عرف الناس السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، بأنه صادق وأنه محل ثقة في كل كلمة ينطق بها. وقد تجاوزت الثقة بما يقوله هذا الرجل حدود أتباعه ومؤيديه لتصل الى اعدائه في حرب تموز عام 2006 حين كان يفعل كل ما يقول، سواء لحظة ضرب البارجة الاسرائيلية في البحر أو بضرب مدينة حيفا وما بعد حيفا، حيث وصلت صواريخه الى الخضيرة وضواحي تل ابيب. ولا أزال أذكر يوما كنت فيه مكان سقوط صاروخ "كاتيوشا" حين قال لي شرطي اسرائيلي آنذاك "اعجب من هذا الرجل فانه لا يهدد، بل يعد وينفذ ما وعد".
عرف الناس السيد نصرالله بأنه صادق
وأعرب ذلك الشرطي اليهودي يومها عن دهشته من قدرة حزب الله وجرأته على قتال الجيش الاسرائيلي. ولكن ما بال ذلك الصادق الأمين العام للحزب، لم يعد صادقا اليوم وقد تحول مقاتلوه من القتال "المقاوم" الى القتال "الطائفي" فقد أصبح يقول عكس ما يفعل، ويفعل عكس ما يقول، ويدعي ان عناصره لا يقاتلون في سوريا، وأنه لا يخجل من الاعلان عندما يقوم بعمل جهادي ويقاتل، بينما تليفزيونه الرسمي يعلن عن مقتل عدد من عناصره في سوريا، وهو ما تؤكده وسائل اعلام محايدة، وليس من "فبركات" المعارضة السورية.ما بال هذا الحزب المقاوم يصبح بين ليلة وضحاها حزبا طائفيا.. وكيف يرضى الأمين العام للحزب وعناصره ان يقاتلوا ثوارا يقاتلون من أجل الحرية بعد ان عانوا من الظلم والقهر والاستبداد والحكم بالنار والحديد طيلة سنوات.
وهل يقاتل عناصر حزب الله بنفس البسالة والشجاعة التي قاتلوا فيها الجيش الاسرائيلي، الثوار في سوريا أم اننا قريبا قد نسمع عن انشقاقات عن حزب الله اذا كان في قتالهم هذا نصرة لقوى الشر؟ عجيب أمر هذه الثورة السورية التي جعلت نصرالله يقول "نحن مع الشعب السوري ومع النظام السوري!! وفي الوقت نفسه هو يقاتل الشعب السوري من أجل النظام السوري. كيف يرضى سلاح المقاومة الذي يعتبره العرب الأحرار بأنه "مقدس" ان يوجه الى المقاتلين في سبيل الحرية ألا يخشون على هذا السلاح من ان يدنس؟!!
imagebank – AFP