القارئ فهد الكندري الذي أكمل العقد الثالث من عمره لتوه، لكن حفظ وتلاوة كتاب الله جعل الناس ينظرون إليه كأنه هامة كبرى، هو أحد أهم قراء القرآن بالكويت، بل يصنفه البعض خليجياً وعربياً، هو أحد من يشارك في إمامة المصلين في صلاتي التراويح والقيام بالعشر الأواخر من الشهر الكريم بمسجد الدولة الكبير.
حرص على أن يسير بقية إخوته
على نفس دربه
وهو إمام معين في مسجد سليمان العمر بمنطقة اليرموك، متزوج ولديه ابن وبنت، ويعيل أسرته عقب وفاة والده قبل 7 سنوات، تمتل قصة حفظه للقرآن الكريم بالعجب، إذ تتجلى فيها قدرة الله في كيفية تحويل مسار أي إنسان، وكان فهد في المرحلة المتوسطة كأقرانه الصغار يمارس كرة القدم وأحياناً " يغني" لجمال صوته.
وفجأة طلب مدرس التربية الإسلامية منه الاستفادة من جمال صوته في ترتيل آيات من كتاب الله، ثم عرض على والده أن يبدأ في الحفظ لأنه يرى استعداده الجيد لذلك، فتردد والده في البداية إلى أن اقتنع بالفكرة وأرسله إلى إمام المسجد فتعهده وحفظه كتاب الله في عام وسبعة أشهر فقط.
وكان وقتها لم يبلغ السادسة عشر، لكنه بمجرد أن أتم الحفظ تغيرت حياته و حياة كل أفراد أسرته، واتجه بقية إخوانه للحفظ، يدين الكندري بالفضل في تغير حياته إلى مدرسه سليمان الشريدة صاحب النظرة الثاقبة، الذي صدق حدسه في تلميذه وأصابت فراسته أنه يمكن لذلك الطالب أن يكون من أمهر الحفظة وأعذب القراء، ثم يدين بالفضل لوالده بالطبع، وأستاذه الشيخ رشاد علام.
عقب وفاة والده صار الكندري كبير إخوته وعائلهم وهو لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره، فحرص على أن يسير بقية إخوته على نفس دربه، ووجههم إلى حفظ كتاب الله، لأنه ذاق حلاوة الحفظ ونال شرفه، فرغب أن يناله إخوته، لأنه يرى أن القرآن هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة .
أخوه الأصغر محمد حافظ لكتاب الله، ويشارك فهد في صلاة التراويح أثناء شهر رمضان، وأخيه عبد الرحمن أتم حفظ نصف كتاب الله ويباشر تمامه، وأخيه الأصغر خليفه يباشر الحفظ في إحدى الحلقات بالمدينة المنورة، وعلاقة الكندري بزملائه القراء بالكويت يقول عنها إنها تخضع للآية الكريمة "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" يؤكد أن أجمل ما يتنافس عليه المسلم هو القرآن الكريم ونطمع جميعاً أن نكون من المهرة وبيننا غيرة محمودة تدفع القارئ إلى الارتقاء بمستواه، ويهدفون جميعاً لنشر كتاب الله بشكل يليق بمنزلته العالي
