سيدة الغناء العربي أم كلثوم هي هرم من أهرامات الشرق، صوت قوي جميل لم يأتِ مثله حتى الآن، أطلقت عليها ألقاب عديدة منها كوكب الشرق، اسم ثومة التي كانت تعتز به، أما لقب الست فكان لقب جمهورها، رحلت في مثل هذا اليوم 3 فبراير 1975.
ولدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي الشهيرة بـ أم كلثوم عام 1898 في بيت متواضع بقرية طماي الزهايرة، محافظة الدقهلية، ووالدها هو الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي مؤذن مسجد القرية وسماها أم كلثوم تيمنًا باسم بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأمها هي فاطمة الطوبجي، اشتهرت بعذوبة الصوت.
أول مكافأة طبق مهلبية: وتقول أم كلثوم: كان والدي يمارس الغناء وكنت أنا وشقيقي نتردد على كتاب القرية ولما كبر أخي عكف والدي على تعليمه الغناء ليساعده، وكلفه ذات يوم أن يحفظ موشحًا فلم يستطع حفظه، وكنت أنا خلال ذلك الوقت قد حفظته وأصررت أن يسمعني أبي وكانت البداية باصطحابي معه لأشارك بصوتي لأول مرة في بيت شيخ البلد وكنت في الثامنة، وبعد الغناء كانت المكافأة طبق مهلبية.
نهاية العقال والكوفية والطربوش: وأضافت أم كلثوم: بدأت أغني بالعقال والكوفية والزي البدوي حتى خلعتهم عام 1926 حين غنيت بمصاحبة أوركسترا لأول مرة ضم الأساتذة سامي الشوا على الكمان ومحمد العقاد على القانون ومحمد القصبجي على العود ومحمود رحمي على الإيقاع.. وبدأت بعدها بتسجيل أغانيها على أسطوانات. وكما خلعت هي العقال خلع اعضاء التخت المصاحب لها هم ايضا العمم وبدأوا ارتداء الطرابيش.
طقوس أم كلثوم في الغناء: من أشهر طقوس أم كلثوم أنها كانت تجلس نصف ساعة في غرفتها قبل الغناء تقرأ وحدها القرآن، وكانت تجلس على الكرسي أثناء عزف المقدمة وتقول: لأني ما ليش دور في مطلع الأغنية وحتى يصب الجمهور السوكسيه على العازفين الأبطال الحقيقيين، وكانت تصطحب معها مخدة نومها في أي مكان تسافر إليه، أيضًا كانت لا بد أن تمسك منديلًا في يدها وهي ترجع ذلك إلى أنها تكون خائفة أثناء طلوعها على المسرح وتعرق يديها، وأنها بالضغط على المنديل تتغلب على خوفها.
رفضت العلاج خوفا على صوتها: كانت أم كلثوم مصابة بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو مرض جريفز، وهذا كان السبب وراء ارتدائها النظارة السوداء، لأن من أعراض هذا المرض "جحوظ العينين" وتهدل الجفون والانزعاج من الأضواء، وهذا المرض هو مرض مناعي، ووقتها لم يكن هناك علاج إلا من خلال الجراحة، لكن رفضت أم كلثوم العلاج بالجراحة خوفًا من تأثيره في الأحبال الصوتية.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
