" الليلة التي أمضاها ثورو في السجن" هو عنوان المسرحية الصادرة ضمن سلسلة كتب " إبداعات عالمية" التي تصدر مرتين كل شهر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. المسرحية من تأليف جيروم لورنس وروبرت أي. لي، ترجمها إلى العربية وقدم لها حسن كامل بحري. تتناول المسرحية حالة العصيان المدني الأول في التاريخ الأمريكي، الذي جاء ردا على ما أطلق عليه "دفع الضريبة عن الرؤوس"، بعد أن فرضته الحكومة الأمريكية عام 1846على كل شخص بالغ.
ثورو يرفض دفع الضريبة، والمسرحية تتناول الليلة التي أمضاها ثورو في السجن، ويمثل مشهد السجن إطارا عاما لتلك الفترات الحافلة بالأحداث من حياة ثورو ومن علاقته بالشاعر امرسون، إلى اعتكافه للتأمل على ضفاف بحيرة والدن وقضية حبه غير الموفق.
مؤلفا المسرحية يقولان إنها حكاية الترحال الطويل لروح الإنسان خلال ليلة واحدة من اعتكافه وتنسكه حتى انضمامه مجددا للنوع البشري، إنها نشوة وعاطفة وتجوال، دفاع عن المعارضة اللاعنفية وبحث عن الحقيقة الشخصية، ويعتبر دافيد هنري ثورو بطلا شعبيا بين شباب اليوم، فقد صرخ ضد الحرب وضد تلويث الطبيعة وسطوة المادة.
وتقدم المسرحية ثورو ليس ذاك الرجل الملتحي ذي العينين المتعبتين الذي يظهر على طوابع بريدية في بلاده، بل هو هذا المعاصر المتألق حليق الذقن المفعم بالنشاط والنقمة على جنون حضارته وتفاهتها.
رفض ثورو دفع الضريبة في هذه المسرحية، يشبه من يرفض دفع الضريبة دعما لما كان يعتبره حربا غير أخلاقية (الحرب على المكسيك) وتشبه صرخته، إلى حد بعيد، صرخات شباب اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم اجمع.
