spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

راسلونا: news@farfeshplus.online

أغلبنا سمع عن شارلوك هولمز.. قدرة فائقة في التنكر والتخفي، خبير في الاستنتاج، شهير بمهارته في استخدام التفكير المنطقي، محقق واستشاري، يمتلك من الذكاء ما يؤهله لحل أكثر القضايا والجرائم تعقيدا، التي عجز رجال الشرطة عن حلها، لكنه يظل شخصية خيالية نسجها خيال مؤلف. في هذا المقال سنتناول شخصية جمعت بين ما سبق من الصفات، إلا أنها حقيقية، ما دفع الكاتبة والمؤرخة البريطانية أنجيلا باكلي إلى القول إن شخصية هولمز الخيالية تستند إليها، إنه الضابط الشرس والمحقق الداهية جيروم كامينادا.

 صورة رقم 1 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

شارلوك هولمز

هو شخصية خيالية ابتكرها المؤلف الشهير والطبيب الاسكتلندي، السير آرثر كونان دويل، وتتبلور الشخصية حول محقق من أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، والذي اتخذ من لندن مقرا له لمساعدة الشرطة ومكافحة الجريمة بشتى أنواعها، حيث اعتبره رجال الشرطة الملجأ الأول لهم عندما يعجزون عن حل القضايا المعقدة التي تواجههم، استنادا إلى قدراته الخارقة وخبرته في التنكر والتخفي، بالإضافة إلى معلوماته القيمة في مجال الطب الشرعي ومنهجه الفذ في التحليل والاستنتاج، والتي استوحاها دويل من أستاذه ومعلمه جوزيف بيل.

جيروم كامينادا

ولد المحقق الشهير جيروم كامينادا عام 1844 في دينزغيت، مانشستر، وهو ابن لإحدى العائلات المهاجرة التي وصلت إلى المدينة عقب الثورة الصناعية الكبرى، كان والده الإيطالي فرانسيس صانع خزائن، ووالدته ماري أيرلندية الأصل، كانت تعمل في مصنع للنسيج.

 صورة رقم 2 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

وعلى عكس مظهر جيروم الذي يوحي بالهدوء والثراء الفاحش والحياة الأسرية السوية، إلا أنه قد عاش حياة مأساوية جدا، فعندما بلغ الثالثة من عمره فقد أخاه الأكبر إثر إصابته بالتهاب في الأمعاء، وعقب 3 أشهر فقد والده أيضا الذي كان يعاني من مرض في قلبه، وهو ما أجبر والدته على اصطحابه وإخوته والهجرة إلى مانشستر، عقب تدهور حالتهم الاقتصادية وتبديد ثرواتهم.

وقد كان عصر مانشستر الفيكتوري في ذلك الحين من أخطر العصور في إنجلترا، حيث كانت مانشستر قلبا لعالم الجريمة، ومأوى للصوص والمحتالين والمنحرفين، وكان ذلك الفساد في ذلك الوقت نتيجة طبيعية للثورة الصناعية التي جلبت الثروات الطائلة لأصحاب المصانع ورجال الأعمال، بينما لم توفر سوى حياة بائسة لآلاف العمال من الطبقات الكادحة، الذين عملوا لساعات طويلة ما بين فقر وجهل ومساكن رديئة، بالإضافة إلى رواتب زهيدة بالكاد تكفي لإطعام أسرة مكونة من فردين.

 صورة رقم 3 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

هكذا نستطيع أن نتخيل العالم الذي ترعرع فيه جيروم، والأزقة والحارات التي شهدت مئات الجرائم وعمليات السرقة والنهب والخطف والاعتداءات، وهو ما أسفر عن رغبة جامحة لديه في الدخول إلى ذلك العالم، والاجتهاد في دراسته حتى يصل إلى أعلى المناصب التي تؤهله لأن يصبح محققا شجاعا، يستطيع مواجهة هذا العالم المروع بحنكة وبلا هوادة.

شبح مانشستر

عمل جيروم مهندسا في المدينة في بداية حياته، وعندما بلغ الـ24 من عمره استطاع الانضمام إلى قوة شرطة مانشستر، وسرعان ما ترقى في عمله حيث تمت ترقيته بعد 4 سنوات فقط إلى رقيب، كما تم نقله إلى قسم المباحث، وقد تمكن في فترة وجيزة جدا من أن ينال احترام وتقدير القضاة ورؤسائه وزملائه في العمل.

 صورة رقم 4 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

بمرو الوقت أصبح جيروم خبيرا في الاستنتاج، وبارعا في التخفي، مرة في زي عامل، أو بائع متجول أعرج، ومرة أخرى في زي رجل نبيل، مرتديا بذلته وقبعته الفاخرة، حتى إنه كان يتخفى أحيانا ليظهر بصورة مجرم محترف أو فرد من أفراد العصابة، مما يمكنه من السير بخطوات ثابته بين شوارع وأحياء مانشستر التي يعرف كل شبر فيها دون أن يتعرف عليه أحد، لينقض فجأة ويلقي القبض على فريسته دون أدنى مقاومة أو مراوغة.

وهو ما أدخل الذعر والرعب في قلوب القتلة المنحرفين، واللصوص والمحتالين، كذلك رجال الأعمال المرتشين والأطباء الفاسدين، بالإضافة إلى "جاك السفاح" القاتل المتسلسل مرتكب الجرائم المروعة في الطرف الشرقي من لندن، بعد أن ذاع صيت المحقق جيروم وعلم الجميع بقدراته الفائقة في التنكر وقدرته على الظهور والاختفاء في أقل من دقيقة، حتى إنه استحق أن يطلق عليه فيما بعد "شبح مانشستر".

 صورة رقم 5 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

لقاء غير متوقع

كان المدعو بوب هوريدج هو العدو الأول للمحقق جيروم في ثمانينيات القرن الـ19، إذ يعتبر من أعنف اللصوص المسلحين، يجوب المدينة ليلا ونهارا بحثا عن فريسته التالية، مما شكل خطرا كبيرا بل وتهديدا صريحا لأمن المدينة وساكنيها. كان اللقاء الأول بين المحقق جيروم واللص روبرت هوريدج في عام 1870، عندما كان شرطيا، وقد قام هوريدج في ذلك الوقت بسرقة ساعة ثمينة من رجل نبيل بالقرب من محطة سكة حديد في مانشستر، ولسوء حظه أنه وقع تحت طائلة المحقق جيروم الذي علم بمكان الساعة بعد أن ذهب بها هوريدج إلى صانع ساعات محلي ليقوم بإصلاحها، وفي صباح اليوم التالي تمكن جيروم من إلقاء القبض عليه حيث كان في انتظاره عندما جاء لاستلامها.

منافسة شرسة

هكذا استطاع أن يكبل عدوه، الهارب من حكم سابق مدته 7 سنوات لارتكابه العديد من الجرائم، وهو ما جعل هوريدج يتعهد بقتله بمجرد خروجه من السجن، وبعد أن قضى عقوبته ووطئت قدماه أرض الحارات مرة أخرى، لم يتردد لحظة واحدة في استكمال سلسلة جرائمه وإرهاب شوارع مانشستر على مدار 17 عاما، والأهم من ذلك سعيه المستمر للانتقام من المحقق جيروم والقضاء عليه، وهو ما دفعه إلى الحفاظ على حريته باستماتة، واستخدام كل السبل والوسائل الممكنة وغير الممكنة للهرب من رجال الشرطة، ليحظى بفرصة واحدة فقط للقضاء عليه.

 صورة رقم 6 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

المواجهة الأخيرة

كانت المواجهة الأخيرة في الساعات الأولى من يوم 30 يوليو 1887 فوق أرصفة ليفربول، حيث كان المحقق جيروم متنكرا في زي عامل ليبدأ رحلة بحثه عن المجرم هوريدج، كان رصيف الميناء هادئا ولا يزال معظم العمال نائمين في منازلهم، ولم يكن لدى جيروم سوى بضع ساعات ليتمكن من إلقاء القبض عليه قبل أن تدب الحياة في شوارع مانشستر.

وبالفعل تمكن من التعرف على عدوه اللدود المتخفي من خلال مشيته، عندما كان متجها إلى مقر إحدى العصابات، وقد رأى جيروم أنها الفرصة المناسبة لصيد فريسته وكتابة الأسطر الأخيرة في قصة المجرم الذي أرهب مانشستر لسنوات متتالية، والذي بلغت جرأته حد الاعتداء على مساعده أثناء تأدية المهمة المكلف بها، مما أثار حنقه وجعله ينقض على هوريدج ممسكا بذراعيه من الخلف، ولكنه سرعان ما أفلت يده من المحقق محاولا الحصول على سلاحه الناري من جيب بنطاله.

 صورة رقم 7 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

كانت المواجهة عنيفة بينهما حتى إن عدة رصاصات طائشة كادت تصيب المحقق جيروم، والذي تفاداها بحرفة لتصيب عن غير قصد أحد مساعديه الذي مات على الفور، وهنا استشاط المحقق غضبا وقام بتوجيه فوهة المسدس إلى فم المجرم مباشرة قبل أن يخبره أنه سيفرغ جميع الرصاصات إذا حاول التقدم خطوة واحدة للأمام، ومن بين دقات قلب هوريدج المتسارعة وقطرات العرق المتساقطة على جبينه، استطاع المحقق جيروم أن يلقيه أرضا ومن ثم سحبه إلى مركز الشرطة المحلي على الفور.

قضايا معقدة

لم تكن قضية المجرم هوريدج هي الأشهر في تاريخ جيروم، بل كان تاريخه المهني حافلا بالقضايا المعقدة والمطاردات، والكثير من الأساليب المتطورة، والتي أصبحت تدرس فيما بعد لرجال الشرطة المبتدئين، بالإضافة إلى أنه كون شبكة سرية خاصة به تتضمن العديد من المخبرين الذين يعملون لحسابه، وغالبا ما كان يلتقي بهم عند كنيسة القديسة ماري.

 صورة رقم 8 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

ومن أبرز القضايا التي حقق فيها جيروم القضية المعروفة حينها بجريمة "مانشستر كاب" أي جريمة سيارة الأجرة، عندما وجد أحد المارة جثة هامدة تعود لتاجر ورق معروف في سيارة أجرة، وكانت تلك القضية من أكثر القضايا المحيرة التي واجهها جيروم. فقد أخبره حدسه البوليسي أنها عملية قتل بغرض السرقة، ولكنه لم يجد أي علامات عنف على جسد الضحية أو دليلا واحدا يثبت أنه مات مقتولا، لكنه كعادته سعى جاهدا للبحث عن الدليل الخفي الذي غالبا ما يخلفه المجرم عن سهوة منه، وبالفعل استطاع أن يصل إلى الدليل بعد الاط لاع على تقرير الطب الشرعي ومعرفة سبب الوفاة، وسرعان ما اقتفى أثر الجاني ليمسك به في غضون 3 أسابيع تقريبا.

هكذا استحق أن يتم تعيينه مديرا للمباحث، كما أصبح أول مشرف على إدارة التحقيقات الجنائية في المدينة، عام 1897، حيث أسفرت مطارداته عن اعتقال حوالي 1225 مجرما، وإغلاق 400 منزل مشبوه، وبحلول عام 1899 تقاعد ليصبح محققًا خاصًا، ووكيل عقارات، وعضو مجلس مدينة مانشستر.

 صورة رقم 9 - جيروم كامينادا.. الوجه الحقيقي للمحقق الخيالي شارلوك هولمز

هولمز الحقيقي

وبحلول عام 1914 توفي المحقق جيروم في منزله عن عمر يناهز 70 عاما، نتيجة الإصابات التي تعرض لها في حادث حافلة في شمال ويلز، هكذا انتهت مسيرته لتحقيق العدالة وتطهير المجتمع من الإجرام والفساد، ولكن القضايا التي برع في حلها والمطاردات التي قام بها لا تزال تعيش بيننا، حيث استحقت أن تخلد بين صفحات سلسلة السير آرثر كونان دويل.

إذ رجحت المؤرخة البريطانية أنجيلا باكلي أن شخصية شارلوك هولمز التي ظهرت في العصر الفيكتوري تعود إلى المحقق جيروم كامينادا، نظرا لوجود العديد من أوجه التشابه بينهما، والتي توضح أن دويل كان يستخدم أدق تفاصيل حياة جيروم في رواياته، كما استندت أنجيلا أيضا إلى أن أول رواية تم إصدارها لشخصية هولمز كانت بعد شهرة المحقق جيروم بفترة وجيزة، بالإضافة إلى أن آخر رواية تم نشرها في عام 1914، وهو العام الذي توفي فيه.

تعليقات الزوار   |  اضف تعليق

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer