البرازيل.. هي عاصمة موسيقى السمبا التي تفوح من الكرنفالات المقامة بين شوارع مدنها، وهي التي أنجبت أشهر صانعي كرة القدم العالمية بداية من الجوهرة السوداء بليه إلى رونالدوا ورونالدينيو. وهي التي تحتضن أيضاً أهم ثروة طبيعة في العالم غنية بالمواد الأولية، وهذا ما أهلها لتصبح واحدة من أهم المناطق السياحية التي جذبت الكثيرين بتنوع طبقاتهم إلى أحضانها.
رونالدو ... ساحر البرازيل
قضاء أوقات ممتعة بين غابات الأمازون الاستوائية الكثيفة الحائزة على جائزة التراث الطبيعي العالمي من اليونسكو خلال عامي 2000 و2003، حلم يراود الكثيرين. فلطالما جذب هذا المتنفس الطبيعي السياح بتنوع طبقاتهم وثقافاتهم وميولاتهم وبلدانهم، حيث يبحثون عن هدوء الطبيعة وسكونها، ويفضلون عادة الإقامة في أكواخ مبنية من الأعشاب الاستوائية، التي تعطي منظرًا ونكهة خاصة للمطر الذي يهطل على معظم شهور السنة، وتعتبر فرصة ذهبية للاسترخاء بعيداً عن ازدحام المدن وضغط العمل.
فيستمتعون بمناظر الشلالات المائية العذبة، وأشجار غابة الأمازون الوارقة الظلال، التي يعيش فيها أكبر عدد من الحيوانات والطيور النادرة في العالم، ويقدر العلماء عددها بما يقرب عن ستة ملايين نوع. كما يعيش في أنهار البرازيل حوالي 3000 نوع من الأسماك مثل سمكة البراروكو التي تعد أكبر سمكة نهرية في العالم بطول يبلغ المترين ووزن يقدر بـ125 كجم، ورغم كبر حجمها إلا أنها سمكة مسالمة ولا تهاجم البشر في معظم الأحيان.
ويتمتعون أيضاً باكتشاف أسرار القبائل التي تعيش في تلك المنطقة، وبمذاق المياه العذبة النابعة من داخل الأشجار، وبالفواكه النادرة، ناهيك عن حركات القردة وهي تقفز على الأغصان، ومناظر أزهار السوسن التي تكون بحجم المائدة.
وتعتبر منطقة مانواس من أهم مناطق السياحة البيئية في البرازيل، وتضم نحو 12 مدينة تقع جميعها في منطقة الأمازون، ومنها مدينة مانواس ومدينة فيجور يدو، ويتخللها نهر النيجرو، الذي يلتقي مع نهر سوليموس ليكونا نهر الأمازون. بالإضافة إلى منتزهان بيئيان هامان يجذبان اهتمام وإعجاب السائحين، وهما متنزه لنيجرو ومتنزه يكولوجيكال بارك، يبرزان سحر وتنوع الطبيعة العذراء. أما منتزه يونيجرو فيعكس ثقافات وتقاليد المجتمعات المحلية التي تعيش في المنطقة.
وتحتضن البرازيل أيضاً منطقة هامة من مناطق السياحة البيئية وهي منطقة نافيلهانسا، وهي ثاني أكبر منتجع سياحي مائي، تتكون من 400 جزيرة ومئات البحيرات المائية الفائقة الجمال، ويستطيع السائحون التجول بالقوارب بين تلك الجزر الخلابة.
تتمتع المدن البرازيلية بزوارها بالكرنفالات الراقصة
ومن جهة أخرى تتمتع المدن البرازيلية بزوارها بالكرنفالات الراقصة التي تجوب الشوارع، وتنبعث منها موسيقى السامبا التي تشتهر بها البلاد، حتى أطلق عليها لقب بلاد السامبا، ويقدم الراقصون بأزيائهم المزركشة وأقنعتهم الملونة لوحات فنية لرقصات مستوحاة من الفلكلور الشعبي.
والشيء الذي يميز الشعب البرازيلي هو ولعه الشديد بكرة القدم، وقد أنجب نجوماً ذاع صيتهم في أرجاء المعمورة، وأهمهم الجوهرة السوداء بيليه وحالياً رونالدو ورنالدينيو، ويعتبر المنتخب البرازيلي لكرة القدم من أشهر المنتخبات الرياضية في العالم حاز على بطولة كأس العالم لمرات عديدة، ويطلق عليهم اسم نجوم السامبا.
انتعاش اقتصادي
لم تستهوي البرازيل عشاق الطبيعة فقط، وإنما يفضلها رجال الأعمال والمستثمرين لممارسة أعمالهم التجارية المتنوعة بسبب غناها بالموارد الخام الطبيعية مثل الحديد واليورانيوم والألماس والزمرد، فضلاً عن البن البرازيلي الشهير.
وأصبحت حالياً من أهم الأسواق الاستثمارية في أمريكا اللاتينية، وهذا ما يعكسه الانتعاش الاقتصادي، بعد أن نجحت حكومتها الجديدة في القضاء على موجات التضخم والإفلاس التي سادتها خلال العقود الماضية، ثم عملت على تطوير قوانينها الاستثمارية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، ويأتي الأمريكيين في المركز الأول من نسبة الاستثمارات، التي تقدر بمليارات الدولارات، لا سيما في ظل تقلبات الأسواق العالمية خاصة السوق الأمريكية.
ويرى الخبراء أن القطاع العقاري يعيش عصراً مزدهراً بعد أن حظي باستثمارات هاربة من أزمة الرهن العقاري التي أصيبت أمريكا، كما أنهم منجذبين إلى المناخ الاستثماري للبلد، والاستقرار السياسي، وتوفر الأيدي العاملة، ومواد البناء كالحديد والأخشاب والأراضي الشاسعة.
كما أن هناك إقبال كبير من طرف الأجانب على شراء العقارات في البرازيل خاصة الواقعة على الساحل، رغم أنها لم تسلم من موجة الغلاء العالمية في أسعار العقارات، لكن تظل أسعارها مقبولة مقارنة بمناطق أخرى من العالم. ونجد على صفحات الانترنت عروض شركات التطوير العقاري لعقارات متنوعة في مختلف أنحاء البرازيل.
تنوع طبيعي وثقافي
تحتضن أهم ثروة طبيعة في العالم
أصبحت مدينة برازيليا عاصمة للبرازيل في العام 1960، وهي في الأصل تأخذ شكل مستطيل يقع ضمن ولاية غوياس وسط البلاد، وبنيت في عهد الرئيس السابق جوسيلينو كوبيتشيك، وتتمتع بجمال تصميمات المباني والمساحات الخضراء، وتنبعث من شوارعها رائحة القهوة البرازيلية الآتية من المقاهي.
أما مدينة ساو باولو فتسمى بعروس البحر، وتقع على ارتفاع 760 مترا من سطح البحر وهي من أشهر مدن البن في العالم وبها 20 ألف مصنع للبن فقط من جميع الأنواع والأحجام، وهي السوق الأولى لتصدير البن في العالم. وبقيت العاصمة القديمة للبرازيل ريو دي جانير محافظة على مكانتها الثقافية، فهي تحتوي على العديد من المتاحف والآثار، وبها أجمل الشواطئ والجبال والغابات، مما جعلها من أجمل مدن العالم.
وأما مدينة السلفادور عاصمة ولاية باهيا، تعتبر أول مرفأ رئيسي وعاصمة البرازيل المستعمرة لما يقرب من قرنين من الزمان، وتقع بين تلال استوائية خضراء وشواطئ عريضة بموازاة خليج تودوس أوس سانتوس، وتبرز فيها الشواطئ والبيوت التراثية والساحات الخضراء، كما يبرز فيها النفوذ الإفريقي في صنع الثقافة البرازيلية بداية من الأطباق كثيرة التوال، والطقوس والعادات الخاصة بالأعياد والمناسبات العامة.
وهناك أيضاً المدينة الحديثة والمتطورة بيلو هوريزونت الزاخرة بالجامعات والمتاحف والمكتبات العامة والملاعب، كما تجذب مدينة كوريتيبا الزائرين للاستمتاع بمناخها وموقعها الفاتن ونمط حياتها المريح، أما رسيفيه فهي بنيت كمرفأ بموازاة الشواطئ الرملية البيضاء المدارية والمحفوفة بأشجار النخيل، ويطلق عليها السائحون فينسيا البرازيل نسبة إلى فينسيا الإيطالية لكثرة الممرات المائية والجداول النهرية والرحلات البحرية المنتشرة فيها، ولأنها محاطة بالصخور المرجانية ويكثر فيها الصيادون، لذا فهي منطقة جذب للسائحين الذين يعشقون الحياة البحرية والمائية.
