يطور الخبراء في جوجل، تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي، بحيث تقدم تنبؤات أكثر دقة عن احتمالية هطول الأمطار في غضون 90 دقيقة قادمة. ويستخدم خبراء Google DeepMind بيانات الرادار عالية الدقة من الدقائق العشرين الماضية، لتقدير ما إذا كان من المحتمل أن تهطل الأمطار المتوسطة أو الغزيرة لمدة تصل إلى ساعتين.
طريقة العمل
هذا، ويطلق الرادار شعاعًا بشكل متكرر في الغلاف الجوي السفلي لتتبع كمية الرطوبة في الهواء، والتي تُقاس بالسرعة النسبية للإشارة ومقدار تباطؤها بواسطة بخار الماء. بعدها، يتم استخدام هذه البيانات بواسطة أداة "نمذجة الذكاء الاصطناعي"، في محاولة لتحديد توقيت وموقع وكثافة هطول الأمطار.
ويأمل الخبراء، في أن تتمكن جهودهم من تحسين دقة التنبؤات الجوية على المدى القصير. خاصة التنبؤ بالعواصف والأمطار الغزيرة، لأن "نماذج الحواسيب العملاقة الحالية، المستخدمة للتنبؤ بالطقس على نطاق أوسع خلال اليوم أو الأسبوع التاليين، لا تعمل بشكل جيد مع أطر زمنية أقصر مدتها ساعتان" حسب المنشور. ويعتمد هذا الأسلوب على أنظمة التنبؤ العددي بالطقس (NWP)، والتي تستخدم المعادلات الرياضية لتقدير فرص هطول الأمطار وأنواع الطقس الأخرى، بناءً على حركة السوائل في الغلاف الجوي.
نماذج مدهشة
من جهته، صرح العالِم سومان رافوري: "هذه النماذج مدهشة حقًا من ست ساعات إلى حوالي أسبوعين من حيث التنبؤ بالطقس. لكن هناك منطقة يكون أداء النماذج فيها ضعيفًا بشكل خاص". هذا، وأصبحت توقعات مكتب الأرصاد الجوية البريطاني لمدة أربعة أيام دقيقة الآن، مثلما كانت توقعاته ليوم واحد قبل 30 عامًا. في حين أن 92% من توقعات درجة الحرارة في اليوم التالي دقيقة في حدود درجتين مئويتين، و91% من توقعات سرعة الرياح في اليوم التالي صحيحة.
لكن التنبؤات قصيرة المدى للأمطار لا يمكن الاعتماد عليها في كثير من الأحيان كما يود بعض الخبراء. هذا، وتم تقييم أداة فريق DeepMind جنبًا إلى جنب مع نظامين حاليين للتنبؤ بالمطر من قبل أكثر من 50 من خبراء الأرصاد الجوية بمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، الذين صنفوها أولاً من حيث الدقة والفائدة في 89% من الحالات. ومع ذلك، فإن DeepMind لم تقل إلى أي مدى تعد أداتها أكثر دقة من الأدوات الحالية التي يستخدمها مكتب الأرصاد الجوية.
أداة قوية
وفي نفس السياق، قال العالمِ الجنوب إفريقي في DeepMind، شاكر محمد: "إنها الأيام الأولى، لكن هذه التجربة تُظهر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية، تمكن المتنبئين من قضاء وقت أقل في البحث عن أكوام متزايدة من بيانات التنبؤ، والتركيز بدلاً من ذلك على فهم أفضل للآثار المترتبة على توقعاتهم".
وأضاف: "سيكون هذا جزءًا لا يتجزأ من التخفيف من الآثار الضارة لتغير المناخ اليوم، ودعم التكيف مع أنماط الطقس المتغيرة وإنقاذ الأرواح". بينما علق رئيس الشراكات وابتكار المنتجات في مكتب الأرصاد الجوية، نيال روبنسون، بقوله: "تحسين دقة التنبؤ على المدى القصير مسعى مهم للغاية".
ووفق المنشور، للطقس المتطرف عواقب وخيمة بما في ذلك الخسائر في الأرواح. وكما تشير تأثيرات تغير المناخ، فإن هذه الأنواع من الأحداث من المقرر أن تصبح أكثر شيوعًا. وعلى هذا النحو، يمكن أن تساعد تنبؤات الطقس قصيرة الأجل الناس في البقاء آمنين. فيما أعلن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني عن دراسته لكيفية استخدام بحث DeepMind في تنبؤاته.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
