بادرت إدارة تحرير مجلة "مواقف" الأدبية الثقافية العامة، إلى تخصيص صفحات واسعة من بعض أعدادها، لنشر كتاب أو كتابين كاملين، دعما للكتاب المحليين وتعميما لإبداعاتهم، بهدف توصيلها إلى اكبر عدد ممكن من القراء في البلاد وخارجها.
الدكتور فهد ابو خضرة..
تأسست هذه المجلة قبل أعوام بمبادرة من مؤسسة المواكب، التي بادر لتأسيسها الشاعر الراحل فوزي عبدالله، ويرئس تحريرها حاليا الدكتور فهد أبو خضرة فيما يتولى موقع صاحب الامتياز فيها الباحث الشاعر حنا أبو حنا، ويساهم في تحريرها كوكبة من الكتاب والشعراء المعروفين.
مجلة مواقف تصدر رسميا مرة كل شهرين، إلا أنها لا تتبع هذا الصدور بصورته الرسمية لقلة مواردها المالية.
رئيس تحريرها الدكتور أبو خضرة، قال إن الميزانية التي خصصتها للمجلة دائرة الثقافة العربية ، في وزارة المعارف، بالكاد مكنت الإدارة من إصدار عدد قل عن عدد أصابع اليد الواحدة، خلال السنة الجارية، موضحا أن هذه الميزانية ما أن وصلت إلى إدارة التحرير حتى يتم صرفها على طباعة أعداد جديدة من المجلة.
حمل العدد الحالي رقم 60/61، وضم كتابين كاملين، هما مسرحية" الطريق إلى القمة" كتبها الدكتور فهد أبو خضرة، ومجموعة شعرية عنوانها " موسيقى مرئية" للشاعر نمر سعدي، إضافة إلى مواد متنوعة كتبها عدد من الكتاب والشعراء العرب من بلادنا، ولم يخل هذا العدد الجديد من مقالة لكاتب عربي من دولة البحرين، هو جعفر حسن، المقالة حملت عنوان" في المعنى الأدبي".
أبو خضرة قال، في الحديث معه إن المجلة تريد أن تقدم دعمها للكتاب العرب في البلاد، إلا أن اليد قصيرة والعين بصيرة، مضيفا إن الكثيرين من هؤلاء الكتاب محتاجون إلى مثل هذا الدعم، لأنهم يضطرون في غالب الأحيان للقيام بدور الناشر والموزع، إضافة إلى دور المنتج، ولأنهم بعد كل الجهود السابقة التي يبذلونها لا يستطيعون الوصول إلا إلى عدد قليل من القراء، الذين ما زال عددهم يتناقص.
واستطرد أبو خضرة الحالي، قائلا: انه إذا كان بالإمكان حل مشكلة النشر، بهذه الطريقة أو تلك، فان مشكلة القراءة تبدو مستعصية على الحل حتى الآن، وهي تثير في كل المفكرين والمربين وكل المهتمين بالموضوع قلقا كبيرا، لان أي مجتمع في العالم لا يمكن أن يتطور في مجالات الفكر والإبداع ما لم يصبح قارئا.
الدكتور فهد ابو خضرة في اليسار..
واستثمر أبو خضرة فرصة الحديث عن العدد الجديد، للإهابة بكل المخلصين من أبناء هذا المجتمع، لان يناقشوا هذه المشكلة، مشكلة القراءة، ولان يبحثوا بعمق، على كل الأصعدة، وان يقدموا ما في جعبتهم من اقتراحات " لعلنا ننجح في يوم ما في تخطي هذه الأزمة الخانقة".
وعبر أبو خضرة عن استعداد مجلته لدعم كل مبادرة جادة وكل اقتراح مدروس، سواء بالنشر على صفحاتها أو بإقامة المؤتمرات الخاصة لهذا الغرض.
إجابة عن سؤال قال أبو خضرة، لا شك في انه يوجد هناك مؤسسات وجمعيات عديدة مستعدة للقيام بدور فعال في مجال تشجيع الكتاب والقراءة، داعيا للبدء بالخطوة الأولى في اقرب وقت ممكن.
وفي لفتة منه للعودة إلى الكتاب وشانه، قال أبو خضرة إن مجلة " مواقف" حرصت منذ إنشائها على إصدار الكتب، منفردة، ضمن ما أطلقت عليه " منشورات مواقف"، موضحا أنها بادرت إلى نشر العديد من الكتب لكتاب عرب من البلاد، إلا أنها ما لبثت أن تحولت إلى طريقة جديدة مبتكرة، فالحاجة أم الاختراع، كما يقال، هذه الطريقة تمثلت في إصدار الكتب ضمن احد أعداد المجلة، ثم استلال مائتي نسخة يأخذ منها صاحب الكتاب مائة وخمسين نسخة لإهدائها لمن يشاء ويريد، أما المتبقي من النسخ، فان إدارة المجلة تأخذه لتوزيعه بطريقتها الخاصة.
وأضاف أبو خضرة، إن إدارة المجلة، لا تميز بين كاتب وآخر، موضحا إنها تدرس ما يقدم إليها من كتب، فإذا كان ملائما وذا مستوى مقبول، بادرنا لإصداره، وإذا لم يكن كذلك اعتذرنا بأدب ومحبة متمنين لصاحبه النجاح ومواصلة السير في طريق الإبداع الأدبي.
واستدرك أبو خضرة قائلا: صحيح أن الظروف المادية التي تمر بها مؤسسة المواكب، ومجلتها "مواقف"، هي ظروف صعبة، غير أننا سنحاول دائما أن نوجد الطرق الملائمة لدعم كتابنا بنشرنا لمؤلفاتهم، ولن نألو جهدا في تجنيد المطلوب من ميزانيات اللازمة، فالغاية عظيمة وتستوجب السعي والجهد.
