لا احسد اعضاء لجان الصلح (او جاهات الصلح-للتفخيم والتعظيم) الذين يشتغلون في مجتمعنا ساعات اضافية، لاصلاح ذات البين بين المتخاصمين، الذين يتكاثرون هذه الايام ، لاتفه الاسباب على الاغلب....
لا احسدهم لانني اتخيل حرجهم وهم يستمعون الى الطرفين المتخاصمين اللذين اشتبكا"وتعالقا" بسبب نظرة ("جحرة") او حق مرور او احتكاك بين اولاد وفتيان، او تحرش او مكالمة سمجة، وما الى ذلك من اسباب تتكرر بشكل مقلق ومقزز في آن...
يقال ان اوثق الصداقات قد تنشا بعد مشادة او شجار او اقتتال (خصومة يعني) لكن عندنا ليست الحال كهذه في اكثر الاحيان لان كل واحد منا "راس" لا يعلوه اي راس، ولان كل واحد منا محتكر للحق والصدق والحقيقة – ما شاء الله ..ويقال: اذا اردت ان "تخربش" وتعقد قضية ما – شك ل لجنة لحلها، فيختلط الحابل بالنابل، ويكثر الحديث والمتحدثون، ويتكاثر حلالو المشاكل، فنصل الى وضعية ذلك الذي لم ير الغابة من كثرة الاشجار !
حضرتني هذه الخاطرة وانا استمع الى الاخبار المتتابعة عن الطوشات في بلداتنا العربية ، ليلة العيد ويوم العيد، تلك الطوشات التي "يتعيب" المشاركون فيها اذا لم تسفر عن اصابات وجرحى بالطعنات والرصاص والعصي والحجارة ( والمفرقعات مؤخرا – هذا اخر سلاح استوردناه من الصين) ، ولابد من زمامير سيارات الشرطة والاسعاف، والاطفائية، اذا كانت الطوشه "دي لوكس"!
ولديكم الجواب على سؤالي : علام كل هذا ؟!
برايي- لاتفه الاسباب !
