يتحاور المهاتما غاندي في كتابه "حضارتهم وخلاصنا" مع عدد من العمال، شارحا لهم مذهبه في المقاومة السلمية (اللاعنف)، إضافة إلى خططه في الاستقلال والتحرر من المحتل البريطاني.
يدين غاندي في كتابه هذا الحضارة الغربية لأنها، كما يراها، حضارة تكرس للغطرسة والقوة والعنف..
هذا الكتاب كان صدر قبل فترة وجيزة في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن سلسلة تصدرها مجلة "سطور" عنوانها "ذاكرة الثقافة" وقام بترجمة عن الانجليزية نجدة هاجر وسعيد الغر. يقع الكتاب في نحو المائتي صفحة من القطع الصغير، ويجري على شكل محاورة بين غاندي والعمال، حيث كما يناقش أساليب العنف التي كانت متبعة آنذاك في جنوب إفريقيا والهند، ويشرح فلسفته ومعتقداته في أنه لا توجد إلا قوة واحدة، وحرية واحدة، وعدالة واحدة، هي السيطرة على النفس، حيث من يسيطر على نفسه فقد غلب العالم، ولا يوجد إلا خير واحد، يكمن في محبة الآخرين لأنفسنا.
في مقدمته لكتابه نصح غاندي الجميع حتى الأطفال الصغار بقراءته، لأنه، وفق رأيه، يعلم كيف نستبدل الحب بالبغض، وبالعنف التضحية، وبالقوة الجسدية القوة الروحية.
يدين غاندي في كتابه هذا الحضارة الغربية لأنها، كما يراها، حضارة تكرس للغطرسة والقوة والعنف يقول: "يستحق الغربي أن يكون سيد الأرض لأنه حائز كل المواهب والمؤهلات، وقادر على القيام بالأعمال الضخمة التي نسبها غيره من الشعوب إلى الآلهة، لكن هناك امرا واحداً لا يستطيع الغربي أن يفعله، هو أن يجلس مدة خمس دقائق فقط مع نفسه، ينظر إليها بعينه الداخلية".
يذكر أن غاندي كتب مؤلفه هذا أثناء إقامته في جنوب إفريقيا في عام 1908 بعد عودته من رحلته الدراسية في انجلترا، لاستكمال دراسته العليا للقانون، وكان هذا الكتاب وزع في الهند ولفت الأنظار حتى أن حكومة بومباي صادرته ومنعت توزيعه.
