توفي المطرب الجزائري رشيد طه الأربعاء، بشكل مفاجئ خلال نومه في منزله في العاصمة الفرنسية باريس فجر الأربعاء، عن عمر يناهز 59 عاماً، بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة. وقد عثرت الشرطة الفرنسية على جثته داخل شقته.
وولد طه بمدينة سيق القريبة من مدينة وهران الجزائرية، عام 1958، قبل أن ينتقل إلى مدينة ألزاس الفرنسية وعمره آنذاك لا يتجاوز 10 سنوات، وهو من الجيل الأول من المهاجرين الجزائريين الذين استقروا في فرنسا مع عائلته في ستينات القرن الماضي.
وبعد فترة قصيرة من العمل في المطاعم والمصانع، شكل مع مجموعة من اصدقائه فرقة موسيقية سموها «بطاقة إقامة"، كما اشتهر رشيد طه بمزج أغاني الروك مع الأغنية الجزائرية الأصيلة والموسيقي العربية ويعد من أبرز مغني "الروك" خلال الثمانينيات. وساهم بفنه بالدعوة الى المساواة وضد العنصرية التي كانت تواجه المغتربين. وعرف أيضا بإعادة ادائه لمجموعة من الأغاني مثل "روك القصبة" سنة 2004 لينال قبل 3 سنوات جائزة شرفية من صنف موسيقى العالم وذلك تزامنا مع مناسبة الاحتفال بانتصارات الموسيقى بباريس سنة 2015.
رشيد طه، الشاب خالد وفوضيل في اغنية "يا رايح" لايف على المسرح
تعلم رشيد طه وهو في فرنسا اللغة العربية الفصحى وكتابتها من خلال استماعه لروائع كوكب الشرق أم كلثوم. واشتهر طه في العالم العربي مع البوم الديوان عام 1998 من خلال إعادة تقديم أغنية "يا رايح وين مسافر"، التي لاقت انتشاراً كبيراً، وحصد من خلالها شهرة عالمية واسعة خاصة بعد أدائها ببث مباشر بديو ممي ز جمعه بالشاب خالد والشاب فضيل في العام 1998. وأعاد رشيد طه في البوم الديوان روائع القصائد الشعبية لعمالقة الأغنية الشعبية بالجزائر مثل دحمان الحراشي عملاق الفن الشعبي الجزايري وهو صاحب اغنية يا الرايح)، الحاج العنقة إلى جانب فرقة ناس الغيوان ومغنية الراب الجزائرية الشيخة ريميتي ، فضلا عن إعادة لأغاني فريد الأطرش.
وكانت أسرته قد نعته بالبيان التالي: "ببالغ الأسى والحزن نعلن نحن إلياس طه وعائلته وأقاربه وكل أصدقائه عن وفاة الفنان رشيد طه إثر سكتة قلبية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء داخل منزله الكائن بلي ليلاس" (سان سانت دوني )"..
يا رايح - رشيد طه
وقد انهى الفنان الراحل ألبوما جديدا سيصدر سنة 2019. وهز النبأ الشخصيات الثقافية بباريس حيث عبر رئيس معهد العالم العربي بباريس "جاك لانغ" عن شديد حزنه لرحيل المغني الفرانكو جزائري رشيد طه قائلا بأنه كان صديقا أولا تجمع بينهما مودة عميقة، محييا موهبته الفنية و كرمه واصفا إياه بالفنان المبدع.
كما أثنى جاك لانغ على استثنائية الفنان الفريدة من خلال تأسيسه لمجموعته " كارت سيجور"، "بطاقة الإقامة " التي مزجت الثقافة الجزائرية بكل بهجة و طابع "التيكنو" والروك الإنجليزي في مجسم مثالي وأخوية بين الأفعال بطريقة جد مميزة فتحت الطريق أمامه للشهرة العالمية.
وأردف المتحدث أن الراحل رشيد طه كان مناضلا و مكافحا ، مذكرا بنضاله من خلال استعمال سلاحه الفني الغنائي، حيث حقق نجاحا باهرا سنة 1986، بإعادة تسجيل رشيد طه لسجل "شارل ترينيت" في أغنية "دوس فرانس" للتصدي لقوانين شارل باسكوا" أنذاك المعادية للهجرة و المهاجرين ، وتحولت الأغنية إلى رمز ضد هذه القوانين في تلك الفترة..
وقال لانغ بأنه إختار شخصيا أغنية صديقه رشيد طه "دوس فرانس" خلال تجمعات الحملة الانتخابية لرئاسيات سنة 1988 للرئيس الفرنسي الأسبق الراحل "فرانسوا ميتيران " بعدما أصبحت تلك الأغنية الرمزية رمزا للتصالح والتلاحم بالنسبة لكل الفرنسيين.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
