spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

للأهل دور هام في التحفيز على القراءة..

راسلونا: news@farfeshplus.online

القراءة تعتبر حاجة ضرورية للمجتمعات المتحضرة، وأساسًا لم يكن بالإمكان أن تتقدم الشعوب وتصل إلى مرحلةٍ من التطور التكنولوجي والحضاري البارز لولا نعمة "القراءة" وما أنجزه كُت ابنا وعلماؤنا الذين رحلوا قبلنا بدهور... وما يشهده هذا العصر من تقدمٍ في التقنيات الحديثة لم يكن ليحدث أصلاً لو لم يكن الكتاب هو الرفيق والمعين لكل راغبٍ بالتعلم والتثقف والتحضُر، وهذا ما تسعى له الشعوب الباحثة عن كل ما هو مفيد وجديد في عالم الكتاب، لكن المخجل حقًا أن جميع الأبحاث التي جرت حول الكتاب وقرائه تؤكد تدني نسبة القراءة في المجتمعات العربية، إذ لم تتجاوز نسبة الذين يجيدون القراءة والكتابة في العالم العربي ال 55 بالمئة، بينما هناك شعوبٌ وصلت فيها نسبة القراءة ال 95%.

وماذا لو اكتشفنا ما هو أكثر هولاً من ذلك: أن كل عشرين عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا في السنة بينما يقرأ كل الماني سبعة كتب في السنة، بينما تصدر المكتبات العربية 4 كتب لكل مئة الف قارئ سنويًا أما الدول الصناعية فتصدر اثنين وخمسين كتابًا لكل مئة الف قارئ سنويًا... إنها حقائق مذهلة ومؤلمة في الآن نفسه، إذ لم تستطع زيادة الانفتاح الثقافي والاجتماعي تقريب القارئ العربي من الكتب، بل على العكس، فعلت العولمة فعلتها فأبعدت القارئ عن الكتاب وحولته إلى المسلياتٍ البعيدة عن روح الثقافة.حول أثر القراءة في مجتمعنا أجرت مراسلة موقع "فرفش" حوارًا مع أمينة المكتبة هدى عيسى التي أجابت برحابة صدر:

كيفَ تصفين وضع الكتب والمكتبات والقراءة والقراء في مجتمعنا العربي، في أيامنا هذه؟

للأهل دور هام في التحفيز على القراءة..

لا يخفى على أحدٍ ان وضع المكتبات سيء..

لا يخفى على أحدٍ ان وضع المكتبات سيء، وأسوأُ ما فيه أننا بتنا "شعبًا لا يقرأ"، وهناك ضائقة مالية تواجه سلطاتنا المحلية ومجتمعنا بشكلٍ عام، تؤثر بشكلٍ مباشر على وضع الكتبِ والمكتبات والقراءة.

وكيفَ تسيرُ الأمور في مكتبة نحف العامة التي تديرينها؟!

منذُ بداية عملي في العام 1993، اخذتُ على عاتقي مسؤولية تطوير المكتبة، وزيادة عدد المقبلين على المطالعة، كانت البداية بتوزيعِ بطاقاتٍ في البريد، للتعريف على المكتبة، وهذه الخطوة لَفتت النظر الى وجود المكتبة، فتزايد الإقبال على المكتبة.

وكيف ساهمتِ من خلال عملك برفع منسوب المطالعة ؟!

90% من رواد المكتبة هم صغارُ السن، يبحثون عن القصص المسلية، يزيدون اطلاعهم على اللغات، خصوصًا اللغةُ الأم. وأنا فكرتُ بإشراك الأطفال بفعالياتٍ تربوية وفنية كُلٌ حسب جيله، فأصبح هناك زاوية اسبوعية، على شكل ساعة قراءة، وبينَ الحينِ والآخر أدعو الى المكتبة أديبًا، قاصًا، مؤلفًا، ممثلاً- ليشارك الأطفال في قراءاتهم، او يعرض عليهم أعماله ان كانت مسرحية، او قصة قصيرة، او شعراً... وكم أذهلني حُبُ الأطفال للكتابِ وتعلقهم بكتبهم، الأمر الذي يحفز على استمرارية القراءة لدى الصغار.

كذلك كانت هنالك محاضرات خاصة بتربية الأطفال وتوجيههم وفي معظمها رافقَ الكبارُ الصغار في زيارة المكتبة، خاصةً الأمهات، اللواتي اعتدْنَ على الزيارة، بحثًا عن أساليب تربوية جديدة خدمةً لأبنائهن ولهن، بالإضافة الى الاهتمامات الشخصية بكتبِ الطبخ، الصحة، الأدب.

وكيف يساهِمُ وجود الانترنت في المكتبة بتطوير ذهنية المُتلقي؟

دور التكنولوجيا الحديث مهم جدًا، إذا أحسنا استخدامه وبحثنا في بواطن العلوم، واستعنا بالانترنت لخدمتنا... وأنا في المكتبة أقوم بدور الرقيب والحريص على استخدام الانترنت للصالح التربوي، وهذا الدور أساسيٌ أيضًا لدى الأهل، فَهُم أساسُ التربية الصالحة ومهمتهم تنحصر في المراقبة والتوعية لجيلٍ يصطدم بالحضارة الغربية.

كيف نُوَجِهُ طلابنا الذين سيخرجون قريبًا إلى عطلة صيفية؟!

للأهل دور هام في التحفيز على القراءة..

لا بأسَ في أن نغذي ابناءنا بالقراءة، وبدون أن نشعرهم بالملل..

دوري ينتهي حالَ ممارسة الأهل لأساليب التربية المختلفة في البيوت، ولكنني أرى أن ه من الضروري أن يَعي الأهل أهمية هذه الفترة، فترة الشهرين، وحق الأبناء في الاستمتاع بكل الوقت الذي يملكونه في 60 يوماً، شرطية أن يتراوح بين جَدٍ ولَهْو...

فالأبناء كالأهل تماماً يتعبون من تراكماتِ المشاغل اليومية، من متابعة الدروس، طوال السنة، ويحق لهم اللهو وممارسة هواياتهم على اختلافها.

وأنا دوري محصورٌ في توجيه القارئ، صغيرًا كان أم كبيرًا - ماذا يقرأ، وماذا يُحب أن يقرأ، وأحاول أن اوف ر له كافة المعلومات التي يحتاجُها، وأعطيهِ من اهتمامي وجهدي في تحفيزه على القراءة، من خلال الهدوء الذي اوفره له في المكتبة، امكانية استخدام الانترنت وممارسة بعض الالعاب التي تفيده وتسليه. أما المسؤولية الكبرى فهي تقع على عاتق الاهل.

هَلْ لَكِ أن تتحدثي عن نتائج ملموسة، من خلال تجربتكِ كمربية وأم؟

من تجربتي الشخصية، مع الكتابِ أو مع الأطفال... أقولُ أنه لا بأسَ في أن نغذي ابناءنا بالقراءة، وبدون أن نشعرهم بالملل، فيمكن أن نقرأ لطفلنا قِصة مشو قة، ونقل د أصواتًا في الكتاب، وحركات مسلية... تضحك الصغير وتجعله يتفاعل مع الكلمات التي تصِلُ الى ذهنه.

يمكننا أن نقرأ لَهُ بعضُ المعلومات البسيطة او يمكن أن نُجري بعض المسابقات بين أطفالنا أو بيننا كأهل وبين أطفالنا. يمكن أن نفتح كتابًا للطبخ ونقرأ نحنُ وطفلنا، من خلالِ جملةٍ مفيدة، نزيدُ ثروة ابنائنا. الأمرُ لا يحتاجُ الى تعقيدٍ كبير... بل هُوَ ترغيبِ وممارسة- تتحول الى عادة حتى تتأصل في شخصية الطفل، تنمو مَعَهُ رغبةُ القراءة. وأنا أقول كمربية وكأُم من حق ابنائي علي ان أعطيهم ولو ساعة في اليوم من الاهتمام، ألهو فيها معهم، ويكون شريكنا الكتاب... وقد نتحول في يومٍ مِن الأيام الى مجتمعٍ يقرأ.... وبشغَفْ.

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer