سامر عزام، شاب طموح، مثقف وموهوب، استطاع ان يحتل موقعاً هاماً في عالم تصميم الأزياء المحلي،وقد صمم مؤخراً فستاناً رائعاً للسوبر ستار ديانا كرازون، آملاً ان تساعده هذه الخطوة على دخول عالم تصميم الأزياء العربي والعالمي من اوسع ابوابه.

عن انطلاقته الى عالم الازياء، وطموحاته ومشاريعه، اسلوبه المميز، وآرائه في تيار الموضه والصرعات، كان لفرفش معه هذا الحوار، لنتعرف اليه اكثر.

لحظة عائلية.. سامر وعقيلته

وخلال اللقاء، لمسنا مدى ثقافته، لطفه، ثقته بنفسه، وتواضعه الجم في نفس الوقت. فقد وضح لنا انه لا يشعر بالارتياح من اطلاق لقب "مصمم ازياء" عليه، لانه يعتبر نفسه "خبير ازياء"، اما المصمم فهو الذي يحدد تيار الموضه في العالم..

وعندما ذكرناه بأن هنالك بعض الشبان المحليين الذين دخلوا عالم الازياء، منذ فترة وجيزة، ولكن الواحد يطلق على نفسه فوراً لقب "مصمم ازياء"، ابتسم سامر وأجاب بكل هدوء: انا احترم هؤلاء جميعاً، وكل انسان حر في اللقب الذي يطلقه على نفسه، ولكن اللقب ليس هو الذي يصنع الانسان، بل الانسان هو الذي يصنع اللقب بموهبته وخبرته ودراسته وثقافته في العمل..

سألنا سامر عزام عن حقيقة قصة الفستان الذي صممه للفنانة ديانا كرزون فقال:

ديانا في الفستان من تصميم سامر عزام

لقد التقيت معها بالصدفة في الاردن خلال زيارتي مع طاقم لجنة التحكيم لمسابقة miss lailac ، وتعرفت عليها عن طريق اصدقاء مشتركين، وحضرت حفلة عيد ميلادها، واخبرتها اني بدأت اخطط لتصميم فستان لها وهي في المراحل الاخيرة من برنامج " سوبر ستار". ورحبت الفنانة ديانا كرزون بالفكرة، اطلعتها على التصاميم التي اعجبتها جداً، وطلبت مني اجراء بعض التعديلات البسيطة على الفستان الذي اخذته معها الى الولايات المتحدة كي تلبسه في حفلاتها هناك.. وآمل ان تتكرر هذه التجربة مع ديانا ومع غيرها من الفنانات العربيات.

وهل سبق ان صممت لفنانات محليات؟

نعم، ومن الفساتين التي اعتز بها فستان زفاف الفنانة المحبوبة والمتألقة سلمى خشيبون. لقد اردت لسلمى فستاناً متميزاً وفريداً من نوعه، لانها بنظري انسانه متميزة وغير عادية اخترت لها موديلاً في غاية الاناقة والفخامة، مزجت فيها الطابع العصري الموديرن مع سحر تراث العصر الفكتوري الذي لا يزال يبهرنا لغاية اليوم.

يبدو من حديثك عن الازياء انك تعشق هذا المجال، ماذا يعني لك تصميم الازياء؟

انا انظر الى عالم الازياء كفن راقي يشمل تشغيل كل الحواس لابراز جمال وانوثة المرأة. انا انظر اليه من زاوية ابداعية وليس تجارية بحته! انه تحقيق حلم معين لدي، وحلم آخر عند الزبونة.. انا اريد كل سيدة ان تبدو بأبهى واجمل طلة، الى التسريحة الى الماكياج.. أي تغيير وتجديد الـ LOOK كلياًً.. فالسيده الجميلة تشبه اللوحة الفنية المتكاملة، التي يجب ان تتميز في كل النواحي: الازياء والتسريحة والماكياج في تناسق بديع.. ومن هنا نبع اهتمامي بموضوع الـ makeover و Re looking لانه مهم جدا، بشرط الحفاظ على خصوصية وتميز كل سيدة وابراز نقاط الجمال الخاص فيها.

اذا انت تومن ان كل سيدة جميلة!

سلمى في فستان زفافها من تصميم سامر عزام

ويضحك سامر ويقول: بالطبع.. ألم تسمع بأغنية "كل البنات حلوين".. نحن في زمن الجمال والحلوين والحلوات، واما زمن "جميل وجمال- ما لوش مثال" فقد انتهى.. ان عمليات التجميل اصبحت مثل شربة الماء، وبشكل مبالغ فيه.. الفنانات اصبحن كأنهن نسخة كربونية مكررة - نفس العيون، نفس الشفاه الممتلئة، نفس الخدود المنتفخة الخ.. وبإختصار يقول سامر، العالم في حالة تصفية للبشاعة.

بعض مصممي الازياء يباهون بأنهم يقررون ما تلبس كل زبونة، بغض النظر عما ترغب هي به، على اساس ان مصمم الازياء، يفهم اكثر بكثير بالموضة، هل انت منهم؟

حاشا وكلا.. انا أومن ان دوري يقتصر على اسداء النصيحة من خطوط الموضة.. احاول ان اكسب ثقتها اولاً ثم ان افهم شخصيتها واساعدها على اختيار ما يليق بها، لانه اذا حاولت ان افرض عليها ستايل معين على اساس انه على الموضة او اني احبه، ولم يكن يتماشى مع شخصتيها و ميولها، فإنها لن ترتاح معه ولن تتمتع به .

انا احاول اقناع السيدة ان تجرب وان تقيس عدة ستايلات ثم نتناقش سوية حول كل موديل.

هل قمت بتصميم ازياء محتشمة للمحجبات مثلاً؟

نعم.. الكثير منها.. وانا احترم طلبات زبائني والبيها بكل التزام، حيث اقوم بتصميم فساتين تتميز بالاناقة والجاذبية مع الحفاظ على الرزانه والوقار والاحتشام.

من ناحية الثانية، ما رأيك بصراعات الموضة وجنونها؟

السؤال هو ماذا نعني بصرعات الموضة.. العروض الـ show التي نشاهدها على التلفزيون لكبار المصممين هي مجرد وسيلة لطرح الموضوع والافكار العبقرية بطريقة خارقة وغير عادية.. هذه الازياء ليست مخصصة لارتدائها في حياتنا اليومية، وانما هي فكرة فنية مبالغ فيها هدفها طرح الموضوع بشكل لافت للانتباه. من المهم ان تحذر المرأة من اتباع الموضه بشكل اعمى حتى لا تكون من "ضحايا الموضة".

وما هو الاسلوب الذي تحبه انت؟

ديانا في فستان اخر من تصميم سامر عزام

أنا احب الازياء الانسيابيه والمرنه، والاقمشة الفاخرة الناعمة الملمس مثل الشيفون والحرير.. اعشق تصميم أزياء غاية في الترف والنعومة واضيف عليها لمسات شفافة راقية تضفي على المرأة انوثة ناعمة وتزيد من جمالها وتألقها وتفردها. احب ان يلامس القماش جسد المرأة لأبراز مفاتنها وسحرها.

هل بإمكانك ان تشاركنا بعضاً من اسرار "إخفاء عيوب" الجسم بواسطة اختيار القصات / الموديلات المناسبة؟

خبير الازياء المتمرس يستطيع ان يبرز جمال الجسم ويخفي عيوبه الى حد كبير مثلاً، انصح السيدة القصيرة القامة بإختيار فستان طويل.. فهذه خدعة للنظر لتوحي بطول السيدة. اما مثلاً لاخفاء امتلاء مناطق معينه في الجسم، استعمل قماش شيفون ناعم ينساب براحة وحرية، دون الالتصاق بهذه المنطقة وكشف عيوبها، ودون ان يكون فضفاضاً بشكل مبالغ فيه. اختيار القصة المناسبة واللون المناسب ايضاً بإمكانهما اخفاء عيوب عديدة.

لنعد قليلاً الى طفولتك.. هل استهواك مجال تصميم الازياء والجمال وانت صغير؟

احببت هذه المجال منذ نعومة اظفاري، وعندما كبرت كبر معي هذا الحب. ولما تخرجت من المدرسة الثانوية توجهت لدراسة ادارة الاعمال، على اساس ان هذا الموضوع سيكون مفيداً ونافعاً مهما كان توجهي في المستقبل. وعندما حان الوقت لكتابة وظيفة التخرج النهائية، قمت ببحث موسع عن اقامة مسابقة ملكة جمال العرب في البلاد، ونال البحث استحسان الاساتذة، مما شجعني عام 1986 الى تنظيم اول مسابقة لإختيار ملكة جمال العرب، وتابعت تنظيم المسابقة لغاية عام 93 ومن بين الفائزات اذكر الحسناوات امال اسبنيولي لحام، دليلة ياور، مريم دباح، سوزان مزاوي وغيرهن وآمل ان تسمح لي الظروف بالعودة لتنظيم هذه المسابقة.

هذه المسابقة كانت انطلاقتي الرسمية الاولى الى عالم الازياء والجمال، بدأت بعدها اجول دول العالم واحضر الكثير من عروض الازياء العالمية خاصة في اوروبا، واتعرف على خفايا الموضة واسرارها، ثم التحقت بمعهد مدام perez وعملت معها كي اكتسب الدراسة والخبرة وبعدها افتتحت بوتيك الازياء الخاص بي LA MIRAGE واعرض فيه اروع التصاميم لمصممي ازياء عالمين، بالاضافةالى بعض تصماميمي الخاصة.

سمعنا انك قمت بعدة عروض ازياء لاهداف خيرية؟

سامر وديانا

هذا صحيح.. قدمت بعض العروض لنادي الليونز والروتاري وغيره، حيث رصد ريع الحفل لمستشفيات الناصرة وحيفا. هذا اقل ما استطيع ان اقدمه كمساهمة بسيطة مني لابناء شعبي.

لفت نظرنا لمسات الذوق الرفيع في تصميم بوتيك الازياء LA MIRAGE واختيار الصور وقطع الديكور العملية.. من صاحب الفكرة؟

ويبتسم سامر ويقول: شكراً على الاطراء الرقيق. انا قمت بتصميم المحل واختيار الصور، وراعيت ان يوحي الديكور بجو من الدفء والراحة والهدوء.

سؤالنا الاخير.. هل تشعر انك حققت احلامك في مجال تصميم الازياء؟

حققت بعضاً من هذه الاحلام التي حملتها في قلبي منذ كنت صغيراً، ولكني ادعو الله ان يوفقني لمتابعة المسيرة وتحقيق المزيد من الطموح والنجاح.. فالمجال واسع وانا اؤمن ان المثابرة والعمل الجاد والسعي وراء تطوير الذات واكتساب خبرات جديد ، سوف يفتح لي ابواباً جديدة ان شاء الله.

ونحن في فرفش نتمنى لمصمم الازياء الموهوب والطموح سامر عزام لمزيد من النجاح والتوفيق.

أنقر على الصور أدناه للتكبير