ما زالت لوحات الفنانين تزين صالة العرض البلدية في مدينة طمرة منذ منتصف حزيران الماضي وحتى نهاية آب، في معرض حمل اسم "ع الهامش"، الذي لفت نظر الفنان أحمد كنعان منظم المعرض ولقي استحسان مجموعة من الفنانين التشكيليين المشاركين وهم: شاكر أبو رومي - طمراوي (يقيم في القدس)، مريانا منصور- نخلة من الجش (تقيم في حيفا)، خضر وشاح من غزة (يقيم في راهط)، سليم شحادة من يافا وسلمى سمارة من الطيرة.
"وكان عليك أن تختار الهامش لتعرف أين أنت!"... (محمود درويش)
الهامش نافذة تطل على العالم، فلا أنت فيه ولا أنت خارجه..
كانت كلمات محمود درويش في نص كتابه "في حضرة الغياب"، كافية لتمنح الفنان إجابة عما في داخله من تساؤل لا ينتهي، و"ع الهامش" في المعرض، أتى ليجسد كلمات درويش عندما قال: "وكان عليك أن تختار الهامش لتعرف أين أنت.
الهامش نافذة تطل على العالم، فلا أنت فيه ولا أنت خارجه، الهامش كاميرا شخصية تنتقي من المشهد ما تشاء من صور". الشاعر الكبير محمود درويش يعب ر عن وجع الإنسان والفنان، ويبدو الفنان في هذا المعرض مشغولاً بالتساؤل عن المساحة المتبقية بين الهامش وبين اللوحة، ومشغولاً أيضًا بالبحث عن نفسه داخل نفسه، وعن الانسحاب من الحضور إلى الغياب، وعن العلاقة القوية بين الهامش وبين مساحة الإبداع المتبقية... هكذا رآها أحمد كنعان وبقية زملائه الفنانين في معرض "ع الهامش".
سلمى سمارة وسليم شحادة يعرضان "لا خلاص"
في لوحة فنية متكاملة الأبعاد، يعرض الفنانان سلمى وسليم قصة حب قديمة، لعاشقين كسرا حواجز العقائد الدينية والاجتماعية من أجل الحفاظ على رباط مقدس جمع بينهما. "لا خلاص" لوحة تدعو للاستمتاع بقصة عشقٍ، تشهد على ولادتها وزينت جدرانها الداخلية برسومات تصف الصعوبات والعذاب الذي واجه العاشقين، أما الجدران الخارجية فتمثل الأشخاص الذين حاولوا إفشال الحب الكبير. ومن بين فتحات الجدران ينظر الجمهور إلى الرحلة التي عايشها العاشقان "الموجَعان".
شاكر أبو رومي - قصة تحدٍ وحكاية فنان...
هي قصة بدايتها مؤلمة ونهايتها جميلة، ففي الخامسة من عمره وبسبب حادثٍ طارىء، ابتعد عن اهله وخلانه وعاش في مدينة القدس، كبُر بعيدًا عن بلدته، رفيقه الدائم كان الكرسي الذي جلس عليه، والذي تحملهُ في غربته... ومن على كرسيه المتحرك رسم ذكريات الطفولة، معالم وحواري طمرة الذي حملها في جعبته وذاكرته.
الرسم هدية وهبها الله له ليسانده في غربته ويتخطى بالفن الصعوبات التي عاشها بعيدًا عن أهله ..
وهو يعتبر الرسم كهدية وهبها الله له ليسانده في غربته ويتخطى بالفن الصعوبات التي عاشها بعيدًا عن أهله ومعارفه. وقد نقل الكثير من أوجاعه التي عاشها وحيدًا إلى لوحاته، ورسم حبه للقدس الذي عوضه عن الكثير من الغياب، وكان لا بُد له أن ينقلُ وجع ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاعرهم التي أجبرت بعضهم أن يبرزوا في الهامش.
مريانا منصور نخلة: "جسر الزرقاء – مكانٌ ما على الهامش"
هي فنانة مرهفة الإحساس، طبعت في ذاكرتها ما لمسته في فضاءٍ ما في هذه البلاد، وعلى الهامش، تبدو جسر الزرقاء- القرية الفلسطينية الوحيدة التي حافظت على معالمها، وعلى صمودها بين مدينتي حيفا ويافا المزدهرتين...
جسر الزرقاء القرية العربية الصامدة، ببيوتها وبانسجامها مع موج البحر، تبكي أحيانًا وتئن على واقع حالها المفروضِ عليها قسرًا، فهي "ع الهامش"، وسط الفقر والبطالة والعوز... مريانا، ترى القرية، بشكلٍ مختلف عن الآخرين، تراها تصارع من أجل البقاء، تراها تحارب من أجل حياةِ أفضل، وفي لوحاتِ مريانا، نلمس الأمل الآتي من البعيد.
اللاجئ في الوطن خضر وشاح
ترك خضر بيته في مخيم اللاجئين، ترك عائلته كما تركه الآخرون من قبل ورحلوا الى الاردن او لبنان او سوريا ، وفي كل لحظةٍ من عمره المديد يستذكر لقاءاته بالأهل، وتراه يصور تجاربه المؤلمة وحكاية عشقه الأبدية للأهل وشوقه للوطن.
في لوحات وشاح نبضُ الفلسطيني العاشق الولهان الهائم في بحر غزة، وسواها من معالم الوطن... وهو متأثرٌ بالسياسة الى حدٍ كبير تراهُ يترجم الوجع الى اعمال فنية صارخة.
"ومن أجل كل ما قيل وما رُسم كان المعرض، وجاءَ ناقلاً إبداع الفنانين من كل بقعةٍ من البلاد إلى الجميع في الوطن وفي الخارج أو على الهامش".
| 
| 
| 
| 
| 
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
| 
