كشف النقاب في مؤتمر عقد في مدينة سانتافي الاميركية بمشاركة 70 عاملا ومهندسا عن امل جديد لايجاد طريقة ثورية للصعود الى الفضاء تتجاوز حدود الخيال البشري. وفي مداولات المؤتمر التي تستمر يومين، يهدف العلماء الى تحويل حلم قديم داعب مخيلة الباحثين طيلة قرن من الزمان الى واقع، وذلك بايجاد مصعد فضائي قادر على ايصال الاقمار الصناعية والمركبات الفضائية وحتى الناس الى ارتفاع الوف الكيلومترات في الفضاء على سكة عملاقة.
ويقول المهندسون ان التطورات الاخيرة في علم المواد ـ خاصة في مجال تطوير الانابيب الكربونية النانومترية تعني ان هذا المفهوم الذي حظي باهتمام عالمي واسع النطاق منذ توصيفه في رواية «ينابيع الفردوس» عام 1979 للكاتب آرثر كلارك لم يعد مجرد ضرب من ضروب الخيال العلمي.
وتحدث كلارك، الذي تنبأ ذات مرة بأن المصعد الفضائي لن يبنى على ارض الواقع الا بعد 50 عاما من التوقف عن الضحك وأخذ الموضوع على محمل الجد، تحدث الى العلماء في المؤتمر عن طريق الاقمار الصناعية من منزله في سريلانكا.
ويبدو ان وكالة الفضاء الاميركية توقفت عن الضحك بدورها وبدأت تأخذ الموضوع على محمل الجد فعلا، حيث رصدت ملايين الدولارات للبحث في المشروع في اطار برنامج المفاهيم العلمية المتقدمة.
ومن المفترض نظريا ان يتمحور المصعد الفضائي حول سلك معدني غليظ يمتد الى ارتفاع يصل الى 100 الف كيلومتر عن سطح الارض. وسيشد طرفه السفلي الى قاعدة ارضية ربما تكون في وسط المحيط الهادي، في حين سيثبت الطرف الاخر بجسم فضائي في المدار يكون بمثابة ثقل موازن يبقي الحبل مشدودا ويتيح صعود ونزول المركبات عليه.
وفي منتصف الطريق على ارتفاع 36 الف كيلومتر من الارض سيوضع قمر صناعي يحمل السلك الملفوف، حيث يلقى طرفه الاول الاثقل نحو الارض، وينشر الطرف الثاني الى الفضاء، ويمكن عندها استخدام رافعات ميكانيكية تتسلق الى اعلى السلك من الارض لنقل الاقمار الصناعية والمسابير الفضائية وربما حتى السياح في نهاية المطاف.
واكبر عقبة فنية تواجه المشروع هي ايجاد مادة قوية وخفيفة في الوقت ذاته الى درجة تسمح بصناعة مثل هذا السلك العملاق، وهنا يأتي دور الانابيب الكربونية النانومترية، وهي انابيب مجهرية دقيقة مصنوعة من الكربون قوية مثل الماس لكنها مرنة لدرجة تتيح تحويلها الى مادة ليفية.
وقال براد ادواردز، مهندس الفضاء الذي يعكف على تطوير مفهوم المصعد الفضائي منذ سنين عديدة ان المشروع لا يزال يواجه الكثير من التشكيك والعقبات لكنه عبر عن ابتهاجه بأن العلماء اخيرا وضعوا ارجلهم على اول الطريق البري نحو الفضاء.
