة حداد هذه، جرى كلام وفير في نهر القول النثري، فراح كلٌ ممن يعرف ولا يعرف يرصف الكلمات المختلفة المعاني والأشكال جنبا إلى جنب، موزعا إياها بطريقة عشوائية ٍ، رفضها شعرُنا العربي القديم عادة ً، ثم قدم ما أعده من وجبة كلامية فارغة إلينا على أنها شعر وما هي بشعر. ما قدمه إلينا هؤلاء المتشاعرون كل بطريقته الخاصة وبعلاقته المتزلفة إلى مسئولين في المؤسسة الثقافية ووسائل إعلام، لم يصمد أمام التحدي الحقيقي في القول الشعري العربي لدينا، زاد في الطين بله، أن بعضا من هؤلاء سو ق نفسه في بعض الداخل وفي بعض الخارج على انه " شاعر" ونجح في تسويقه هذا لما امتلكه من قدرة على كيفية أكل الكتف، ما ترك أثرا سلبيا جدا على حياتنا الشعرية والأدبية عامة، حتى أن شاعرا شعبيا مشهودا له قلب الآية وقام بكتابة كلام نثري، حذا فيه حذو من لا يتقن كتابة شطر من بيت شعر عربي الوجه واليد واللسان، ومن هو أجدر بان يكون مقلدا له!!.

إلى هذا الدرك الإبداعي انخفض وضع القول الشعري لدينا، حتى أن بعض المتشاعرين، خاصة من الشبان الذين لم يتعلموا القول الفني الشعري العربي وفق معطياته، باتوا يتباهون بأنهم متمردون على كل شيء، بما فيه تراثنا العربي القديم، متجاهلين انك إذا ما أردت أن تتمرد على فن قولي سابق، عليك أن تعرفه، بعد ذلك يمكنك أن تتمرد عليه، أما أن تتمرد على ما لا تعرفه فان هذا هو العبث ذاته.

ما وصل إليه حال الشعر العربي لدينا، على ما يبدو، استفز شاعرا متميزا هو الشاعر الصديق سميح القاسم، فقام بمبادراته هذه، طارحا إياها على مؤسسة الغربال للتعاون على انجازها وعلى مؤسسة البابطين لتقوم بدعمها ماديا.

باختصار، هذه الدورة في مواقعها المتعددة، أرادت على ما تبد ى، أن تعيد إلى شعرنا العربي في بلادنا هذه، ما افتقر إليه من بهجة ورونق، هما وليدا المعرفة بأسرار الفن الشعري العربي، وذلك عبر نقل ما يجب نقله إلى المئات من الطلاب، كي يكونوا في المستقبل القريب، شعراء حقيقيين وليس أنصاف شعراء كما هم عليه في فترتنا التعيسة الجارية، فترة التفاعل مع جميع ثقافات العالم الأجنبية، إلا مع الثقافة التي ينبغي أن يتفاعل معها الأبناء الطلاب، هي الثقافة العربية، لهذا وجب تكرار إقامة هذه الدورات وهو ما وعد بالعمل عليه المبادرون إليها، فلهم الشكر.

ساهموا في هذه الزاوية

يرحب موقع "فرفش" بأية مساهمة من زواره الكرام لنشرها، شريطة ان تستجيب للشروط والمتطلبات المرعي ة، التي تتلخص في أن تكون الفكرة أو الخاطرة المكتوبة مقتضبة (قدر الامكان) وهادفة ومجد دة ولا تتضمن إساءة لأحد، او سخرية أو بذاءات أو تحريض من أي نوع كان، مع التذكير بأن الهدف المتوخى هو النقد البناء لظواهر او سلوكيات او ما شابه، والثناء والإطراء والتكريم والتقريظ لأشخاص او ظواهر او عادات وسلوكيات. نحن بانتظار مساهماتكم في هذا الباب برحابة صدر وسرور.

admin@farfeshplus.online

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer