أوديت نمر- قياديه نسائيه مناضله بارزة، عاشت أثار النكبة، تناضل من أجل مساواة سياسيه أقتصاديه أجتماعيه بين المرأة والرجل، تناهض التمييز العنصري في المجتمع، تطالب بحقوق الطفل وتدافع عن السلام. فضلا لنشاطاتها السياسيه الاجتماعيه تكرّمت في نادي نساء الفرير وفي مسرح الميدان في حيفا من قبل برنامج الليله في الشهر، ومن قبل الحزب الشيوعي بمناسبة 50 سنة على عضويتها ومن قبل الجبهه الديمقراطيه للسلام والمساواة. ألتقت بها مراسلة فرفش وكان بينهما هذا الحوار:

أخبرينا عن طفولتك؟

جدتي كانت انسانة خلوقة ورحومة جدا

طفولتي كانت صعبه، لاني فقدت والدي وانا ابنة سنتين، كنت الوسطى بين اخّين. والدتي تزوجت بعد وفاة والدي بسنة واحده لذلك ربتنا جدتي وحافظت على وجودنا والاهتمام بنا بالرغم من الفقر. والدي عند وفاته خلّف المال وجدتي حافظت على نقوده لتربينا بها. جدتي كانت انسانة خلوقة ورحومة جدا، وبذات الوقت كانت لديها روح الوطنيه. تركت المدرسة بالصف السادس وطبعا بكيت لان كل صديقاتي رجعن الى المدرسة في بداية السنه الدراسيه الا انا.

لماذا تركت المدرسة اذن؟

تركت المدرسة لأسباب اجتماعيه، لان جدتي كانت كبيرة بالسن ولا تستطيع القيام بكل واجبات البيت بالاضافه لتربيتي واخوتي، فانا اضطررت لترك المدرسة بالرغم من انني كنت طالبه مجتهدة وكنت احب الدراسة لكن الوضع في البيت حينها اضطرني لترك المدرسة لاساعد جدتي في الاعمال البيتيه.

بعد تركك المدرسة بسن صغيرة، ماذا فعلت؟

بعد تركي المدرسة بقيت على اتصال بزميلاتي للاطّلاع على الكتب المدرسيه والروايات وكنت امارس هواية المطالعه خلال عملي المنزلي، كنت مهتمة بالدراسة جدا وآثار النكبة اثّرت عليّ كثيرا. خروجي من المدرسة بوضع النكبة ( عام 48) خلق عندي تفكير سياسي مع اني لم يكن عندي اي خلفيه للموضوع.

ما الامر الذي جعلك تفكرين بالانضمام لحركة النساء؟

بعد النكبة بسنة حصلت حادثه مهمه وهي التي شجعتني على الانضمام للحركة. خالي كان عضو في عصبة التحرر وكان اعزب يقطن معنا، اتى شخص من الحي وسال عن خالي الذي لم يكن في البيت، فسالته لم يريده، فاخبرني عن تجميع مواد غذائيه لاهل الحي الشرقي فاخبرته باني ساجمع المواد، ونزلت على الجابيه بالحارة الشرقيه ولم اجد احد هناك فاخبروني بان هنالك اشخاص غير مسجلين بسجّل السكان لأنهم هجروا البلد وقت النكبة ( سنة 48)، اخذوهم للمسكوبيه فذهبت الى المسكوبيه ورأيت هناك شاحنات لترحيل السكان ورايت اشخاص ممددين على الارض لمنع سفر الشاحنات فسالت عنهم وقيل لي انهم شيوعيون. بدون ان اعرف من هم غرست براسي صورتهم وهم ممددون على الارض لمنع الشاحنات من السفر وخاطروا بانفسهم فقط لحماية ابناءوطنهم، هذا الشيء اثبت لي مدى اخلاصهم للوطن. بعد الحادثه تلك سالت عنهم فاخبرتني احدى الجارات عن جمعية "النهضة النسائيه" وهن شريكات لهم واخبرتني عن موعد ومكان تجمعهن فذهبت الى هناك لوحدي واستقبلوني صبايا واعيات.

من وراء مثابرتك ونضالك؟

تعرفت على مشاكل النساء والنضالات من اجل مساواة المراة

المرحوم فؤاد خوري احد قياديي الحزب. حضرت له محاضرة والذي تطرق بها عن اهمية دور المراة بالمشاركة السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه. لقد وصف عدم مشاركة المراة الفعال في المجتمع كطاولة تكسّرت احدى ارجلها وعندها لا تصمد وهكذا المجتمع اذا نصفه غير فعال فهو مجتمع مختلف وغير متوازن. بما اني عشت يتيمة اندمجت هذه الافكار بوضعي الشخصي، فقد وجدت ان هدفي في الحياة هو المقاومة والاهتمام بالتعليم والمطالعه والنشاطات الاجتماعيه المختلفه التي تقوم بها "النهضة النسائيه" التي شاركت بها كلها رغم صغر سني حيث كنت بسن 15

كيف توصلت لدور قيادي؟

بعد مرور السنوات ومشاركتي السياسيه- الاجتماعيه صرت واعيه اكثر لاهمية النضال، الحزب قدّر دوري في النشاطات. عام 66 قرر الحزب منحي بعثه دراسيه في موسكو بموضوع العلوم السياسيه-الاجتماعيه، وقضيت هناك سنتين واكتسبت خبرة كل المناضلين والقضايا الاجتماعيه. عند عودتي من الدراسة بعد نجاحي بها وحصولي على شهادة التخرج ، تقرر ان اعمل في حركة النساء (التي كانت في السابق النهضة النسائيه) حيث كنت اصل الى القرى المختلفه لعمل محاضرات توعيه للنساء، وبعدها صرت سكرتيرة في حركة النساء. وبهذه الطريقه تعرفت على مشاكل النساء والنضالات من اجل مساواة المراة واهمية مشاركتها في الكفاح السياسي.

لم من المهم ان تشارك المراة في الكفاح السياسي؟

اهمية مشاركة المراة في الكفاح السياسي يساعد في تغيير المجتمع لان كفاح الرجال لوحدهم لا يكفي. على النساء ان يساعدن في تغيير المجتمع وتغيير نظرة المجتمع للمراة في الكفاح وتوعية المجتمع. للمراة دور كبير في العمل السياسي وليس الاقتصادي فقط، والتحرر في المجتمع لا يمكن ان يكون الاّ بمشاركة الجنسين في الكفاحات السياسية-الاجتماعيه.

ما هي حركة النساء، وما دورها في الحياة السياسيه-الاجتماعيه؟

حركة النساء الديمقراطيات تعمل في المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي

حركة النساء الديمقراطيات تعمل في المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي، برنامجها الدفاع عن حقوق المراة ومساواتها في العائله والعمل والمجتمع بواسطة محاضرات تثقيفيه. والدفاع عن حقوق الطفل عن طريق سن قوانين للدفاع عن حقوق الطفل والاهتمام بقضايا الاطفال اليوميه، حيث سعينا لفتح روضات اطفال في وقت لم تفتح الحكومة فيه روضات للعرب، حيث صار لدينا 41 روضه بين العرب واول حضانه فتحناها سنة 83. المجالس المحليه تبنت روضاتنا بعد ان سنت الحكومة قانون ما قبل التعليم الالزامي. اما البرنامج الثالث فهو الدفاع عن السلام ولذلك اقمنا في السابق ولا نزال نقيم مظاهرات ضد الحروب ونرفع الشعارات نساء يهوديات وعربيات معا. وفي يوم الثامن من اذاروهو يوم المراة العالمي حيث نقيم مظاهرة قطرية تؤكد على برامج الحركة. ونهتم بالسلام العالمي.

نصيحتك للجيل الشاب؟

انصح الجيل الشاب بالاطلاع على كل ما يدور حولهم من ظروف اجتماعيه واقتصاديه وسياسيه والمطالبه بحقوقهم في مختلف المجالات والسعي لتوعية انفسهم والمشاركة في النشاط السياسي الذي بشانه ان يغير الاوضاع في اسرائيل لاوضاع خاليه من التمييز ضد العرب ومن اجل اخوّة الشعبين.