توف ر الوجبة العائلية فرصة للقاء بين أفراد الأسرة، وفيها تُقد م، إلى جانب المأكولات المغذ ية، عِبَرًا تنطوي على قِيَم ومضامين ايجابية، يمكن للوالدين تقديمها لأولادهم. الوجبة العائلية هي مركز يتم فيه نقل القيم الحضارية، بشكل كلامي، مما يُساهم في تطوير اللغة والقدرة على الحديث، وبالمقابل إكساب عادات تغذية سليمة وصح ية.
على الاهل ان يكرسوا الوقت
لابنائهم لتناول الوجبات العائلية
إذا كر س الأهل لأبنائهم الوقت وحرصوا على الوجبات العائلية، فان هذه العادة ستتواصل في المستقبل حتى عندما يصبح الأولاد مراهقين(حيث لا يُكَر سون دقيقة للتكل م مع الأهل). البدء بهذه العادة في جيل المراهقة سيكون صعبا جدا، بل ومستحيلا.إن إكساب عادات أكل صحيحة في سن صغيرة يؤثر على الأكل في الكِبَر، وينطوي على أهمية بالغة، خاصة على ضوء الحقيقة بأنه كل ما كبر الأولاد فإنهم يكثرون من تناول الطعام خارج البيت. يوجد للسلوكيات المتعل قة بالأكل والغذاء، التي يتم اكتسابها داخل الأسرة، تأثير كبير أيضا على وزن الطفل في المستقبل، حيث أن عادات الأكل الجيدة التي تم اكتسابها في فترة الطفولة، سترافق الأولاد حتى في الكِبَر وفي وقت لاحق من حياتهم.
تشك ل الوجبة العائلية فرصة لمحاكاة عادات الأكل السليمة. عموما يقوم الأطفال بتقليد ما يشاهدونه، وخاصة الوالدين، وهذا صحيح بالنسبة للميول الغذائية. ولكن قد يكون ذلك عكسيا أيضا، فالطفل الذي يرى أن والديه يمتنعون عن تناول الفواكه والخضار، لن يشعر بأي مُحف ز لتذو قها، حتى لو حاولوا إقناعه بأنها صحي ة جدا.
اكسبوا اطفالكم عادات صحية للاكل
ويتبي ن من الأبحاث أن هناك مزايا إضافية للوجبة العائلية، ففضلاً عن إكساب عادات الأكل الصحية والسليمة، فهي تساهم في زيادة الثروة اللغوية لدى الطفل. ويشير عدد من الأبحاث إلى دور وإسهام المحادثات العائلية في امتلاك اللغة. انه أفضل وقت للرضيع لكي يكتسب كلمات جديدة. كذلك يتبين من الأبحاث وجود علاقة بين الوجبات العائلية ورفع الحوافز ومستوى التحصيل الدراسي، تحسين القدرات على القراءة، تقليص العنف واستهلاك المخدرات، خفض الاكتئاب واضطرابات الأكل ويؤثر إيجابيًا على الاندماج في المجتمع بصورة أفضل.
يُفض ل تشجيع الأولاد على المشاركة في الوجبات العائلية على الأقل 5 مرات في الأسبوع. ويمكن للعائلة أن تكون إبداعية بخصوص أوقات الوجبات، مثلا: وجبة الفطور المشتركة قد يكون تنظيمها أكثر سهولة من وجبة العشاء، ولكنها ليست أقل فائدة. من المهم إشراك الأولاد في تحضير الأكل – حيث يشك ل ذلك فرصة ذهبية لخوض التجارب التي تسهم في التطو ر الحِس ِي، الاجتماعي والذهني. العمر المفض ل للبدء بذلك – من اللحظة التي يكون فيها الطفل قادرًا على الجلوس ويبدأ بالانكشاف على الأغذية المكم لة.
