spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

محبوبات عالية ممدوح...

راسلونا: news@farfeshplus.online

تنشغل الكاتبة العراقية، المقيمة في فرنسا، عالية ممدوح، في روايتها " المحبوبات" بهموم البعد عن الوطن والعيش في المنفى، عبر شوق شديد إلى مسقط رأسها وطنها العراق. الراوية صدرت عام 2003 عن "دار الساقي" في لندن، وحصلت في العام التالي لصدورها على جائزة نجيب محفوظ ذات القيمة الخاصة، كما صدرت في بلادنا في العام الماضي في طبعة قرصنية.

هذه الراوية الثانية في الصدور لصاحبتها، سبقتها رواية عنوانها" الولع"، ولها اليوم سبع من الأخوات بينهن روايات منها: الغلامة والاشتهاء. أما صاحبة الرواية عالية ممدوح، فإنها من مواليد عام 1949، عملت في الصحافة في أواسط السبعينيات في بلادها، وهي تعيش منذ نحو الربع قرن في المنافي الاختيارية، كان آخرها العاصمة الفرنسية باريس.

محبوبات عالية ممدوح...

عالية ممدوح

تدور أحداث الرواية في باريس، حيث تقيم صاحبتها، وتتلخص أحداثها في عدد من الكلمات، رغم أنها تقع في نحو الثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط، محور إحداث الرواية يدور حول امرأة تدعى سهيلة احمد، هي ممثلة مسرحية وفنانة تحسن الرقص، يوصلها مرضها إلى الغيبوبة، "محبوباتها" يتحلقن حولها، فيما يفد ابنها نادر المقيم في كندا، إلى جانب زوجته الكندية وابنهما، للوقوف إلى جانبها في محنتها.

أحدات الرواية تتداعى عبر نوع واع من القص يمزج بين الوعي المركز عبر لغة شاعرية مكثفة، وتتنقل المؤلفة بين الشخصيات خاصة الرئيسية ممثلة بسهيلة احمد وابنها نادر، برشاقة وشفافية تساهم في تقريب القارئ إلى أجواء الرواية وعالمها التخييلي.

الكاتبة تستثمر إمكانيات القص بأساليبها المختلفة، فهي تلجا حينا إلى المونولوج الداخلي، وآخر إلى استحضار الماضي عبر المذكرات واليوميات، والرسائل أيضا. الراوية تقدم لنا عالما من الصداقة، ربما طمحت إليه صاحبتها ذاتها، وهي تقدم صورة لمحبوبات من أصقاع مختلفة من العالم، بينهن الفرنسية، السويدية اللبنانية والعراقية، أنها صورة عالم حافل بالمودة، نفهم أن كلا منا محتاج إليه ليخرج من دائرة الوحدة المحيطة بنا، نحن أبناء هذا العصر، من كل حدب وصوب.

يمكن قراءة هذه الرواية وفق قراءتين، إحداهما مباشرة، والأخرى تعتمد على القراءة الرمزية، ما تقدم مثل القراءة الأولى، وهي التي اعتمدها معظم من كتبوا عنها، رائين فيها نشيدا للصداقة، أما القراءة الأخرى الرمزية فإنها تقول لنا إن سهيلة المريضة(هل تذكرون ليلى المريضة في العراق؟) إلى حد أنها دخلت في غيبوبة ابتدأت في الاستيقاظ منها في نهاية الرواية، ما هي إلا العراق المنفية عن ذاتها التائهة في صحراء البعد، وان ابنها نادر ما هو إلا ذاك الباحث عنها بينه وبين ذاته، ليكتشفها مجددا عبر عيني محبوباتها، يـُعد ل كفة احتمال مثل هذه القراءة، وهي لا تلغي سابقتها ضرورة بل قد تؤكدها، أن الحديث يدور عن زوجة جندي اختفت أثاره، وأنها تبدأ بجملة " في المطارات نولد والى المطارات نعود"، وتنتهي بكلمات منها" وتنتهي:"فاو. كان نائما كالرافدين بين ضلوعي" أما آخر كلمات في الرواية فإنها تنشر المزيد من اليقين المطمئن على مثل هكذا قراءة، تقول هذه الكلمات:" أخشى الموت. أخشى أن تستمر الحياة بدوني، أخشى أن ينساني أصحابي وان تتضاعف دموع أمي كلما فتحت جفنيها".

ان المحبوبات، حسب هذه القراءة، يشكلن العوامل الخارجية الداعمة للاستمرار، وكأنما الرواية تريد أن تؤكد لنا انه لا وجود إلا بالمحبة ولا خلاص إلا بها وبما تتضمنه من غنى، وان الغربتين، الشخصية والعامة، غربة الذات والوطن، لا يمكن أن يتم الانتصار عليها إلا بالتعاضد والتضامن والمزيد من المحبة.

رواية " المحبوبات" تمكن قارئها من قراءتها على عدد من المستويات، ما يفتح الإمكانية واسعة أمام قارئها لقراءتها وفق أكثر من اتجاه، بما فيه الذاتي المتعلق بمؤلفتها وسيرتها الذاتية، وهو ما يشير إلى ثرائها كعمل فني له عالمه وثراؤه.

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer