أدت درجات الحرارة المرتفعة واستمرار موجة الجفاف في أستراليا إلى انتشار موجة حرائق غير مسبوقة في البلاد، وهو ما أسفر عن مقتل 24 شخصا ونفوق ملايين الحيوانات. واتسع نطاق الحرائق، التي بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي، خلال الأسبوع الماضي، وأدت إلى إخلاء عدة مدن بأكملها.
اقرأ المزيد من التفاصيل عن حرائق أستراليا في موقع فرفش بلس هنا: أستراليا.. ارتفاع حصيلة قتلى حرائق الغابات وهنا: فيديو.. سيدة تخترق النيران لإنقاذ حيوان كوالا في غابات أستراليا المحترقة وهنا: الحرائق المستعرة تجبر أستراليا على إعلان الطوارئ وهنا: أستراليا تحترق.. 25 صورة تُظهر غضب الطبيعة المرعب! وهنا: لأول مرة في تاريخ أستراليا، استدعاء آلاف جنود الاحتياط لإخماد الحرائق التي تلتهم البلاد
ومن المتوقع ازدياد خطر الحرائق مع استمرار ارتفاع رجات الحرارة في أستراليا. ولم تفلح جهود السلطات في السيطرة عليها. وأتت الحرائق على حوالي 60 ألف كيلومتر مربع من الغابات والأحراش والحدائق. وكانت ولاية نيو ساوث ويلز الأكثر تضررا، إذ أثرت الحرائق فيها على أكثر من أربعة ملايين هكتار، ودمرت أكثر من 1300 منزل وأجبرت الآلاف على ترك منازلهم والبحث عن مأوى في أماكن أخرى.
وعانت الولاية من حالة جفاف شديد ورياح شديدة خلقت ظروفا مثالية لانتشار الحرائق بسرعة. كما أعلنت الحكومة الأسترالية أن المناطق الأكثر تضررا في ولاية فيكتوريا تعد مناطق منكوبة. ويعاني رجال الأطفال من صعوبات بالغة في التعامل مع الحرائق بسبب تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
وأدت هذه الصعوبات إلى امتداد الحرائق إلى المناطق السكنية وطال الدمار بلدات بأكملها، مثل بلدة بالمورال، جنوب غرب سيدني. وفي العاصمة الأسترالية كانبرا، ارتفعت درجة تلوث الهواء بسبب دخان الحرائق وأصبحت جودة الهواء في المدينة في المرتبة الثالثة بين جميع المدن الكبرى في العالم يوم الجمعة، وفقاً لمجموعة AirVisual ومقرها سويسرا.
وارتفعت درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة في أستراليا في ديسمبر/كانون الثاني. إذ بلغت حوالي 40.9 درجة مئوية في 17 ديسمبر/كانون الثاني. وبعد ذلك بيوم، ارتفعت مرة أخرى لتصل إلى 41.9 درجة، وهو ما يفوق الرقم القياسي الذي سُجل عام 2013 وكان يبلغ 40.3 درجة مئوية.
أعلنت الحكومة الأسترالية، تعبئة 3 آلاف عنصر من قوات الدفاع المدني الاحتياطية التابعة للجيش، للمرة الأولى في تاريخها. وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه تمت تعبئة 3 آلاف عنصر من قوات الدفاع المدني الاحتياطية للمساعدة في إخماد حرائق الغابات التي أسفرت حتى الآن عن تدمير 5 ملايين هكتار من الأراضي منذ أيلول/تموز الماضي.
في سياق متصل، فر سكان عشرات الآلاف من البلدات الواقعة على الساحل الشرقي لأستراليا، مع اقتراب حرائق الغابات، بينما بدأت السفن وطائرات الهليكوبتر العسكرية إنقاذ الآلاف المحاصرين بسبب الحرائق. اصطفت طوابير طويلة خارج محلات السوبر ماركت ومحطات البنزين حيث سعى السكان والسائحون للحصول على احتياجاتهم، ما أدى إلى نفاد بعض المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والحليب، كما انقطعت الكهرباء عن أكثر من 50 ألف شخص ومياه الشرب عن بعض البلدات.
وتأكد حتى الآن مقتل 12 شخصاً على الأقل في حوادث تتصل بالحرائق في أنحاء البلاد منذ اشتعالها قبل بضعة أشهر، بينهم 3 متطوعين من رجال الإطفاء. وأتت أعمدة النيران على بلدات بأكملها، ما دفع آلاف السكان إلى البحث عن ملاذ على الشواطئ، ووقف الكثيرون وسط المياه لساعات طويلة هرباً من ألسنة اللهب.
وحض ت السلطات السكان على مغادرة عدة بلدات على الساحل الجنوبي الشرقي، محذرة من أن التوقعات بارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة ستزيد من اندلاع الحرائق، وتم التأكيد أنه ليس من الممكن إطفاء الحرائق في أي وقت قصير، وقد تستمر هذه الحالة لأسابيع.
وقد ر أكاديميون أن تكون الحرائق المدمرة المندلعة منذ أشهر في غابات أستراليا، قد قتلت نحو نصف مليار حيوان، وفقاً لتقرير أصدرته جامعة سيدني. وقال أستاذ البيئة بجامعة سيدني كريس ديكمان، إن أكثر من 480 مليون من الثدييات والطيور والزواحف نفقت بشكل مباشر أو غير مباشر، بسبب الحرائق المشتعلة في مختلف أنحاء البلاد. وتابع: "نفقت الحيوانات إما بسبب النيران الملتهبة أو بسبب الجوع والعطش. ليس من السهل البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة في تلك الظروف".
وفي التالي، نقدم لكم عدداً من الصور الجديدة التي تُظهر حجم الحرائق الهائلة والمدمرة وما نتج عنها من كوارث على جميع الصعد:
تعليقات الزوار | اضف تعليق