اجتاحت ثورات الشعوب العربية المنددة بالانظمة القمعية في منطقة الشرق الاوسط، دولة تلو الاخرى، وأطاحت حتى الآن بالرئيسين المصري والتونسي. ويتساءل الكثيرون كيف ستتبدل هذه الأنظمة ومن سيحكم الشعوب؟ ومن يضمن استبدالها بأنظمة ديمقراطية مبنية على أسس الحرية، بعدما اعتادوا على انظمة ديكتاتورية طوال عشرات السنين؟ وعلى حد قولها رصدت مجلة "فورين بوليسي" خمس شخصيات عربية تتمتع بنفوذ قوي في بلدانهم، قالت إنهم يتطلعون إلى قيادة الشرق الأوسط الجديد.
الدكتور يوسف القرضاوي
وجاء على رأس القائمة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليكون أحد قادة الشرق الأوسط الجديد، فذلك الداعية الذي طالما دعم جماعة الإخوان المسلمين من الدوحة، وأسس أكثر المواقع الإلكترونية الدينية تأثيراً سريعاً ما عاد من منفاه بعد سقوط نظام مبارك ليخطب المصريين أقباط ومسلمين بميدان التحرير.
وتقول المجلة، إنه على الرغم من تقدم القرضاوي في العمر، إلا أنه لعب دوراً هاماً في تشجيع الاحتجاجات العربية، مدينا أنظمة الحكم المخلوعة في مصر وتونس، كما أصدر فتوى تبيح دم القذافي، رغم صمته تجاه حكام الخليج، وتلفت أن القرضاوي، الذي يتجاوز عمره الـ84 عاما، ممنوع من دخول الولايات المتحدة.
واعتبرت المجلة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزير النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء قد فرض في السعودية نفسه على توقعات الحكم في السعودية، حيث يبلغ من العمر 77 عاما، وعمل كوزير للداخلية منذ 1975 ويشرف على كل جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب. وقالت المجلة إن الأمير نايف يرفض فكرة الانتخابات، كما له آراء ووجهات نظر متشددة تجاه إسرائيل، فيتهم الصهاينة بتدبير تفجيرات 11 سبتمبر 2001.
أما الشخصية الثالثة فكان رجل الدين الشيعي البحريني الشيخ عيسى قاسم الذي يعد لاعبا رئيسيا فيما يوصف بالحرب الباردة الطائفية المتنامية في الشرق الأوسط، وهو يتبع المرشد الأعلى بإيران آية الله علي خامنئي، لذا تخشى الأقلية السنية في البحرين من توسع نفوذه في البلاد.
مصطفى محمد عبد الجليل
أما الشخصية الرابعة فهو مصطفى محمد عبد الجليل، هو أحد أبرز المسئولين المنشقين عن نظام القذافى، ويتمتع جليل الذي يرأس المجلس الوطني الانتقالي بعد أن تنحى عن منصبه في 20 فبراير كوزير العدل، باحترام واسع من قبل الجماعات الحقوقية. يذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" أشادت به في أغسطس 2010 لدوره في تأمين العدالة لمجموعة من السجناء المحتجزين تعسفيا، بينما وصفت إدارة الخدمات الألمانية المحامي السابق بأنه محافظ ومتدين وليس إسلاميا راديكاليا.
واستطاع علي محسن الأحمر، أحد رجال نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أن ينافس بقوة في ذلك السباق نحو قيادة الشرق الأوسط الجديد، فحينما أعلن فجأة دعمه لحركة الاحتجاج في اليمن، أشار المحللون إلى أن الإطاحة بصالح مجرد مسألة وقت.
لكن الأحمر ليس الفارس الأبيض، فذلك القائد العسكري عمل كمزارع صالح الوحشية ضد المحتجين الشيعة، بل استخدم في بعض الأحيان الجهاديين المتطرفين كقوة ضدهم، كما أنه يتهم بالضلوع في أنشطة إجرامية متنوعة.
