جوني سمير عبساوي، 31 عاما، متزوج وأب لطفلة. من سكان حيفا، ولد وتربي في الناصرة ودرس فيها، حاصل على اللقب الثاني في إدارة الأعمال إضافة إلى اللقب الأول في الصيدلة، هو صاحب امتياز فرع شبكة سوبر فارم في شفاعمرو الذي افتتح قبل أسبوع. مشواره مع سوبر فارم بدا عندما عمل كصيدلي لمدة سنتين ثم تقدم داخل الشبكة وكان صاحب امتياز في فرع "بيت هكيرم" في القدس.
في هذا اللقاء نتعرف على جوني الذي يؤكد أكثر من مرة بأنه تقدم بفضل مثابرته ونشاطه والقيم التي تربي عليها. ماذا يقول اصغر صاحب امتياز في شبكة سوبر فارم عن نجاحه? وكيف يتطور النجاح بوجود شريكة طموحه? وأية نصائح يقدمها جوني لجيل الشباب؟
ممن كانت المبادرة لفتح فرع سوبر فارم شفاعمرو؟
كنت أتابع مهنة والدي وارى فيه صاحب مصلحة مستقل وناجح وكنت أصبو لأصبح مثله..
تكون المبادرة من الشركة نفسها، هم يختارون البلدة التي يودون افتتاح الفرع فيها ويتوجهون لأي شخص يختارونه ويرونه مناسبا ليكون صاحب امتياز، إدارة الشركة قررت الاستثمار أكثر في الوسط العربي بافتتاح فرع شفاعمرو بعد الناصرة وأم الفحم وكفر ياسيف.
كيف تم التوصل لقرار افتتاح الفرع في شفاعمرو؟
سوبر فارم شبكة آخذة بالتطور ولها فروع في كل البلاد وحتى أنها افتتحت فروعا في الصين وبولندا وغيرها.. الاستثمار في الوسط العربي هو جزء من خطة انتشارها، فالقرى والمدن العربية تعتبر قوة شرائية كبيرة، وعدد كبير من الزبائن الذي يفدون إلى فروع الوسط اليهودي هم عرب، وسوبر فارم أرادت توفير متعة الشراء والمعاملة المهنية للزبون العربي قريبا من البيت. سوبر فارم شفاعمرو وفر فرص عمل لـ 40 عاملا وعاملة، النجاح هائل مع أننا افتتحنا الفرع مؤخرا.. ونحن لا ننافس أي مصلحة أخرى في شفاعمرو سواء صيدليات أو غيرها بل أن وجودنا في شفاعمرو يسهل على الزبائن الذي اعتادوا السفر إلى عكا والكرايوت.
كيف بدا مشوارك مع سوبر فارم؟
بعد إنهاء التعليم كنت ابحث عن عمل. الشروط وإمكانية التقدم داخل الشركة كان أفضل عرض قدم لي.. رغبت بالانضمام لشركة كبيرة بحيث يمكن لي أن ادمج من خلال عملي خبرتي في الصيدلة وخبرتي في إدارة الأعمال. منذ انضمامي إلى الشركة عرفت باني سأتقدم. بدأت بجيل 24 سنة وبعد 4 سنوات أصبحت صاحب امتياز.
ما العلاقة بين الصيدلة وإدارة الأعمال؟
اليوم الصيدلي لا يحضر الدواء في المختبر كما كان في السابق، ومع انه يختص في مجال الصحة وأمور في الطب إلا أن جزء كبير من عمله أصبح فيه الكثير من التجارة بحيث عليه شراء الأدوية وبيعها، مما يحتم عليه المعرفة الواسعة في أمور التجارة. أما بالنسبة للصيدلية فعليها توفير الدواء بالإضافة إلى أمور أخرى تجميلية وصحية وهذا كله تجارة. كنت أتابع مهنة والدي وارى فيه صاحب مصلحة مستقل وناجح وكنت أصبو لأصبح مثله.. فكرت في التقدم تجاريا في سوبر فارم إلى جانب خدمة الناس من ناحية صحية وهكذا أحقق حلمي بالعمل في مجال الصحة وإدارة الأعمال.
كيف كانت فترة العمل في القدس خاصة وانه ليس من السهل العمل هناك كعربي؟
كنت أول عربي يصبح صاحب امتياز هناك، وقد كان كل الموظفين يهود الا انا. لم يتقبل الناس المدير العربي بسهولة، لكن كل الأمور والمصاعب تلاشت لأني نظرت للناس وتعاملت معهم دون الاهتمام بالقومية والدين. ومع الوقت نظروا إلي كمدير وليس كعربي. وقد تمكنت هناك من تحقيق نجاحات عديدة.
ولماذا تركت فرع القدس بعد أن كنت أساس نجاحه؟
السيد جوني عبساوي والسيد ليئور رايتبلات مدير عام شبكة سوبر فارم
بما أني اسكن في حيفا كان من الصعب علي السفر يوميا إلى القدس فانتظرت افتتاح فرع في الشمال للعمل في إدارته.
أي نوع من الصعوبات واجهتك خلال العمل؟
سوبر فارم شركة رائدة في مجال الصحة، العناية بالبشرة والتجميل، وهي تتقدم بشكل سريع بفضل أشخاص ممتازين يعملون فيها. الصعوبات التي واجهتها كانت تتلخص في إثبات نفسي في العمل لان هناك منافسين كثر يتطلعون للوظيفة التي ارغب بتحقيقها. لم أواجه مشكلة كوني عربي فقد عملت في اعرق حي في القدس (بيت هكيرم) وهناك اهتموا بقدراتي. واجهت صعوبات مهنية أكثر منها اجتماعية، ودراستي للقب الثاني كانت بهدف فتح أبواب جديدة ومجالات جديدة، لان صاحب الامتياز يجب أن يكون صاحب تجربة وشخص متعلم وذو قدرة على الإدارة.
هل صحيح انك أصغر صاحب منصب في سوبر فارم؟
أنا اصغر صاحب امتياز موجود بشركة سوبر فارم، لا اعرف إذا وصل شخص لمنصب كهذا يصغرني عمرا في الفترة الأخيرة، لان كل من سبقوني وكل من اعرفهم تتعدى أعمارهم الـ 30.. ربما إنهائي للدراسة بعمر صغير ودراستي للقب الثاني أيضا بجيل صغير جعلتهم في الشركة يريدونني أكثر للعمل معهم.
ألا تعتقد أن في الأمر تميز معين؟
ممكن أن ينظر الآخرون إلى مسالة العمر كتميز لكن بالنسبة لي العمر غير مهم. أنا أضع لنفسي الأهداف التي أصبو إلى تحقيقها وفي كل مرحلة عمرية أصبو للوصول إلى مرحلة جديدة وهدف جديد. أردت أن أكون في هذا المكان بعمر 29 وهذا ما وصلت اليه..
النجاح يبدأ من العائلة..
أتي جوني من عائلة أكاديمية، تشجع التعليم وتحث عليه، فالوالد صيدلي، تعب حتى تعلم أولاده ونجحوا، وللوالدة معلمة متقاعدة، لها الحصة الأكبر في التضحية، ولولا فضلهم- كما يقول جوني- لما تمكنوا من التقدم: جوني (الابن الأكبر)، بشارة (الابن الثاني) مراقب حسابات بوظيفة عالية في وزارة الداخلية - قائم مقام مسؤول الميزانيات في منطقة تل ابيب وجوش دان. الياس (الابن الثالث) طبيب أسنان أنهى دراسته في العام الماضي في الجامعة العبرية وسيتخصص بدءا من هذا العام. أما الابنة ماريا فتدرس العمل الاجتماعي في الجامعة العبرية سنة ثانية.
هل يمكننا القول انك توجهت لدراسة الصيدلة بالوراثة؟
سوبر فارم شفاعمرو وفر فرص عمل لـ 40 عاملا وعاملة
صحيح، ورثت العمل عن والدي وهو صيدلي ويمتلك صيدلية في الناصرة، لقد كان أول من شجعني على دراسة الموضوع وبفضله تعلمت. اما في العمل فكل منا عمل لوحده. لكن يبدو ان الصيدلة موضوع محبب على عائلتنا ففي العائلة الموسعة هناك ابن عمي صيدلي وابنة عمتي..
هل تميل الزوجة إلى عالم الطب أم إلى عالم الأعمال؟
زوجتي طبيبة أسنان، تعرفنا على بعض خلال التعليم وهي إنسانة رائعة ولولاها لما تقدمت في الشبكة. تدرس الآن لتتخصص في مجال طب الأسنان للأطفال، وسر نجاحي دعمها لي ونجاحنا يجعلنا نكمل بعضنا.
إذا انتم كعائلة تعتبرون مثالا يحتذى به.
الفضل يعود للوالدين، لقد زرعوا فينا حب العلم وأهمية الدراسة العليا، درسنا وآمنا بأننا يجب أن ننجح أكثر وأكثر. بالإضافة إلى الإرادة الكبيرة التي تمتعنا بها دائما. لا أنكر - بكل تواضع- أننا بجيل صغير وصلنا إلى مراكز عالية وآمل أن يتعلم الشباب والصبايا من تجربتنا ويعرفوا أن المجال مفتوح أمام الجميع والمثابر ينجح.. وهذا ما سأعلمه لأولادي.
ما هي وصفة النجاح حسب تجربة جوني؟
قبل بدء التعليم يجب أن يختار الشخص موضوع يحبه ومقتنع به، لأنه إذا كان راضيا عن الموضوع سينجح به وأنا انصح الشباب بأخذ الفرص حتى لو اضطروا للابتعاد عن بيوتهم. يجب التحلي بالجرأة في مواقف كهذه، فيمكن لو أني فضلت البقاء قرب الأهل لما وصلت اليوم إلى المكان الذي أتواجد فيه.. التعليم العالي مفتاح يفتح أبواب الفرص فانصح بالدراسة للقب الأول والثاني وأكثر.
هل حققت بمنصبك الحالي كل ما أردته؟
لم أصل بعد إلى النجاح الذي أريده، عندي أهداف أخرى اكبر بكثير وقد وصلت لقسم صغير فقط من النجاح الذي أريده.
