توفي يوم السبت، 27-9-2008، في قرية الرينة، الشاعر الشعبي محمد سعيد بصول، أبو عاطف، عن عمر قاربت مدة القرن من الزمن. ولد المرحوم في قرية الرينة عام 1910، وشكل مع شقيقيه توفيق الأكبر وسلم الأصغر، وكلاهما متوفى، ثلاثي مدرسة الشعر الشعبي في القرية وفي المنطقة خلال أكثر من نصف قرن.
ويذكر أبناء الجيل الماضي لأعضاء هذه المدرسة أياديهم البيضاء في إحياء الأفراح والأعراس في أنحاء مختلفة من البلاد، خلال العشرات من السنين.
كما يذكر هؤلاء تلك المواجهات لأعضاء هذه المدرسة الشعرية، مع أعضاء مدرسة الشعر الشعبي في بلدة دير الأسد ومع فارسيها أبو السعود وأبو غازي، وغيرهما من الشعراء الذين عملوا منفردين.
وتمثلت هذه المواجهات في حوارات ما زال العديدون يستظهرون أبياتا شعرية منها ويرددونها منتصرين لهذا الطرف أو ذاك، وكثيرا ما كانت هذه الحوارات تتمحور بين موضوعين لكل منهما أنصاره والمؤمنون به، مثل السيف والقلم.
برحيل هذا الشاعر تنطوي واحدة من أهم صفحات الشعر الشعبي في البلاد، وتغلق أبواب المدرسة الريناوية في قول الشعر الشعبي، علما أنها توقفت بسبب التغييرات الحياتية، ورحيل أفرادها واحدا تلو الآخر، منذ سنوات.
أبيات من شعره:
غَريب مْراحْلِ الدُنيا غَريبِ
وْسيعَة مُفِرْحَة وْسيعَة كئيبِة
في مِنْ بيتْ فيهْ الفَرَحْ دايِرْ
وْجَنْبو بيتْ فيهْ نَكْبِة وْمُصيبِة
وْطِفْلِة عَ الأطالِسْ وِالحَرايِرْ
تْعيشْ بْسَفِحْةِْ الدارِ الرَحيبِ
وْطِفْلِة دارَتْ عَليها الدَوايِرْ
كَإنْها مْنِ الوَطَنْ خِلْقَتْ غَريبِة
أنا شاعِرْ.. وْجَميعْ الشَعِبْ شاعِرْ
أنا شاعِرْ بْهَالنَكْبِة وْمُصيبِة
سَألتْ:مالْ هَالْشَعِبْ وِالشَعِبْ ثايِرْ
وْمِنْ دَم و بِدي يِدْفَعْ ضَريبِة
وينْ كْرومنا وْوينْ العَمايِرْ
إنْحَرَمْنا مْنِ الكَرِمْ وْغُصْنِ الرَطيبِ
وين حقوقنا ووينْ البَيادِرْ
سألِتْ.. قالوا الأرضْ صارِتْ سَليبِة.