الكثير من الأهالي كانوا يتمنون ويأملون أن يبقى أبناؤهم في عهدة المعلمين والمدارس لأنهم كانوا في أمان بينما في العطلة الصيفية سيكونون مكشوفين للكثير من المخاطر. ولكن قدوم العطلة الصيفية بما تحمله من هموم كثيرة للأهل ومخاطر صحية وبيئية وأخلاقية قد تكون أضرارها مستديمة وغير قابلة للإصلاح وهي ايضا مكلفة للغاية.
ما تنسوا تتمتعوا بكل لحظة بتمر..
إن العطلة الصيفية الطويلة التي تمتد 70 يوماً على الأقل لطلاب الإعداديات والثانويات و (60) يوما لطلاب الإبتدائيات هي فترة ليست بالقصيرة وسيصعب على الجميع اجتيازها بأمان ولكن مع ذلك نرجو أن تنتهي حقاً بأقل الأضرار!
وهذه الفترة لا يمكن ان يقضيها الأولاد خارج البلاد وعلى شواطئ البحر وفي الفنادق في شرم الشيخ او طابا او في تركيا، كذلك لا يمكن ان يقضيها الاولاد بكاملها في المخيمات الصيفية او في برك السباحة، بل ان الرحلات خارج البلاد، وكذلك المخيمات قد تستغرق أسبوعين او ثلاثة أو أربعة أسابيع على الأكثر عند الميسورين ولكن ليس أكثر من ذلك. فكيف من الممكن استغلال العطلة بأقل أضرار ممكنة او بأقصى متعة وفائدة ممكنتين؟ فيما يلي نقترح بعض النصائح التي من الممكن تنفيذها وتفيد الجميع...
تخطيط وتقسيم العطلة الصيفية بالنسبة للأولاد في المرحلة الإبتدائية، العطلة الصيفية بالنسبة لمعظم العائلات تتضمن عدة نشاطات وبرامج مثل مخيمات صيفية تمتد في أغلب الأحيان من اسبوع الى أسبوعين او دورات تعليم سباحة او الاشتراك في حلقات خاصة تتعلق باهتمامات وهوايات معينة، والجزء المثير في العطلة بالطبع هو السفر الى خارج البلاد بصحبة الأولاد لمدة تتراوح ما بين 4-7 أيام.
كل هذه البرامج والنشاطات لا تغطي فترة العطلة بكاملها وتبقى فيها فترات "مكشوفة" وقد تكون هي الأطول وفي هذا المجال نقترح على الأهل بعض النصائح التي من الممكن تنفيذها بتفاهم واتفاق مسبق مع الأولاد .
العطلة طويلة ما تخلوا كل البرامج بالشهر الاول وتفلسوا باقي الفرصة..
1. المبدأ الأول الذي يجب ان يقوم عليه التفاهم هو ان كل متعة او برنامج ممتع يجب ان يكون مقابله سلوك انضباطي مفيد يتعلق بنشاط ثقافي مفيد في مجال المطالعة او تخصيص ساعات قليلة للمذاكرة في بعض المواد او شروط أخرى تتعلق بكيفية مواصلة العطلة.
2. يجب تقسيم البرامج على طول العطلة بحيث لا تحشر جميعها في بداية الشهر الأول ويكون الشهر الثاني فارغاً ويتفرغ فيها الأولاد للتنكيد والتنغيص على أهلهم بسبب الملل والضجر، وإذا توزعت البرامج على الشهرين فإن ذلك يعطي سلاحاً بيد الأهل كي يشترطوا سلوكاً حسناً من الأولاد والقيام ببعض الواجبات كي ينفذوا البرنامج المتبقي من العطلة مثل السفر الى خارج البلاد.
3.يجب الاتفاق المسبق مع الأولاد على أن الأسبوع الأخير للعطلة يجب ان يخصص للإعداد للعودة الطبيعية المعتادة الى مقعد الدراسة وأن يخصص لشراء الكتب والدفاتر والقرطاسية ومراجعة المواد السريعة من السنة الماضية وإلقاء نظرة على ما ينتظر الطالب من مواد جديدة للسنة القادمة.
في كل الأحوال يجب ان ينتبه الأهل في العطلة الى تصرفات أولادهم وأن يراقبوا صداقاتهم الجديدة التي قد تكون خطرة وغير سليمة وألا يتأخروا خارج البيت حتى ساعات متأخرة من الليل. كل هذا ممكن اشتراطه لتنفيذ القسم الممتع من العطلة وهو السفر خارج البلاد او رحلات ممتعة داخل البلاد.
ويجب أن ينطلق الأهل دائماً من المبدأ القائل بأن العطلة الصيفية قد تكون مفيدة وممتعة وفيها استرداد للنشاط للعودة قد تنقلب الى ضارة وخطرة اذا اكتسب الولد عادات سلبية جديدة بسبب صداقات جديدة قد تدمر مستقبله وتخرجه عن المسار الأخلاقي والمسلك التربوي الصحيح.
بقليل من الحكمة والأناة وطول البال يستطيع الأهل والأولاد عبور العطلة الصيفية بأمان والعودة الى مقاعد الدراسة بثقة واطمئنان وإقبال على العلم.
