بعد ان خرج المربي احمد سليمان (ابو سيف) الى التقاعد، أصبح بالامكان قول كلام طيب كثير عنه، وعن موروثه التربوي، وأقصد انه لو بقي "ابو سيف" في سلك التعليم لكان من شبه المستحيل قول الكلام الطيب (التالي) عنه، لأن من شأن ذلك ان "يورطه" ويجلب له المتاعب الجمة التي هو في غنى عنها (لو بقي هناك) مع لزوم الاشارة إلى ان كلمتي "ورطة" و"متاعب" هما تعبيران ملط فان، والله العظيم
كيف؟ ولماذا؟
هذا الرجل، وهو معلم من المشهد (قرب الناصرة) قضى في سلك التعليم في بلده بالاساس عشرات السنين، مربيًا مشهودًا له (مني ومن كثيرين كثيرين غيري نعرفه جميعًا) بتفانيه وجهوده الخارقة في تربية نشىء صالح، انطلاقًا من عقائده وقناعاته السياسية الوطنية الأممي ة، وكانت هذه القناعات سببًا دائمًا في قطع طريق تقدمه وترقيته من "ذوي القربى" المترب صين، ومن الأجهزة إياها، فقرر، بعد ان "بلغ السيل الزبى" ان يخرج الى التقاعد، لكنه متصالح مع ضميره وهو مطمئن الى أنه زرع أغراسًا وبذورًا آدمية أثمرت وتثمر وستثمر خيرًا على المجتمع.
ولو توقف الأمر عند هذا الحد ، لما انبريت هكذا أثني على "ابي سيف"، فأمثاله كثيرون، وهو يعرف ذلك.. لكن أشد ما يعجبني في تكوين شخصية هذا المربي (الذي يستحق ان يقوم أولو الأمر له (للمعلم) ويوفوه التبجيلا، وان ينعم بالتكريم والتقدير العلني، حتى لا تنطفىء جذوة التربية الصالحة) – أنه فلا ح بالفطرة، ابن فلاحين بالفطرة يحب ويحبون الأرض وزرعها، أيما حب وأيما عشق، فتراه (الآن اكثر من السابق) يمتطي صهوة جراره المتواضع متوجهًا إلى أراضي الأسرة، حارثًا حاصدًا باذرًا زارعًا، على مرأى من تلاميذه الذين يحبونه اكثر لأنه هكذا – فلاح كادح ومرب صالح.. أين تجدون اليوم انسانًا كهذا؟
ساهموا في هذه الزاوية
يرحب موقع "فرفش" بأية مساهمة من زواره الكرام لنشرها، شريطة ان تستجيب للشروط والمتطلبات المرعي ة، التي تتلخص في أن تكون الفكرة أو الخاطرة المكتوبة مقتضبة (قدر الامكان) وهادفة ومجد دة ولا تتضمن إساءة لأحد، او سخرية أو بذاءات أو تحريض من أي نوع كان، مع التذكير بأن الهدف المتوخى هو النقد البناء لظواهر او سلوكيات او ما شابه، والثناء والإطراء والتكريم والتقريظ لأشخاص او ظواهر او عادات وسلوكيات. نحن بانتظار مساهماتكم في هذا الباب برحابة صدر وسرور.
admin@farfeshplus.online