كرست مجلة " فصول"، المتخصصة في النقد الأدبي، وتصدر في القاهرة، صفحات عددها الجديد، لموضوع" الدراما الجديدة بعلامات التحول في البنيات السردية"، هذا هو العدد رقم 73 وضم ملفا شاملا حول الموضوع الذي تكرس له، إضافة إلى الأبواب الثابتة منها عرض الكتب، مجلات ثقافية ورسائل من دول مختلفة.
المسرحية تمتاز بأنها لا تقتصر على النص اللغوي المكتوب، وإنما تحتوي عناصر إبداعية أخرى..
يقول رئيس مجلس إدارة المجلة ناصر الأنصاري في " كلمة أولى" تصدرت العدد: إن فن المسرحية يمتاز بأنه لا يقتصر على النص اللغوي المكتوب، وإنما يستلزم إلى جانب هذا عناصر إبداعية أخرى من تمثيل وإخراج وإضاءة وموسيقى وملابس وديكور. البناء الدرامي للمسرحية يتشكل من فصول ثلاثة: عرض القضية ثم الصراع ثم الحل، ويمكن لأي نص أدبي أن ينطوي على هذه البنية الدرامية فيصبح نصا دراميا، سواء كان قصيدة غنائية أو عملا سرديا، لكن هل يمكن أن يحدث العكس فيخرج العمل المسرحي على قواعد البناء الدرامي؟
ويضيف الأنصاري: هذا ما يجيب عنه ملف هذا العدد الذي ضم معالجات ومقاربات تنظيرية حول الدراما الجديدة وما بعدها، والمسرح ما بعد الدرامي، منها، المونودراما وفصاحة الجسد، والمتعة المسرحية والدراما البولندية وما بعدها، والمسرح النسوي الأمريكي الأسود، والمسرح في أمريكا اللاتينية وفي الصين.
ويضم ملف العدد قراءتين للنص المسرحي" اللعب في الدماغ" الذي عرض على مسرح الهناجر في القاهرة عام 2005 ولفت الأنظار بوصفه عملا مسرحيا متجاوزا لأشكال الدراما التقليدية، ويعالج في الوقت ذاته واحدة من اخطر قضايا الواقع العربي الراهن.
ويضم العدد دراسات لافتة منها " تقارير الآنسة راء: مسرحة الأنساق الثقافية في مونودراما"و" اسمي راشيل كوري". وتنتخب المجلة لباب " شخصية العدد" واحدا من رواد الدراما المعاصرة، هو الكاتب الألماني برتولد بريخت، الذي كان له اكبر الأثر في الدراما العربية المعاصرة.
وكتبت رئيسة تحرير المجلة، هدى وصفي، في افتتاحيتها للعدد، أن هذا العدد من المجلة يأتي استجابة لما حدث على صعيد المسرح العربي والعالمي، كي يرصد التحول في آليات العروض المسرحية وتقنيات الكتابة الركحية وإسهامات الدراماتورجيه بالإضافة إلى إبداعات مسرح الصورة، موضحة أن تنوع المسرح المعاصر يتحدى أحادية التعريف وان مفهوم النوع المسرحي يتحول ليحل مكانه مفهوم النص أو المعالجة أو الإبداع الجماعي أو العبر نصي أو الفكرة أو التشكيل السنوغرافي أو التشكيل الكوريجرافي الخ...