"صاحب السعادة والألم"، هكذا لقبه الجمهور، فرغم أنه تسبب في إضحاك ملايين، إلا أنه عانى من طفولة مليئة بالقسوة، وتخلو من أي عاطفة تنم عن حنية أو اهتمام، مثل أقرانه في سنه، بل أن والدته توفيت، وتركه أبيه لجدته التي أذاقته من العذاب ألوان، فكانت تنتقم من أبيه من خلال الطفل المسكين، فأخذ منها 6 جنيهات، وهرب من السويس إلى القاهرة.
هكذا عاش الفنان إسماعيل ياسين، طفولته، والذي تحل ذكرى وفاته الـ50 اليوم، ورغم مرور كل تلك السنوات، إلا أنه مازال يحتفظ بمكانة خاصة في قلوب جمهوره، فضلًا عن الاهتمام الدائم بذكرياته وقصة حياته.
إسماعيل ياسين يبكي في لقاء نادر: "اتهموني بالسرقة"
"كنت بلف طول النهار في شوارع القاهرة، لم أكن أعرف أي أحد، ذهبت إلى أقاربي وكان أبي يستضيفهم، بس أول ما شافوني قالو إيه اللي جابك"، كلمات عبر بها "ياسين"، عن مأساته التي بدأت منذ أن خطت قدماه قاهرة المعز، ويحاول عبثًا أن يشرح لأقاربه أنه أتى من السويس كي يتدرب في معهد الموسيقى ويغني، ولكن دون جدوى، إذ قالت له قريبته "لا ياخويا، معدناش في العائلة حد يكون مطرب"، وكعادة أهل "سمعة" في التخلي عنه، تركوه يغادر بيتهم، ويتلطم في شوارع القاهرة، حتى وجد في جامع السيدة زينب ملجأ له كي ينام، وفقًا لروايته في أحد اللقاءات النادرة.
ويبدو أن الحظ السيء ظل يلاحق الكوميديان الشهير، إذ ظن أن المسجد سيكون الملاذ له من التلطم في الشوارع، لكنه يحكي "ذهبت لمسجد السيدة زينب، ونمت، ولكن كنت أجد إمام الجامع يرفصني بقدمه لأنهض، ويظهر أنه على حظي أن المسجد أصبح يفتح وقت الفجر فقط رغم أنه كان طوال الليل مفتوحًا قبل ذلك".
ويستكمل "سمعة" حديثه، أنه دخل مسجد "مراسيلا" في السيدة زينب أيضًا ونام داخله، فوجد من يوقظه ويتهمه أنه سرق طقم تقديم الشاي، حتى وجد من صدقه وأخرجه من التهمة وأعطى له أموالًا ليعود من حيث أتى، وبالفعل عاد للسويس ليجد والده ابتاع محل الذهب الخاص به وجلب واحدًا أصغر منه، وضاق به الحال حتى عمل بيده، وهنا تغيرت نبرة إسماعيل ياسين وبدأ في البكاء بسبب حاله الذي تذكره.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
