بعد أن أمضى الأمريكي راشد هول، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً، ما يقرب من عقدين في السجن، يسعى الآن إلى إعادة بناء حياته، باذلاً جهده لتسويق آلة التمرين الرياضية التي اخترعها أثناء قضاء عقوبته وبيعها إلى أكبر عدد ممكن من المشترين. هول اغتنم الفرصة التي أُتيحت له بالانضمام إلى برنامج Pivot الدراسي بجامعة جورج تاون، والذي يشتمل على دورة مدتها 9 أشهر في ريادة الأعمال وبناء المهارات الحياتية للمُدانين السابقين.
بحسب البيانات الواردة في ملف التعريف بهول الذي نشرته قناة محلية الأمريكية الإثنين، فإن نحو 150 شخصاً يتقدمون إلى البرنامج كل عام منذ تأسيسه في عام 2018، إلا أن البرنامج لا يقبل إلا 20 طالباً في السنة، ويُتيح البرنامج للناجحين الحصول على شهادة تخرج، وتدريباً عملياً خارج مقر الدراسة.
جاءت مشاركة هول في البرنامج بعد قضائه عقوبة السجن عن جريمة ارتكبها عام 2004 حين تورط في حادث إطلاق نار أسفر عن مقتل طفلة كانت في الثامنة من عمرها، تُدعى تشيلسي كرومارتي. هول تشاجر مع مهاجمين تعرضوا له وصديقته الحامل ثم لاذوا بالفرار، فأحضر مسدساً وأطلق النار على واحد منهم كان يجلس في شرفة منزله، لكنه لم يُصبه، بل حطَ مت رصاصة أطلقها نافذةَ المنزل، وأصابت شظاياها الطفلة في رأسه، فأردتها قتيلة.
أقرَ هول بالذنب في ارتكابه جريمة القتل من الدرجة الثانية، والاعتداء بسلاح خطير. واعتذر لعائلة كرومارتي أمام القاضي الذي تولى القضية، فصدر الحكم عليه بالسجن في يناير/كانون الثاني 2005. قال هول، في حديثه، إنه قرر تغيير حياته بين جدران السجن. ثم تمكن من استخدام كتل الوزن وأشرطة المقاومة القابلة للتعديل لتصميم آلة تمارين رياضية تزيد من كثافة تدريبات الضغط وفاعليتها، ونجح في الحصول على براءة اختراع للجهاز.
في البداية، كانت آلة الضغط التي اخترعها هول منذ 5 سنوات تتألف من قطع الخشب المربوطة، لكنه تمكن بعد ذلك من تطوير 3 نماذج أولية لتحسين الآلة، وأعانه بعض زملائه السجناء في إعداد الوثائق والتصميمات اللازمة للتقدم إلى هيئة الحصول على براءة الاختراع.
كما قال هول إنه أُخبر بالبرنامج الدراسي قُبيل إطلاق سراحه، فاجتهد للانضمام إليه فور سماعه بمزاياه، وتمكن من الالتحاق به العام الماضي. بينما ذكر أن هول من المقرر أن يعرض يوم الإثنين جهازَه Power Push-Up في مسابقة ريادة أعمال بجامعة جورج تاون، ومنافسة جميع طلاب إدارة الأعمال بالجامعة.
فيما أشار حساب برنامج Pivot الدراسي على موقع إنستغرام إلى أن هول حصل على المركز الثاني في مسابقة أخرى بجامعة جورج تاون في أوائل فبراير/شباط. ويرى هول أن التحاقه بهذا البرنامج الدراسي كان "أول خطوة" على طريق تأسيسه حياة جديدة لنفسه بعد قضاء عقوبته. وهو يعمل أيضاً مدرب لياقة بدنية شخصياً مع نحو 100 عميل، "فالعام الماضي كنت في السجن. والآن أنا… طالب في كلية إدارة الأعمال بجامعة جورج تاون... وأنا فخور بذلك".
تعليقات الزوار | اضف تعليق
