كثير من نجوم الفن والمشاهير والسياسيين لجأوا إلى الدجالين والمشعوذين تقرّباً منهم من اجل قراءة الطالع أو معرفة أسرار الغد الذي هو في علم الغيب. إلا إن ما تؤكّده الأرقام أن أكثر من 10 مليارات جنيه تذهب إلى أصحاب تلك المهنة سنوياً، ورغم أنها بعيدة عن الإسلام والدين وان من يقومون بها أكثرهم ينتمون لحزب "النصّابين".
وما بين العلاج بالقرآن والعلاج بالسحر والشعوذة تتوه الحقيقة وتختلط كل الأوراق بعضها ببعض. ولكن ما يهمّنا في هذا التحقيق هو الإجابة عن هذا السؤال: هل يلجأ أهل الفن إلى أعمال الدجل والشعوذة؟ والى من يلجؤون؟
هالة صدقي سألت عن طالعها
استطلعنا رأي كاميليا أشهر قارئة طالع في مصر والتي أعربت بدورها عن سعادتها بصدق توقعاتها في الكثير من المرات وأكدت أن الكثير من الفنانين كانوا يتردّدون عليها. وإذا كانت كاميليا قد باحت بأسماء البعض منهم إلا أنها رفضت الإفصاح عن بعض الأسماء الأخرى.
من هنا, أوضحت كاميليا أن الفنانة هالة صدقي قد ترددت عليها ذات مرة وسألتها عن طالعها، وردّت كاميليا عليها بأنها ستمرّ بأزمة كبيرة في حياتها وستؤثر عليها عدة سنوات حتى تخرج منها, وقد حدث لها ما توقعته عندما تعرّضت هالة لأزمة مع زوجها والتي انفصلت عنه بعد سنوات في المحاكم كانت خلالها بعيدة عن فنّها إلى حدّ كبير.
وأكدت كاميليا أنها اطلعت ذات يوم على كفّ المطرب عمرو دياب وأنها تنبأت له بأنه سيكون له حظ كبير من الشهرة والنجاح والنجومية، وان خطوط الفرحة والسعادة في كفيه متلازمة ومتوازية وقد كان ذلك أثناء تصوير عدد من مشاهد فيلمه "العفاريت" الذي صوّره مع مديحة كامل، وكان اللقاء قد تمّ بالصدفة بينهما في احد الفنادق الكبرى..
وتابعت كاميليا: "بينما السحر الذي تعرّضت له الراقصة دينا فهو الفشل في حياتها الزوجية وألا يستمر زواجها في حياتها". وأشارت إلى أن مذيعة في إحدى القنوات الفضائية الكبرى ترددت عليها وطلبت معرفة أسباب عدم زواجها، وهل أنها تعرضت لأعمال السحر والشعوذة فأكدت لها أنها لن تتزوج قبل مرور 7 سنوات، وقد حدث ذلك بالفعل وتزوجت بعد 7 سنوات من فنان كبير جداً..
أما علياء اللبنانية فقد جاءت للقاهرة واستأجرت شقة لها بمنطقة "المنيرة" في بادئ الأمر، وعندما ذاع صيتها بين أوساط الفنانين ورجال المجتمع الراقي وأصبح لها مريدون من الفنانين والفنانات ورجال المجتمع.. أوضحت أنها قادرة على علاج الأمراض المستعصية وأن عدداً من الفنانين يحرصون على زيارتها لفك أعمال السحر التي يتعرضون لها، ورفضت علياء الإفصاح عن أسماء هؤلاء الفنانين الذين يتردّدون عليها.
نبيلة عبيد لا تنكر أنها ذهبت ذات يوم لإحدى العرافات
أما الفنانة نبيلة عبيد فهي لا تنكر أنها ذهبت ذات يوم لإحدى العرافات وهي في مقتبل العمر, وقالت لها عندما قرأت طالعها: "إن طريق الزواج و القلب مسدود وطريقك للجوائز بلا حدود". وهذا ما حدث إذ أن حياة نبيلة عبيد الزوجية فشلت بعد وقت قصير مع المخرج الراحل عاطف سالم وبعد ذلك ضحت نبيلة بالزواج والأمومة من اجل السينما التي أحبّتها وحصدت جوائزها. ولكن نبيلة نفسها تؤكد أنها راضية بقسمتها ونصيبها وان الله اخذ منها أشياء وأعطاها أشياء أخرى كحبّ الناس الذي لا يقدّر بثمن.
وتقول ليلى علوي: "كذب المنجمون ولو صدقوا.. أحياناً نشعر بأن الإنسان قد يتعرّض لأي شيء وليس معنى ذلك انه معرض لعملية سحر ويلجأ للدجل والشعوذة، ولكن أنا لا أفضل اللجوء إليهم في أي شيء في حياتي".
وتتفق الهام شاهين في أن أياً من تلك العمليات تتم بالصدفة وعلى سبيل التهريج، "لأنني لا يمكن أن الجأ لقراءة الكفّ أو الفنجان أو الكوتشينة لمعرفة مستقبلي.. العلم عند الله ولا بدّ أن نقتنع بان كل شيء قسمة ونصيب ولا يمكن أن يهرب الإنسان من نصيبه مهما كان حذراً".
الجدير بالذكر أن بعض الفنانين والفنانات لا ينفون ذهابهم ذات يوم أو ذات مرة إلى احد مروجي أعمال الجدل والشعوذة، أو بما تسمّى بوجهة نظرهم العرافة أو قارئة الفنجان، وهذا ما أكّده عبد الحليم حافظ قبل رحيله في انه كان يتردّد على عرافة لتقرأ له الفنجان وكل ما قالته وجدته مكتوباً في قصيدة "قارئة الفنجان" لـ نزار قباني التي كانت آخر أغنيات حليم قبل رحيله في العام 1977..
ويقال أن الفنان الكبير عمر الشريف الذي بزغ اسمه عالمياً، بداية من "لورانس العرب"، تردّد وهو في مقتبل العمر مع مجموعة من الأصدقاء إلى إحدى العرافات وانزوى كما يقول نحو ركن من أركان البيت ينظر إلى قطة سوداء بإمعان، وتفحص في الوقت الذي كان فيه شارداً وتراقبه العرافة عن قرب والتي كانت بدورها تجيد فتح "الكوتشينة"، وبعد لحظات صمت قالت له: انك ستكون مشهوراً على مستوى العالم وستحقق ثروة كبيرة ومن يومها أسرّّ الطفل ميشيل شلهوب الذي سمّي بعد ذلك عمر الشريف هذا الخبر في نفسه وسعى إلى تحقيقه خاصة عندما انطلق نحو الشهرة والنجومية السينمائية المحلية وبعدها الشهرة والنجومية العالمية.
العرافة قالت له ستكون مشهوراً على مستوى العالم
غادة الشمعة تتحدث لأول مرة عن قصتها مع السحر وتقول: "كانت حياتي طبيعية ونجاحاتي كبيرة وتزوجت من رجل أعمال مرموق وكل شيء كان يسير على ما يرام الى ان تحولت حياتي فجأة لتعاسة من دون أي سبب.. مشاكل كثيرة توالت وقلبت حياتي رأساً على عقب.
كنت أشعر بأن شيئاً ما غير طبيعي يجري لي حتى جاء ذلك اليوم الذي وجدت فيه خادمتي قطعاً من الطين عليها عمل سحري مكتوب عليه طلاسم وعبارات فيها اسمي تطلب فيه صاحبته الضرر لي وكان موجوداً في غرفة نومي ومخبّأ بطريقة غريبة. أخذت هذه القطع لأحد المعالجين الذي قال لي بأنها أعمال عملت لتلحق بي الضرر. المهم أتلفت هذه القطع لكن العمل استمر... مشاكل وتعاسة دائمة في بيتي.
لجأت الى الله وبدأت بالصلاة وقراءة القرآن حتى زال العمل بعد فترة بإذن الله. وعلمت لاحقاً أن جارتي هي من عملت هذا العمل لتضرّني وعند مواجهتها اعترفت بالحقيقة. بعدها عادت حياتي طبيعية كالسابق".
وروى منتج سوري معروف قصتين حدثتا في الوسط الفني السوري واستخدم فيهما السحر. الأولى لنجمة سورية كانت متزوجة من أحد العاملين في الدراما السورية وهو شخص معروف، عندما دبّ الخلاف بينهما سافرت هذه النجمة للمغرب وعملت سحراً لزوجها لكي يفشل في عمله ولكي لا يتزوج بأخرى.
غادة الشمعة: كانت حياتي طبيعية ونجاحاتي كبيرة
ويقول المنتج الذي طلب عدم ذكر اسمه لقد تضرّر هذا الزوج كثيراً وعمل الكثير لكي يفك السحر الذي عملته له زوجته ولم يستفد فاضطر للسفر الى المغرب وهناك كشف عن العمل الذي أجري له وتمّ فكه له بعد أن دفع مبلغاً كبيراً لقاء ذلك العمل.
وتناثرت قصص هنا وهناك. ففي مكتب مدير المباحث في الكويت اعترفت مشعوذة قبض عليها أخيراً أن ممثلاً كبيراً، اشتهر بأدواره الكوميدية، لجأ إليها لتساعده في إنعاش تجارته التي أصابها الكساد، وأكدت ان الممثل كان في حالة سيئة، وطلب منها فك النحس الذي يلازم خطواته، واعترفت أنها قامت بعمل سحر لتسهيل المعاملات، كي يتسنّى للممثل الحصول على مناقصات تدرّ له الربح الوفير.
وفي حادثة مشابهة قصد احد العاملين في الحقل الفني الكويتي مشعوذاً إفريقياً ليساعده في الحصول على الجنسية الكويتية التي ظل يطلبها الممثل الكومبارس منذ سنوات طويلة، ولم يحصل عليها، المشعوذ قبض عليه وأصبح خلف القضبان، وفي التحقيق معه ذكر اسماء زبائنه، ومن بينهم الممثل الذي كان كل همه ينصب في الحصول على الجنسية، وكان مستعداً للاستعانة بأي شخص، حتى لو كان مشعوذاً.
