تابع هواة القضايا المثيرة، بفضول عارم، وقائع الجلسات التي عقدت في محكمة الصلح في كفار سابا (القريبة من قلقيلية الفلسطينية) والتي جرت فيها مداولات قضية نادرة الحدوث في المجتمع اليهودي.
واخيرا.. تمت تبرئة الزوج المخدوع..
وبدأت خيوط هذه القضية تنسج قبل سنوات حين أنهى "حاييم" (اسم مستعار) دراسته لموضوع التمثيل في أشهر الكليات الفنية في تل ابيب (على اسم "نيسان نتيف") وبدأ يقدم مشاهد تمثيلية كوميدية بمفرده(ستاند أب) في اماكن ومناسبات مختلفة، بل حظي باستضافته في احد برامج "الكوميكان" المشهور "دودو طوباز" وفي برامج تلفزيونية أخرى.
وبعد مدة قرر أن "يتوب الى الله" ملتزمًا بالتعاليم والشعائر الدينية اليهودية، وسرعان ما تزوج من امرأة متدينة حديثًا هي الأخرى وانجبا بنتًا. وبدأ الرجل (47 عامًا اليوم) يلاحظ ان زوجته "تزوغ" من البيت ساعات طوالاً، دون اي تفسير، بل كانت احيانًا تبيت خارج البيت. وبعد ضغوط والحاح في السؤال من جانبه حول اسباب هذا السلوك الغريب، اعترفت له بأنها كانت قبل "توبتها وتدي نها" سحاقية، وظنت ان خير وسيلة وسبيل للخروج من هذا "المأزق" هو أن تتوب الى الله وتتدين "لكنها كانت مخطئة ومتوهمة"!
وأعترفت ايضًا بأنها اتخذت لها عشيقة وبأنها اغدقت عليها الهدايا الثمينة وأقرضتها أموالاً طائلة من الحساب المشترك لها ولزوجها، وكل ذلك لكسب ود "العشيقة" الجشعة..
ووصف المحامي الذي ترافع باسم "حاييم"" في هذه القضية – مشاعر الأسى والخيبة والاحباط التي ألم ت بموكله في اعقاب هذا "الاكتشاف الرهيب"، وكيف انه شعر بأنه "انخدع مرتين، الأمر الذي سبب له شرخًا نفسي ا لا يلتئم"!
وفس ر المحامي "الخدعة المضاعفة المزدوجة" التي وقع موكله ضحية لها، فقال ان الخدعة الاولى تتمثل في انه ظن انه تزوج من إمرأة متدينة محافظة ومخلصة واذا بها تمث ل الأمر تمثيلاً. اما الخدعة الثانية فتتمثل في ظنه بأنه تزوج من إمرأة "عادية غير منحرفة" واذا بها تميل الى بنات نوعها.
وأسهب المحامي في وصف مشاعر الخزي والعار التي ألمت بالزوج المخدوع، وبالخوف المتعاظم من تحطيم اركان حياته وعمله، لا سي ما في وسط متدي ن ومحافظ ومتزمت، وخشيته من السخرية والاستهزاء به من قبل اصدقائه ومعارفه. كما ان البيت الذي يسكنه مع زوجته اصبح مهد دًا بالضياع، اذ ان "المدام" طلبت منه الطلاق وطالبته بمغادرة البيت المشترك، لكنه رفض، فما كان منها إلا ان رفعت ضده شكويين تضمنتا ادعاءات بأنه استعمل العنف ضدها، لكن الشكويين رد تا، وأغلق الملفان.
لكن الزوجة المتمردة لم تيأس، ورفعت شكوى ثالثة، في كانون الثاني يناير من عام 2007، ادعت فيها انه هاجمها وهد دها قائلاً: بالنبيذ الذي في جوفي سأحطم كل ضلع في جسدك"!
لكن قبل اسبوعين اصدرت محكمة صلح كفار سابا قرارًا بتبرئة "حاييم" من كل التهم الموجهة اليه، في حين بقيت الزوجة المتمردة عالقة ومتورطة في اكثر من "ضائقة" حيث غرقت في ديون طائلة من كثرة الهدايا والأموال التي اغدقتها على عشيقتها،بل ان "العشيقة" هجرتها، فرفعت "المتمردة المخدوعة" دعوى ضدها تطالبها فيها باعادة الأموال التي اقرضتها.
وعُلم من اصدقاء الزوج "البريء" انه يبحث الآن عن زوجة ثانية، "عادية" وسوية ومستقيمة ومخلصة.
