هل لاحظتم "غياب" الاثيوبيين المهاجرين إلى بلادنا، من جمهرة المتسو لين الثقلاء على جنبات الشوارع وعلى مفارق الطرق، وغالبيتهم من المهاجرين الروس (من المدمنين على الكحول) والفلسطينيين البؤساء الوافدين من مختلف المناطق، بل ينافسهم، "تعزيز" جديد من بيننا، ومن عندنا، وخاصة من المدمنين و"العواطلية"، الشباب خاصة.
هل هي ظاهرة اجتماعية، أم سياسية، أم اقتصادية، أم كلها مجتمعة - أم أنها تحتاج الى خبير في علم البشر (الانتروبولوغيا) أو الى خبير في علم المجتمع لتفسيرها؟
هذا الموضوع يهمني ويشغلني، ولا اعرف بالضبط لماذا، لكنني لا أخفي اعجابي بعزوف الاثيوبيين عن احتراف التسو ل، هنا على الأقل، لما في هذا من إباء وشمم وترف ع عن هذه "المهنة"، وعن "المهنة الأعتق" (الفجور )، في بيئتهم الجديدة على الأقل، وهو أمر يستحق من ا، نحن العرب العزيزي النفس، الاعجاب والاقتداء.
وأقف حائرًا أمام التفسير الذي يقول ان بعض المهاجرين الروس انجروا وانقادوا إلى الادمان والتسو ل والفجور بسبب انسلاخهم عن مجتمعهم الأصلي وبيئتهم الطبيعية، فأصبحوا يتصرفون عملاً بمقولة "البلد اللي ما بتعرف حدا فيه..."!
وانني لأتساءل باعجاب: كيف ولماذا لم ينجر الاثيوبيون الى هذا "المبدأ"(!) بينما هرول الروس إليه زرافات زرافات، وانساق بعض العرب الى هذا الطريق، غير آبهين وغير مبالين بتقاليدهم وقيمهم ودينهم؟!!
