استيقظت هالة صدقي علي صوت صديق لها عبر الهاتف يخبرها بوجود صور فاضحة نشرتها احدي الصحف وملقاه علي الارصفة في الشوارع والميادين وعرضه لعيون المراهقين والباحثين عن فضيحة. انتفضت هالة وشعرت بمرارة الصدمة بعد ان كانت تعيش هذه الفترة في اسعد ايامها منذ ابتسم لها الحظ وعاد يساندها من جديد بعد ان تخلي عنها في بداياتها الفنية علي عكس بنات جيلها.. لكنها سرعان ماعادت لطبيعتها بعد ان تحدثت مع محاميها الذي ذهب للنائب العام ليفتح ملف القضية علي مصراعيها.
تفاصيل الصور ووقائع الساعات الرهيبة التي عاشتها هالة صدقي تبوح بها بالتفصيل: "في البداية كنت مندهشة وتساءلت، ما الذنب الذي ارتكبته حتي اعاقب وادفع ثمنه من سمعتي وشرفي وتنشر لي صورة بهذا الشكل المهين فأنا ارتديت هذه الملابس وانا غير مقتنعة بها لانها كانت مخالفة لملابس الفتاة الراقصة وهي في الحقيقة ملابس رياضية عبارة عن "سالوبت" لونه بيج وكان المفروض ان ارتديه بمفرده لكن خشيت من ا لنقد وارتديت عليه جيب قصير وبلوزه. سوداء حتي لا أخدش حياء المشاهدين رغم ان هذا السالوبيت امارس به تدريباتي الرياضية بشكل يومي في النادي وبدون الجيب والبلوزة.. فكيف اراعي مشاعر المشاهدين واحترم الآداب العامة ولايراعي مشاعري شخص غير مسئول عن تصرفاته".
وكيف تم التلاعب بالصورة لتظهر بهذا الشكل غير اللائق؟
ببصم بالعشرة مش أنا...
تبدو علي وجهها علامات الضيق وهي تجيب: هذه الصورة مأخوذة من مشهد ضمن احداث فيلم "ماتيجي نرقص" لكن ادخلت عليها بعض التعديلات حتي تبدو امام من يراها انها خليعة الي هذه الدرجة وذلك عن طريق الجرافيك فالصورة او هذا المشهد تحديدا سبق وان شاهده الجمهور المصري علي شاشة القنوات المصرية والفضائية اثناء الحملة الاعلانية للفيلم علي مدي اكثر من ثلاثة اسابيع وبشكل يومي لانها موجودة بالتحديد علي تيتر الفيلم لكن هذه الصحيفة معروف عنها سلوكها المشين حيث سبق وأن اساءت لفنانين وفنانات غيري كما سبق اتهامها في اعمال مشابهة كانت نتيجتها وفاة صاحب الجريدة وهو يقضي عقوبة الحبس نتيجة افعالة المسيئة.
كيف اكتشفت هذه الصورة وما شعورك بعد نشرها؟
انا لم أقرأ هذه الصحيفة طوال عمري حتي عندما نشرت هذه الصورة فالأمر لم يستفزني علي الاطلاق وكل ماحدث ان احد الزملاء اتصل بي وقال لي: إن احدي الصحف نشرت لك صورة لافتة للنظر ومستفزة وقال لي اسم هذه الجريدة بعدها طلبت منه وصف الصورة والملابس فاكتشفت انها من فيلم "ما تيجي نرقص" وقلت له علي لون الملابس التي ارتديها في الصورة فأكد لي ظني بعدها حزنت لمدة عشر دقائق ودارت خلال هذه الفترة العديد من التساؤلات في خاطري لماذا هالة صدقي مستهدفة في هذا الوقت بالذات؟ ولمصلحة من هذا التشويه؟ وما الذنب الذي فعلته او الجريمة التي ارتكبتها حتي يفكر احد في الانتقام مني؟ ولماذا يتم تجنيد هذه الجريدة بالذات في كل الأمور والقضايا المشبوهة او الصور الخليعة المفبركة بالطبع؟ وهل من الممكن ان تكون محاولة من الجريدة نفسها لزيادة نسبة مبيعاتها حتي ولو بطريقة غير اخلاقية وتتنافي مع اخلاقيات الصحافة الشريفة؟ وعندما لم اجد اجابة مقنعة لأي من هذه الاسئلة ضحكت وسرعان ماعدت لحالتي الطبيعية ولم اهتم مرة اخري بالموضع حتي هذه اللحظة ودعيت لاصحابها بالهداية! لان هذا الصحفي والمسئولون عن هذه الجريدة هم الارهابيون الحقيقيون فهم يرهبوني في حياتي الخاصة وهذا الصحفي لا اعرفه حتي انه خشي ان يكتب اسمه علي الموضوع.
وهل اكتفيت بهذه التساؤلات التي دارت في خاطرك ام اتخذت اجراء ملموسا تجاه الجريدة والصحفي؟
أنا 'صعيدية' ولن افرط في حقي ابدا..
لم افعل شيئا سوي اني تحدثت مع المحامي وشرحت له الموضوع لانه لم يكن قد رأي الصور ولا قرأ الجريدة طبعا وبعدما رآها اقترح علي ان يحول الموضوع للنائب العام فورا لانها قضية اخلاقية وتمس شرفي كممثلة ومواطنة وحتي يتم التحقيق فيها من كل اطرافها بدءا من صاحب الجريدة وانتهاء بمن وراء الصحفي اذا كان هناك احد، وطلبت من المحامي ان يتركني لعملي ويتصرف هو في الموضوع لاني مشغولة جدا في تصوير فيلم يوسف شاهين "هي فوضي" وسمعت بعد ذلك من المحامي ان القضية وصلت للنيابة ويستجوبهم حاليا وانها طلبت صور الفيلم والنيجاتيف وانا متأكدة ان القضاء سيعطيني حقي كما فعل من قبل حيث انصفني القضاء سابقاً في قضية مشابهة واخذ لي حكم بحبس صحفي سنة مع الشغل والنفاذ، لكني لم انفذ الحكم لاني انسانة متسامحة لأبعد الحدود لكن عندما اتأكد من ان هناك شخصا ما تعمد اهانتي لن اسكت علي اهانته حتي لو ضيعت عمري كله لاني "صعيدية" ولن افرط في حقي ابدا..
هل اثر ذلك علي عملك الحالي مع يوسف شاهين؟
يوسف شاهين لم يتدخل في هذه القضية بأي شكل من الاشكال لأنني تعمدت ان أكون طبيعية جدا حتي لا تضيع فرصة عمري التي انتظرتها طويلا فلم يكن هناك ما يستدعي تدخله وهو لم يلاحظ شيء غير طبيعي بالعكس انا خلال هذه الازمة صورت اهم مشهد في الفيلم كله وأهم مشهد في حياتي ايضا وكان عبارة عن حوار من طرف واحد مكتوب علي صفحة كاملة وبعدما اديته صفق لي كل فريق العمل المشارك وهنأني يوسف شاهين وكان فرحا وسعيدا جدا بأدائي خلاله وشعرت بعدها أنني حصلت علي الأوسكار.
كيف كانت ردود افعال زملائك في الوسط الفني؟
المفاجأة ان كل زملائي وزميلاتي لم يتصلوا بي علي الاطلاق وهذا اسعدني جدا لانني تأكدت ان الجريدة غير مقروءة ولا تدخل اي بيت مصري لما تفعله من جرائم في حق الناس ولانها دائما ما ترتكب هذه الفضائح فزملائي لم يعلموا بشيء ولم يرو الصورة من الاساس لكن معظم الاتصالات التي جاءتني كانت من الصحفيين الشرفاء فالكل يعتذر عن نشر الصورة رغم انهم ليسوا طرفا ولا يعملون بهذه الجريدة وبصراحة هذه المكالمات اسعدتني ايضا لانها كانت فرصة للتصالح بيني وبينهم خاصة اني كنت دائما في حالة خصام مع الصحافة لكن هذا الموقف اوضح لي اهمية الصحافة وحسن نواياهم ومواقفهم النبيلة تجاه من يستحق فالكل كان مستاء وحزينا وكلهم اعتذروا لي وانا سعيدة بهم. حتى أن المخرج خالد يوسف اتصل بي هو الآخر وطالبني ان اغلق هاتفي المحمول ولا ادع نفسي فريسة للتوتر والقلق وان اركز في الفيلم.
وهل تتهمين احدا؟!
مع يسرا في لقطة من فيلم 'ما تيجي نرقص'
انا متأكدة ان وراء هذا الموضوع شخص ما ورغم ذلك فعلا انا لا اتهم احدا فالحل عند الجريدة والصحفي المسئول فأنا ليس لدي اي اعداء علي الاطلاق ولم أفكر لحظة فيمن وراء القضية حتي انني لم اجد اجابة عندما سألت نفسي هذا السؤال لكن القضية السابقة التي اخذت فيها حكما بحبس أحد الصحفيين سنة كان وراءها راهب مسيحي والموضوع كله قد يكون بسبب كوني مسيحية فهذا وارد لكني أؤكد انني لم اتهم أحد وزملائي في الوسط الفني متضررون هم الاخرون من هذه الافعال المشينة وسبق ان كانوا ضحايا لهذه التصرفات غير المسئولة والتي تخرج من اناس مرضي ومعقدين نفسيا.
هل لديك اقوال اخري؟
انا مؤمنة بان الله سبحانه وتعالي سيأخذ لي حقي من هذا الرجل الذي تسبب في اذيتي وحاول ان يشوه صورتي امام جمهوري واهلي وسوف يهان في شرفه ولو بعد حين فحقي عند الله وليس في المحاكم.
