تلاحظون في هذه الايام، مع اقتراب الانتخابات للسلطات المحلية، الطفرة والوفرة والسيل الهائل (بل الاسهال الغامر) للصور والشعارات والملصقات واللافتات، من مختلف الأنواع والأحجام "من كل فج عميق"، فوق البيوت وعلى الجدران والحيطان والاعمدة، وعلى السيارات والقمصان (وربما نرى صور المرشحين وحروف القوائم موشومة على الاذرع والصدور وفي كل موقع وموضع متاح)، وتعرفون مثلي ان هذه المواد الدعائية تكل ف مالاً طائلاً، لا يبخل به المرشحون وداعموهم وانصارهم، ما دام في المنصب المأمول جاه ووجاهة ومال وسطوة وقوة، وليس حتمًا للعمل والخدمة والتطوير- مع انني أعرف كثيرين من المرشحين الصادقين ذوي النوايا الصافية..
وقبل أيام تعر فت على مرشح لعضوية السلطة المحلية علمت منه (وتحققت مما قال) انه قر ر ان يدير معركته الانتخابية، مع مؤيديه، من بيت إلى بيت، دون ازهاق المال على الملصقات، اللهم سوى اصدار منشورين اثنين فقط، للتعريف الأوسع ببرنامجه وافكاره (وليس بشخصه، فهو معروف جيدًا في بلده)، ولم يقف تواضعه عند هذا الحد ، بل قر ر ان يخصص المبلغ الذي كان يمكن ان يصرفه، مثل الآخرين، على الدعاية الكثيفة، لبناء مكانٍ للعبادة، فيه مكتبة وجناح للتربية والارشاد، لأن النتيجة التربوية مضمونة هنا، أكثر من العضوية المنشودة. وهكذا صب هذا الرجل الطيب مضمونا طيبا في مقولة "الطمع بالدين".
ولولا ان كلامي هذا كان سيُفهم انه دعاية وترويج لهذا المرشح، او أن لي مصلحة شخصية ضيقة، لذكرت اسمه واسم بلده وحرف قائمته، لكن ما يهمني حقًا هو ان اعبر عن اعجابي الصادق بهذا الرجل المتواضع وصنيعه النادر.. كل الاحترام!
ساهموا في هذه الزاوية
يرحب موقع "فرفش" بأية مساهمة من زواره الكرام لنشرها، شريطة ان تستجيب للشروط والمتطلبات المرعي ة، التي تتلخص في أن تكون الفكرة أو الخاطرة المكتوبة مقتضبة (قدر الامكان) وهادفة ومجد دة ولا تتضمن إساءة لأحد، او سخرية أو بذاءات أو تحريض من أي نوع كان، مع التذكير بأن الهدف المتوخى هو النقد البناء لظواهر او سلوكيات او ما شابه، والثناء والإطراء والتكريم والتقريظ لأشخاص او ظواهر او عادات وسلوكيات. نحن بانتظار مساهماتكم في هذا الباب برحابة صدر وسرور.
admin@farfeshplus.online
